19 ديسمبر، 2024 4:16 ص

حادثة حرق الطيار الاردني لها اصل مشابه في التاريخ الاسلامي

حادثة حرق الطيار الاردني لها اصل مشابه في التاريخ الاسلامي

من يتتبع التاريخ الاسلامي ويتفحصه جيدا لا يستغرب الجرائم التي تفعلها داعش من قتل وقطع رؤوس وتحريق … ولناخذ منها على سبيل المثال جريمة قتل أم قرفة التي ربطوا رجليها على فرسين وتم شقها نصفين ، اذهبوا للمصادر التاريخية ودققوا فيها , متى حدثت هذه الجريمة ؟ ومن امر بها؟ ولماذا جعلوها في ظهر النبي وان القصة في عهده بعد ان عجزوا عن الدفاع من قام بها بها ؟ اما قتل الفجاءة وهو أياس بن عبد الله بعد ان جمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرق وهو مقموط فيشير لها صحيح البخاري ومسند احمد وابن كثير .
لنعرج الى قصة مالك بن نويره الذي قتله خالد بن الوليد بشبة الردة بعد ان ضرب عنقه وجعل رأسه اثفية لقدر وكان من اكثر الناس شعرا “انظروا وفيات الاعيان لابن خلكان 566 وتزوج خالد بامرأة مالك أم تميم بنت المنهال في تلك الليلة , تاريخ اليعقوبي 2110
طبعا لا احد انكر على خالد فعلته هذه احد من الصحابة وقد فعلها على مرأى ومسمع منهم ولم ينكر ذلك أحد (انظر البداية والنهاية لابن كثير ج 6 /352 ) ما عدا الخليفة عمربن الخطاب قال عنه هذا رجل قتل مسلما وزنا بزوجته وطالب باقامة الحد عليه .
اما شبهة حرق الامام علي (ع) للزنادقة الذي الهوه فقد ذكرها صحيح البخاري 6922عن عكرمة .
إن قضية إحراق الإمام علي (ع) للخوارج بالنار قضية غير ثابتة تاريخيا بالضرس القاطع بل قتلهم بالخنق بدخان النار ؛ إذ أمر بحفر حفيرتين وجعل بينهما ثقبا ، فاشعل النار في واحدة ، وجعل الغلاة في الثانية ، وأطبق عليهم كي يرتدعوا عن كفرهم ، ولكنهم ازدادوا غياً ، وارى ان الحكمة من الدخان اراد الامام علي(ع) لعلة فيها انّ الله سبحانه وتعالى حرم النار على أهل توحيده , فقال علي (ع) (لو كنت ربّكم ما أحرقتكم وقد قلتم بربوبيتي! ولكنكم استوجبتم مني بظلمكم ضد ما استوجبه الموحدون من ربّهم (عز وجل) …واننا بالاصل لا نعترف براي البخاري لانه نقله عن عكرمه
 المعروف بناصبيته لاهل البيت عليهم السلام .
(ان الجرائم في العهد الأموي اخترع لها وعاظهم أحاديث تبررها شرعا حتى يقال هذه الشناعات قد فعلها النبي فيسكت الناس! والحريص على سمعة النبي لا يرضى أن ينسب إليه أحد ما ارتكبته الخلافة بعده ، لا يجوز اتخاذه عتبة واطية لأخطاء الخلافة وتجاوزاتها وكنت أتمنى من العلماء الذين هرعوا للدفاع عن النبي ضد الرسوم الدنمركية أن يخصصوا من وقتهم قليلا ليعرفوا مصدر التشويه للنبي) هذا الكلام المحصور بين هلالين لاخي واستاذي العلامة السعودي حسن بن فرحان المالكي .
ولذلك لا استغرب ان ارى مقالات وكتاب فرحين بحرق الطيارالاردني فيعتبروا حرقة جزاء مناسب له فانظروا ما كتبوا هؤلاء بهذه الحادثة 
((هل تعلمون ماذا فعل معاذ بأهل الشام والعراق من قصفٍ وتدمير قتل الأطفال والرُضع والنساء والشيوخ الذين لا ذنب لهم إلا أنهم قصفوهم إرضاءَا لأسيادهم الأمريكان ؛ ناهيك عن قصف المساجد وانتهاك حرمات الله  وإلى المتباكين على مقتله أين كنتم عندما قتل بشار الأسد الألآف من المسلمين بالغازات السامة والقصف المتواصل إلى يومنا هذا !؟
