خسارة البشر بالمعنى الاعم هو امر مؤلم ومحزن، ولكن اصحاب الايمان فانهم ينظرون الى الحدث على انه امر الهي عندما يكون خارج ارادتهم اولا وسبب الموت عندما يكون دفاع عن عقيدة ووطن ثانيا، وحدث الحدث ثالثا ، وبعد الحدث تظهر معادن النفوس فالمؤمن يقول انا لله وانا اليه راجعون وهنيئا له استشهد عند الحسين وفي يوم الحسين وستكون اربعينيته مع اربعين الحسين وذكرى وفاته مع ذكرى عاشوراء.
ولكن ضعيفي النفوس يحاولون تشويه الحقيقة واللعب على الوتر العاطفي وتحميل من افسد مخططاتهم التامرية على البلد سبب الحادثة.
بالرغم من الاغلب الاعم تقبّلَ وتّفهمَ حادثة التدافع في ركضة طويريج المقدسة وانه امر حدث ولا يتحمل مسؤوليته أي طرف ، فالجهود المبذولة من جميع الجهات كانت رائعة الحكومة المحلية والمؤسسات المدنية والمتوطوعين ومنتسبي العتبة الحسينية والعباسية وبين الحرمين ، ، وبالرغم من ان هنالك بعض الشتات الذي لا يؤثر على ضوء الشمس يحاول ان يشوه الحقيقة الا اننا للتاريخ يجب ان نكتب .
شكرا لركضة طويريج واحداثها التي كشفت الوجوه عن بعض الذين يتصيدون في الماء العكر وحقيقة هؤلاء ليسوا حزنا او مواساة على الشهداء فهم في جنات النعيم بل لما تحمله نفوسهم اتجاه العتبات المقدسة ولو سالتهم عن السبب ستجده دوافع سياسية ونفسية وقناة الحرة جدا خير شاهد على هذا الصنف.
واما التشبث بكذبة فالاخ قائد الدفاع المدني والسيد افضل الشامي ردوا كذبتهم الى نحورهم بالكلام والصورة من مكان الحدث.
الحادثة ليست غريبة ولا مثيل لها في التاريخ فالكثير بل وحتى الاشد منها خسائرا حدثت في كثير من بلدان العالم واقرب شاهد يطابق الحادثة هي حادثة ركضة طويريج سنة 1966 وبسبب خطا من زائر حدث التدافع والسقوط واستشهد قرابة الاربعين زائر بالرغم من قلة عددهم في ذلك الوقت والذي لا يصل الى 1% من عددهم اليوم .
واما مسالة التنظيم فانه كان باتم الاستعداد والانضباط ، وهي كما هي، مسير الركضة والابواب التي تفتح لاستقبالهم ولخروجهم افضل مما كانت عليه سابقا ولكن حدث ما لم يكن تجاوزه فعثرة زائر ادت الى هذه النكبة .
وهو امر طبيعي فكيف بالشوارع العريضة وانظمة المرور ورجال الدولة والكامرات والاشارات الضوئية وتحدث كوارث من خلال اصطدام السيارات بل ان المرور احصى ان ضحايا الحوادث المرورية اكثر من وفيات الامراض وحتى الارهاب في العراق في السنوات الاخيرة ، وكم قطار وعبارة وطائرة خرجت عن مسارها وادت الى ضحايا ، نعم هنالك خلل وان قلت تنظيمي فكم من الجهود التي بذلت وبالرغم من ذلك حدثت والبعض منها بل الاكثر كانت قضاء وقدر وليس تقصير او خلل في التنظيم.
عوائل الضحايا لم يصدر منهم أي تصرف متشنج بالرغم من مصابهم بفقد احبتهم وحزنهم وهذا من حقهم بالرغم من ذلك فانهم تفهموا الامر وكلهم ايمان بقضاء الله وقدره بل البعض منهم سعداء لان ذويهم استشهدوا يوم عاشر الحسين وفي سبيل شعائر الحسين ، وكذلك لا يمكن مقارنة هذه الضحايا بتضحية الحسين عليه السلام التي جاءوا من اجل مواساتها فهل يعقل ان تكون ماساة ركضة طويريج اكثر من ماساة الحسين عليه السلام .
وهنا اذكّر وأؤكد على تاكيدات العتبة الحسينية المقدسة على ضرورة التوسعة لان الاعداد في تزايد وهنالك مجالات خدمية انجزت العتبة فيها مشاريع لولاها لكانت خدمات الزائرين في حالة يرثى لها