18 ديسمبر، 2024 4:43 م

حاجز لابد من تخطيه

حاجز لابد من تخطيه

لم تعد الدول العربية تلتزم الصمت حيال الدور الذي يقوم به النظام الايراني في المنطقة ولاسيما فيما يتعلق بتصديره للتطرف الديني و الارهاب و التدخل في شٶونها و القيام بتأسيس أحزاب و ميليشيات ترى في هذا النظام مرجعيتها السياسية و الفکرية و تقوم بتنفيذ مايطلب منها بما لايتفق و يتلائم مع أمن و إستقرار هذه الدول و مصالحها الوطنية، وإن هذه الدول کما يبدو من حقها الکامل أن تبحث عن کافة الخيارات المتاحة أمامها من أجل مواجهة و درء هذا الدور السلبي لطهران.
منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف، و الجهد الدبلوماسي الرسمي و الجانبي الايراني مضافا إليه ماتنفخ فيه الماکنة الاعلامية الرسمية، يصب في إتجاه دق إسفين بين المعارضة الايرانية النشيطة المٶثرة على النظام في طهران، ولاسيما المجلس الوطني للمقاومة الايرانية عموما و منظمة مجاهدي خلق بشکل خاص، وبين شعوب و دول المنطقة، وهي لم تکف عن نشر الاشاعات و التقارير المفبرکة في دهاليز و أقبية الحرس الثوري و المخابرات الايرانية عن مزاعم باطلة لاوجود لها في الواقع من حيث إن المقاومة الايرانية تعادي شعوب المنطقة وبالاخص الشعب العراقي و متورطة بإرتکاب جرائم ضده!
نشر هذه الاکاذيب و بثها من خلال أبواق مأجورة لاهم لها سوى قلب الحقائق و الالتفاف عليها، أمر لم يکف هذا النظام عنه، لکن هذه المحاولات المشبوهة و الخبيثة لم تعد تنطلي على أحد ولاسيما بعد أن صار واضحا للعالم کله المخططات المشبوهة لطهران من أجل تنفيذ مخططات خبيثة ضد دول المنطقة تهدف في النتيجة النهائية الى إختلاق الفتن و الفوضى کي يستغل ذلك من أجل تقوية و ترسيخ نفوذه المشبوه.
الحاجز الوهمي الذي صنعته طهران بين المقاومة الايرانية و بين شعوب و دول المنطقة و الذي صرفت عليه أموالا طائلة على حساب قوت الشعب الايراني، بدأ يتبدد و يتلاشى خصوصا وإن إنفتاح قطاعات واسعة من الشارع العربي بمختلف أطيافه و شرائحه على المقاومة الايرانية ولاسيما في مٶتمراتها السنوية، قد أکد هذه الحقيقة وأثبت بأن الطريق و الخيار الوحيد المتاح أمام شعوب و دول المنطقة من جهة و بين الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من جهة أخرى، هو التعاون و التنسيق لمواجهة شرور النظام الايراني.
الاعتراف العربي الرسمي بالمقاومة الايرانية، يعني بالضرورة توحيد و توجيه المواجهة ضد النظام الايراني بين المقاومة الايرانية و الشعب الايراني من جهة و بين شعوب و دول المنطقة من جهة أخرى، وإن هکذا خطوة أشبه ماتکون بدق مسمار في نعش النظام و محاصرته في زاوية ضيقة و توفير و تهيأة الارضية و الاجواء المناسبة من أجل التعجيل بالتغيير السياسي الجذري الکبير في طهران.