18 ديسمبر، 2024 6:50 م

حاجة العراق ألجّديد؟

حاجة العراق ألجّديد؟

ألعراق الجديد يحتاج .. أول ما يحتاج إلى دستور جديد يراعي فيه حقوق الشعب قبل حقوق الحكام, ثم إعادة الأموال التي سرقها الحيتان كرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس النواب و من معهم من المستشارين و المحافظين وآلحيتان والسلابيح الأخرى و أعضاء أحزابهم الجاهلية قبل كل شيئ و بعدها محاكمتهم وبيان أسباب خلقهم للمحن الجارية بما فيها قتل الناس في الشوارع أثناء تظاهراتهم من أجل حقوقهم المغتصبة و بعدها قد يمكن البدء بآلتخطيط حسب برنامج علمي لبناء العراق الجديد.
و بغير ذلك و بغير إعمال الفلسفة الكونية في السياسة و الأدارة و الأقتصاد و الثقافة و التربية والتعليم والنظام؛ فأن هذه الدورة الرابعة ستمرّ كما مرّت الدورات السابقة ليس فقط بلا ثمر و بناء و إصلاح .. بل تحميل العراق و العراقيين المزيد من الديون و المحن و المشاكل و الفقر و المرض والجهل على غرار ما كان في السابق.
تصور كيف بدى نفاق الخطباء في أول جلسة لمجلس النواب؛ حين أخرجوا من جيوبهم الخطب التي أعدّت لهم مسبقاً لألقائها على الناس مؤكدين على الأنجازات العظيمة المتحققة على أيديهم والجهاد الكبير و العمل المتواصل من قبلهم لبناء العراق .. و كأنهم لم يدخلوا مدن العراق و لم يمرّوا ببغداد و لم يشهدوا المظاهرات القائمة في كل مدينة و بلد و حي و شارع و زقاق ضدهم و جاؤوا للتو من عواصم أسيادهم في أوربا و أمريكا.

سبحان الله .. دققوا في كلمات الرؤوساء و الوجوه المشاركة كأعضاء في هذه الدورة : هل ترون فيها و عليها سوى الخداع و الشر و الجهل والأستعداد لإستكمال نهب الرواتب و المخصصات و الأمتيازات على غرار ما كان في السابق, بعد تأكيد الحيتان السابقة على تطبيق الدستور و ضرورة إدامة تطبيقه لأنها تصب في منافعهم بآلدرجة الأولى؟

ألأكثر قبحا هو ما سمعته من رئيس مجلس النواب “الجبوري” حين قال: أحيّ أهل الجنوب و البصرة المتظاهرين للحصول على حقوقهم المهدورة!!
لا أدري أين كان كل هذه المدة؟ و لماذا لم يُحييهم و يساعدهم على حقوقهم حين كان على رأس السلطة التشريعية؟
و أنت يا رئيس الوزراء .. لمن تقدم الوصابا بوجوب خدمة المواطنين, والدفاع عنهم !
ولماذا لم تخدمهم أنت بآلتنازل عن حصصكم و حصص أحزابكم لأعمار و تحقيق مطالب المتظاهرين على الأقل, بل بدل ذلك قتلت و عصاباتك وجرحت الكثيرين منهم! لذلك لعنة الله عليكم إلى يوم الدين, و ليعلم العراقيين بأن الوجوه الجديدة المغبرة و المرهقة القترة .. و آلبطون الممتلئة بآلمال الحرام .. بعيون تتحسب الثواني لأنتخاب الرؤوساء في العراق .. للبدء بمشوار جديد لنهب آخر ما تبقى من رصيد الأجيال المسكينة التي ما زالت في الأصلاب بعد ما أكلوا كل أموال و حقوق الجيل الحاضر الذي ما إستكان يتظاهر أمام فوهات بنادق الجبن السلطوية وقنابل الغازات المسيلة للدموع لدفع المتظاهرين وقتلهم. وملعون من يؤيد مَنْ تسنم منصباً جديداً وهو لا يعلم حقوق الله و الأنسان والمخلوقات بحسب الفلسفة الكونية و كيفية تطبيقها.
وآلسؤآل الأخير هو:
مَنْ مِنَ المسؤوليين و النواب في العراق خصوصا رؤوساء الأحزاب الفاسدة المتحاصصة من كبيرهم حتى أصغرهم يعرف أسسس العدالة والفلسفة الكونية .. ناهيك عن تطبيقها؟
فكيف يمكن لمجموعة من الجهلاء إمتلأت بطونهم بآلمال الحرام تطبيق العدالة ؟
لذلك سيستمر الظلم و حكم الجاهلية لأدامة الفساد بين الناس و تعميق مأسي العراق ؟