7 أبريل، 2024 11:18 ص
Search
Close this search box.

حادثٌ عرَضيّ مؤسف

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

سيبدو كحادثٍ عرَضيٍّ

عندما تزورين المدينة لإلقاء النظرة الأخيرة على جثتيَ المحنّطة

إيّاك أن نبكي كما فعلنا أوّل مرّة

واحذري من لفظة حبّ هاربة من بقايا الشعرْ

وتمرّدي بهدوء “المرض العضالِ” بأضلعي

ولا تلتقطي ليَ صورة

عند قارعة المساءِ بين الورد والأضواءْ

والصُّحبةِ العابرةْ

سيبدو كأمر تافه جدّاً لو شربنا كأس شايٍ

وتبادلنا ما تخمّر من دبيب أهدابِ القمرْ

لن تبعثي لي بعدها صورة صدرك الـ (كان) يرقص فيه طيران ملتهبان عند اللمسة الأولى ليدي الوحيدة إذ تلقفتِها خلال السير في الطرقاتْ

سيبدو الأمر عاديّاً لو جئتني عند الصباح على قلق القفولْ:

“الدرب بعيدة

والنهار قصير

والظرف لا يسمحْ

والكلّ يرقبني

فكنْ على حذَرٍ، ولا تجلسْ إليَّ دون مسافة معقولة؛

ياردتين باردتين بل أكثر

ولا تنبش قبور القلب”

سيبدو الأمر عاديّاً طبيعيّاً كحادثٍ عرَضيٍّ

وكلّ شيء سيزول بعد الصدمة الأولى/ الأخيرةْ

سيبدو الأمر عاديّاً والملامح ساكنةٌ، محايدةٌ

والقلب عاديٌّ

ولا يتوقّع المفاجأة التي كانت هناك تنتظر اللقاءْ

والعينان ساجيتان كموجٍ متعبٍ من حمله البائسْ

والقلبُ منقوعٌ بحزنٍ قاطعٍ متخمْ

تبدو المدينة يائسةً

مسافرة بلا شيءٍ من الذكرى

وتنام نومتها الأخيرةَ جامعة الهواجس في كلّ ليل بعدما تأتين ثاكلة الحنينْ

ومشبعة الخطا المعوجّة الحركاتِ

كأنّ شيئاً لم يكنْ

أيلول 2022

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب