18 ديسمبر، 2024 9:47 ص

حائط الصد الدفاع عن حقوق المواطنين وامن الدولة

حائط الصد الدفاع عن حقوق المواطنين وامن الدولة

تستخدم علوم الاتصالات والاعلام كقواعد ومنطلقات اساسية  ضرورية في جميع المجالات في مقدمتها بناء الدول والمجتمعات والدفاع عن حقوق المواطنين، ما يملي علينا التعامل مع الاعلام بمفاهيم اوسع واكثر شمولية وليس على انه برامج واذاعات بل باعتباره الدرع الذي يتصدى لكل الحروب التي تشن ضد نهضة الشعوب التي تنشد الحرية والاستقلال والسيادةوالسلام ونشر الوعي بين المواطنين،  وبناء راي عام وطني يقف بوجه الارادات العدائية ونشاطاتها وممارساتها المشبوهة والممنهجة التي تستهدف نهضةالاوطان في البناء والاعمار والاستثمار والتحرر من هيمنة القوى العالمية المتنمرة التي تعمل على سرقة ثروات الشعوب والدول النامية والمستضعفةوجعلها اسواقا لتصريف بضائعها مستخدمة مؤسساتها الاعلامية العالية الجودة تقنيا وفنيا، والموجهة لتقديم وبث برامج موجهة للسيطرة، وكسب الراي العام في الدول المستضعفة والمتخلفة والنامية والعراقيون عانوا من هكذا حملات وتحديات اعلامية موجهة لتعطيل دور النهضة العراقية، وما زال هناك من يريد قطع الطريق على العراقيين من اجل العبور الى الطرف الامنوالمزدهر .

ومهما استخدم الاعداء من برامج واليات ووسائل في مقدتها مؤسساتهم ومنصاتهم واجهزتهم الاعلامية التي يعولون ويعتمدون عليها في تزوير الحقائق وتخريب المنظومة القيمية ونشر الفساد، سوف لن يفلحوا في تحقيق اهدافهم الخبيثة .

ان هكذا حروب واليات تخريب ينتهجها الاعلام المعادي لابد ان تواجه بنفس السلاح الاعلام بالاعلام ما يستدعي الى استنفار وتحريك عجلة الاعلام الوطني العراقي المهني بكل ما يمتلك من خبرات متراكمة لمحاصرة وافشال الة الحرب الاعلامية المعادية والانتصار على دوائر قوى الاحتكار وفك الحصار المضروب على نهضة العراق الاقتصادية ومشاريعه التنموية الصناعية والزراعية بعد ان اصبح   حضور الاعلام الوطني العراقي ضرورة وفي مقدمة قوى التصدي لكل حملات التشكيك والتخريب ومنعها من المرور في تحقيق اهدافها التي من شانها بث الاحباط  في نفوس المواطنين وان لا نسمح ان يكون هناك موطأ قدم لمن يريد ضرب ارادة العراقيين الرامية الى بناء مشاريعهم الصناعية والزراعية التي بمقدورها سد الحاجة المحليه وصولا الى تحقيق الاكتفاء الذاتي علما ان قوى الاحتكار  واعلامها المناوئ تحاول التصدي لمثل هذه المشاريع الوطنية  والتقليل من اهميتها.

المعالجات الاعلامية

 اصبح من المهم  المباشرة بالمعالجات الاعلامية  في  مؤسسات الاعلام الوطنيودعمها من قبل الدولة وفي مقدمتها مؤسسات الاعلام العام المعنية بتعضيد ودعم   كل النشاطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدولة لاظهار الصورة الحقيقية للمواطنين، ويشهد العراق اليوم قيام حكومة جديدة وبمشروع برنامج حكومي  لمعالجة جميع الملفات وهو باشد الحاجه لدعم وتفعيل دورالاعلام ليتمكن من اداء دوره المهني الوطني الفاعل بتقديم رسالة اعلامية قادرة على تفكيك الازمات ومواجهة التحديات والتصدي للشائعات ولمن يريد وضع العصي في عجلات تقدم البناء والاعمار والاستثمار ومحاربة الفساد والفاسدين من خلال بناء راي عام مسلح بالحقائق و بالفكر والمواقف الوطنية ضد كل من يريد بعودة العراق الى مربعات الفشل والتخندقات والتناحر التي وضعنا فيها الاحتلال وعملاؤه وذيوله والفاسدون ومن يعمل بطوع عصاه الغليظة.  

  بعد ان  اصبح العراق بأمس الحاجة  الى مؤسسات اعلامية حديثة الى جانب ما يمتلكه من خبرات اعلامية وطنية مهنية قادرة على الاصطفاف مع العراقيين  واسنادهم في جميع  معاركهم الوطنية ضد النفعيين وقوى الاحتكار المعادية للنهضة الوطنية ومنعهم من الوصول لتحقيق اهدافهم ومحاولاتهم فيالتشكيك بقدرة العراقيين في بناء وطنهم وتحسين اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعيه والسياسية والعمرانية بشكل عام.  

مسؤولية الجميع

ان هذا الدور هو ليس مسؤولية  اجهزة الاعلام فقط بل هو مسؤولية  كل مؤسسات الدولة والاحزاب وكتلها السياسية ومؤسسات المجتمع المدني من اجل  دعم ومساندة كل الجهود الوطنية الخيره والفاعلة في تعزيز بناء الدولة والعملية السياسية واعطاء فرصة ودعم للجهد   الحكومي المبذول الذي استبشر به العراقيون خيرا وهم يوجهون نداءاتهم الى جميع اجهزة الاعلام الوطنية العامة والخاصة وبكل اشكالها، من اجل الوقوف لاسناد وحماية ودعمكل مشاريع النهضة الاقتصادية والثقافية، ودعم وتطوير بناء العملية السياسية والنظام السياسي من خلال نشر الثقافة  والاداب والفنون وتفعيل دور الوعي المجتمعي  وصولا لبناء  راي عام ناضج يشارك في بناء الدولة وحماية ثروات العراق الموجودة تحت الارض وما فوقها ومحاربة كل انواع الفساد والفاسدين،وهذا هو دور الاعلام    باعتباره حائط الصد الذي يحمي الوطن والمواطنين من اي تزييف ويعمل على توعيتهم   من خلال ضع الحقائق الموثقة والدقيقة بين ايديهم ليتخذوا قراراتهم الوطنية.

مجهودات مستمرة

على الاعلام اليوم ان يقوم بمجهوداته المستمرة وليس على فترات وبدون توقف  عن توعية المواطنين ونشر الحقائق والرد على الشائعات والاخبار غير الدقيقة والمفبركة ونزوله الى الميدان لنقل الواقع الميداني بشكل حي ومباشرالى المواطنين  بالصوت والصورة لتكون الجهود والمعلومات والحقائق اكثر وضوحا لقطع دابر  التشكيك او التقليل او المبالغة في الجهود المبذولة، وان يقوم الاعلام بتزويد الناس بالمعلومات و موضحا لهم الفرق بين الشكوك الصحية والشكوك المرضية وتوعيتهم في استيعاب ذلك لما يوجد من فرق كبير بين الشكوك الصحية المشروعة والشكوك المرضية التحريضية المعادية، التي يحاول زرعها من لا يريد للعراقيين الخير وهذا يجعلنا بحاجة الى تحليل وتفسير لما يقال عبر بعض سائل الاعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة ومعرفة من يقول وماذا يقال ولماذا يقال  واهداف ما يقال، لان العراق اليوم بحاجة الى افعال وليس الى اقوال، والافعال المتحققة او التي تتحقق في الميادين ستكون هي الفيصل والحكم، وعندما نطالب اعلامنا الوطني العام والخاص ان يكون على مستوى عال في العطاء والقدرات والمواقف الحاسمة، يتوجب على الدولة أن تؤدي التزاماتها اتجاه تطويره خاصة تطوير اعلام الدولة والشعب المتمثل بشبكة الاعلام العراقي من خلال  تجهيزه باحدث تقنيات الاعلام الحديثةلتعزيز مكانته وامكانياته وتطوير قدراته  للقيام  بتنفيذ واجباته وممارسة دوره بعلمية ومهنية عالية، وليواكب العصر وتقنياته الاعلامية الحديثة بعد ان اصبحنا بامس الحاجة لبناء منصات اعلامية رقمية حديثة والعمل علىتوسيعها وتحديثها باستمرار لتعزيز واسناد فعلها  ورفع قيمتها الاعلامية  لتكون مؤثرة وفاعلة في تعاملها مع الاجيال الجديدة، وفي حمايتها من الانحرافات.

تعليم المواطنين

لابد من وقفة مشهودة للاعلام الوطني يتصدى فيها لوضع حد لانتشارالشائعات  التي طالما زعزعت استقرار امن المواطنين، والدولة زادت وخلقتحالة من عدم الثقة بين المواطن والحكومة ولا يتمكن احد من نكران ضعف وتعثر اداء الحكومات  التي اعقبت الاحتلال الامريكي وما حل بالدولة من ضعف وتراجع في هيبتها وفرض سلطتها وابقاء العراقيين في بيئة وظروف عيش لا تليق بهم، وهذا ما يعمل على تحقيقه اعداء العراق بكل الوسائل والطرق خاصة من خلال وسائل اعلامهم المشبوهة والموجهة لاضعاف العراق وتخريب قيمه الانسانية والثقافية..  ولهذه الاسباب اصبحنا بحاجة وضرورة ملحة الى ان ياخذ الاعلام الوطني دوره في  تعليم وتوعية المواطنين على كيفية التعامل مع وسائل الاعلام المختلفة من خلال اعداد وتقديم برامج التوعية والتربية الاعلاميه والرقمية لتمكين المواطن من استخدام  قدراته  وعقليته في تصديق كل ما هو منطقي وواقعي وضرورة التاكد من  كلام وتصريحات الخصوم..  ونحن في العراق ما اكثر الهجمات الاعلامية الممنهجه التي نواجهها  من اجهزه ومنصات بل ومن مؤسسات اعلامية معادية هدفها تشويه صورة العراق  بعد ان تعددت  اساليب وطرق واليات ووسائل التزيف والتضليل والتسقيط وصناعة الازمات.

فتح ابواب الحرية

اصبح من الضروري جدا اقدام الحكومة على فتح ابواب الحرية ونوافذها امام  كامرات الاعلام  ووسائله وبشكل مهني منضبط وملتزم بمضامين واسس وقواعد  العمل الاعلامي الرصين وفسح المجال امام كامراته  لتتواجد باستمرارلنقل الحقائق الموثقه ومن مصادرها المعنية هذا من جانب، ومن الجانب الاخر ان تنقل من المواقع والميدان الحالات والمخالفات السلبية وما يحدث من تجاوزات على الانظمة والقوانين من كل الجهات وفضح مثل هؤلاء غير الملتزمين وغير المنضبطين والمتجاوزين اينما كانوا وفي اي موقع في الدولة، لاظهار الحقائق وتاشير المخالفات  وفضح مرتكبيها والعابثين في امن المجتمع والدولة من المرتشين والفاسدين  ومخترقي حرمات الناس والمنظومة القيمية على حد سواء.. وعلى الاعلام ان يلعب دوره العالي والمهم في مسالة الضبط الاجتماعي من اجل القضاء على المخاطر التي تهدد الدولة والمجتمع وتحقيق اهدافه الانسانية النبيلة من اجل عودة العراق   الى ملعبه الاقليمي والدولي  ومن اوسع ابوابه.