14 نوفمبر، 2024 8:13 ص
Search
Close this search box.

حادثة برلين الارهابية واغتيال السفير الروسي . . الدوافع والنهايات 

حادثة برلين الارهابية واغتيال السفير الروسي . . الدوافع والنهايات 

العمل الارهابي الاخير في برلين ، والذي ذهب ضحيته اكثر من خمسين شخصا بين قتيل وجريح . واغتيال السفير الروسي في تركيا . وقبلها الاعمال الارهابية في فرنسا وبلجيكا . . كل هذه الاعمال قد جاءت كرد فعل لما يجري في المنطقة العربية ، وخصوصا في سوريا والعراق . وبالرغم من انني اكره العنف ، ولست متدينا للدفاع عن المتعصبين . الا انني احاول ان احلل الاسباب التي دفعت المتطرفين المسلمين لارتكاب مثل هذه الاعمال الارهابية البشعة بحق اناس مسالمين لا ناقة لهم ولا جمل بما يحدث في منطقتنا من عمليات قتل وحشية.
نحن نعرف جيدا ان لكل فعل له رد فعل . . وان ردود الافعال الهمجية التي ترتكب الان في اوروبا وغيرها هي نتاج الاعمال العدوانية والوحشية التي ترتكب بحق الشعب السوري اولا ، والشعب العراقي ثانيا . وعلى سبيل المثال ،  فقد تم تدمير حلب الشرقية بالكامل ، وواجه السكان هناك مختلف الاسلحة الفتاكة  . . والذي لا يعرف حلب الشرقية اقول له انها منطقة فقيرة كان اغلب القاطنين فيها يعملون كاجراء في المعامل الكبيرة الموجودة هناك قبل الحرب الاهلية . ونتيجة لقمع النظام السوري لانتفاضة هؤلاء العمال اسوة بالمناطق السورية الاخرى . تم تطويع السكان فيها باتجاه الاسلمة اولا ، ثم باتجاه التطرف والعنف الاسلامي على مختلف اشكاله . فنشأت القاعدة او النصرة وفتح الشام وغيرها من الفصائل المسلحة ، واستغلت نقمة الناس فامدتهم بالمال والسلاح المستورد من الدول الاقليمية والمجاورة ، كل حسب اجندته . وبالمقابل هناك التدخل الايراني لصالح النظام السوري . ثم دخلت روسيا للحفاظ على مصالحها الحيوية في المنطقة . وقد كنا نتوقع ان يؤدي التدخل الروسي الى اتفاق سلام بين الاطراف المتحاربة في سوريا . الا ان تناقض المصالح الدولية والاقليمية قد حال دون تحقيق هذا الهدف . فتم ضرب المناطق  المتمردة بكافة انواع الاسلحة ،  مما دعى السكان السوريون الى الهجرة باتجاه الاردن ولبنان  ثم اوروبا .  واستغلت داعش او ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية هذا الوضع لدفع المسلمين في كل انحاء العالم  باتجاه العنف بحجة الدفاع عن دينهم او مذهبهم او عقيدتهم .  فانتشرت الاعمال الارهابية في العالم اجمع .  وداعش قد بدات كمنظمة صغيرة الا انها سرعان ما توسعت نتيجة السياسات الخاطئة والقاتلة التي ارتكبها المالكي في العراق والتي ادت الى دخول الدواعش الموصل ومناطق عراقية وسورية اخرى ،  واستولت على اسلحة كثيرة و متطورة كما استولت على مصادر النفط والبنوك  فتعاظمت مواردها ،  وزادت مخاطرها . وقد ادى ذلك الى تحالف دول كثيرة لمحاربتها  .  ثم جرى التعميم على ان كل من يعارض النظام السوري او  النظام العراقي هو ارهابي .  فتوسعت المشكلة وازداد التطرف من قبل كل الجهات المتحاربة ، ولا زلنا نشاهد عمليات القتل والتدمير في سوريا والعراق الى يومنا هذا 
       .   ان هذا الوضع قد ادى الى زيادة الاعمال الارهابية تجاه كل الدول التي ساهمت او ساعدت على  خلق مثل هذه الظروف المأساوية التي تفوق احتمال البشر          اننا اذا اردنا ان ننهي هذه الحلقة المفرغة من العنف والعنف المضاد فاننا يجب ان نعزل المنظمات المتطرفة ، وان نطمئن الاطراف المعارضة المعتدلة باعطائها دورا في الحياة السياسية وتقاسم السلطة والثروة .  وان ذلك يجب ان يتم بخطوات عملية في تحسين الخطاب الاعلامي وتحقيق المساواة في الحقوق والواجبات مع توزيع الثروات الوطنية توزيعا عادلا .  وان نكف عن تصنيف المواطنين على اسس عرقية او دينية او طائفية . 
     ان السلام لا يمكن ان يتحقق من دون العدل .  والعدل يعني مساواة المواطنين ، كل المواطنين في الثروة والحقوق والواجبات وعدم استبعاد اية فئة او طائفة .   ان هذا السبيل سيقطع الطريق عن اولئك الذين يتصيدون بالماء العكر ويدفعون الناس الى مزيد من التطرف والعدوانية والارهاب سواء في الداخل والخارج        

هذه هي الوسيلة الوحيدة لانهاء دوامة العنف والعنف المضاد ،  وبعكسه فان الدماء ستظل تسيل الى ما شاء الله .

أحدث المقالات