أنسيتم الحِمم التي كان يُنزلها معاذ على المسلمين المستضعفين في العراق والشام !! أنسيتم كم قتل معاذ وكم يتم معاذ من طفل وكم أرملت إمرأة بسببه وكم وكم وكم …الخ
أين أنتم عندما أحرق السيسي العشرات من المسلمين أحياء في رابعة !؟
أين أنتم مما يجري للمسلمين المستضعفين في بورما وشمال أفريقيا!؟
وما فعلته القوات الفرنسيية بالمسلمين في مالي !؟
أين أنتم مما فعله الجيش الأمريكي بالمسلمين في العراق اغتصبوا النساء وأحرقوهن أمام أهلهُن!
من قال بعدم جواز الحرق بالنار من كلام العلماء وإجماع السلف, والان يرد بعض الكتاب على المستنكرين
قال الإمام الشوكاني ( قال المهلب ؛ ليس هذا نهي على التحريم بل على سبيل التواضع ، ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة
قال الشوكاني ( وقد حرق أبو بكر بالنار في حضرة الصحابة ، وحرق خالد بن الوليد بالنار ناسا من اهل الردة، وكذلك حرق علي كما تقدم في كتاب الحدود)
فثبت أن أبا بكر رضي الله عنه حرق فجاءة بالبقيع، وكذا خالد بن الوليد فقد ضرب عنق مالك بن نويرة وأمر به فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدراوأمره إلى خالد فيمن ابى وحارب أن يحرقهم ويقتلهم كل قتلة ، وايضا تحريق علي رضي الله عنه الغالية الرافضة الذين اعتقدوا فيه الإلهية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :  وهكذا قال كثير من الفقهاء ؛ إذا قتله بتحريق أو تغريق أو خنق أو نحو ذلك فإنه يفعل به كما فعل، مالم يكن الفعل محرما في نفسه، كتحريم بيع الخمر واللواط به ، ومنهم من قال ؛ لا قود عليه إلا بالسيف، والأول أشبه بالكتاب والسنة والعدل
وذهب الجمهور إلى جوازه حال القصاص، واستدلوا بقوله تعالى : {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} ، وقوله : {فاعتدوا بمثل ما اعتدوا عليكم}.
ثم بين مذاهب أهل العلم في التحريق قائلاً: (واختلف السلف في التحريق، فكره ذلك عمر وابن عباس وغيرهما مطلقاً، سواء كان ذلك بسبب كفر أوفي حال مقاتلة، أوكان قصاصاً، وأجازه علي وخالد بن الوليد وغيرهما.. قال المهلب: ليس هذا النهي على التحريم بل على سبيل التواضع، ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة، وقد سمَّل النبي صلى الله عليه وسلم أعين العرنيين بالحديد المحمى، وقد حرق أبوبكر البغاة بالنار بحضرة الصحابة، وحرَّق خالد بن الوليد بالنار ناساً من أهل الردة،
وهنا لا بد من تجديد الخطاب الديني لبيان عوار داعش وتحريفهم للنصوص للشريعة الاسلامية قرانا وسنة حيث يفسرون النص التراثي تبريرا لأفعالهم بتأويلاتهم الباطلة… فقد خالفوا النص النبوي (النار لا يعذب بها إلا الله) وصية النبي (ص) لأمير الجيش: اغْزُوا وَلا تَغْدُرُوا وَلا تَغْلُوا وَلا تُمَثِّلُوا وَلا تَقْتُلُوا..وان النبي محمد (ص) أمر بدفن قتلى المشركين في غزوة بدر حتى لا تأكلها السباع أو الطير كنوع من التكريم لإنسانيتهم رغم مواقفهم المعادية للرسول… وتبقى المشكلة قائمة بالمرويات التي يستند عليها داعش وبالاخص في الصححاح ومنها
 البخاري الذي بين العقوبة بالحرق وزعم ان ابو بكر وعلي فعلوها فهل يتصدى احد لدفع هذه الشبهات التي بسسبها يجري القتل والحرق ؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات