الأمة العربية بجيوشها :فزاعة ترعب الشعوب العربية التي تفر من قفص الحكام إلى سوح الوغى..والى حضن الكفار والمشركين في أوربا, يخبئ جسده في صفيح زيت عفن أو كومة قش ليعبر البحر طالبا للفرج …تسرح بها أفراخ الدجاج….ويحترق جسدا وروحا إذا صدح ديك اونبح كلب على ظهر السفينة.
الجيوش العربية : لها اضافر وأنياب تهمش بها الشعوب العربية وطاعة الله تقرنها بطاعة القائد المبجل ….
أما الشعوب العربية فقد اتضحت لها كذبة الجيش العقائدي منذ نهاية الخلافة الراشدة على أيام سيدنا علي رض الله تعالى عنه (كرم الله وجهه) فقد اتضحت حقيقة الجيوش ولمن تدافع ومتى تدافع …ومع بداية العهد الأموي فان جل أفعال الجيش كانت على تثبيت حكم الخليفة ابتداء من قتال معاوية لجيش علي كرم الله وجهه وتباعا…
ومن التاريخ :قاتل جيش يزيد المسلم العقائدي على حد زعمهم ثلة خرجت عن طاعة الخليفة ولذلك اعدوا لابن بنت رسول الله تعالى الرباط والاستطاعة وقطعوا رأسه وسبوا أهله..
ومن التاريخ : أن الخلفاء فرضوا الخراج بقوة الجيوش على المزارعين لدعم الجيوش التي تذهب بالغنائم والنساء والليالي الملاح….ومن المشهور في تلك الفترة هي خروج المدن عن الطاعة واضطهاد العلماء ….
ومن التاريخ :الخلفاء يشتهرون باقتناء الجواري والغلمان ….وتقريبهم للرقيق الأبيض على ابن المدينة ..وهي نتيجة منطقية يتضح فيها ابتعاد الأمة عن نظامها فكريا …مما دفع بالتالي الى ظهور واقتراب البرامكة والسلاجقة والبويهيين ومواكبتهم للنظام الحاكم…
ومن التاريخ :لم نجد إي رجل دين أو فقيه أو صالح قد اقترب من نظام الخلافة ابتداء من عهد معاوية ..ناهيك عن طعن العلماء والفقهاء ولعنهم على المنابر ومطاردتهم وقمعهم باستمرار منذ خلافة سيدنا علي كرم الله وجهه إلى الفقهاء الأربعة (ابو حنيفة ,والشافعي الذي ترك العراق هروبا من فتنة الخليفة,واحمد ابن حنبل الذي قضى معظم عمره مسجونا بدون وجه حق .وال البيت الذين ذكرهم يسبب الرعب في فرائص الخلفاء من بني أمية والعباسيين ولحد هذه اللحظة)
ومن التاريخ :الدولة العثمانية وجيوشها التي قامت على هياكل العرب ولحد الحرب العالمية الأولى وفقا للتاريخ الحديث وتجنيد الشعوب التي تحت إمرتها كرها إلى بلاد البلقان وترك النساء فاكهة طيبة للمستعمر الذي دخل من من جهة الخليج والبحر على ارض العرب ….
ومن التاريخ :الجيوش العربية أسسها المستعمر الذي اغتصب الأرض العربية وأسس فيها الأنظمة الحاكمة ووضع دساتير هزيلة خدمة لمنافعه الاقتصادية بعد العثمانيين ..
وبناء على ما قدمناه نقول :أن الجيوش العربية منذ تأسيسها لم تكن عقائدية ولم تلتزم بنهج معين .وإنما كانت المؤسسة العسكرية هي لخدمة المؤسسة السياسية والمصير يصبح مشترك مما يسبب كارثة في حال زوال المؤسسة السياسية التي تقود البلاد مثلما حصل في العراق وسيحصل في سوريا وبلاد الخليج العربي (درع الجزيرة)..والنهج الواضح لديها هو حماية النظام بعيدا عن كل مايقال أو يتفاخر به احد…
العلماء ورجال الدين وأصحاب العقول والكفاءات على علاقة عكسية مع المؤسسة السياسية في البلاد العربية من أيام الخلافة الأموية ولحد اللحظة .
وأهل العقيدة يختلفون مع المؤسسة الحاكمة.وبما أن الإسلام دين صفح وسلم وأمان ولم يكن في يوم من الأيام دين ظلم وبطش وحرمان لذلك هذه الجيوش التي تقودها المؤسسات السياسية هي قطعات تخدم المصلحة العليا للدولة ألا وهي كرسي الحكم المتمثل برأس النظام.
لاتجد يوم يمر إلا وحراب مرتفعة فوق الرؤوس وفوهات مدافع تتوجه إلى صدر المسلمين العرب من الجيوش المسلمة العربية باسم زائف هو حفظ النظام .وما درع الجزيرة إلا صورة مشهورة وواضحة لما تطرقت إليه في المشهد أعلاه عندما قمع المتظاهرين في البحرين ..وبعد عام 1973 لم نجد فوهة واحدة توجهت إلى العدو المزعوم في الأرض المغتصبة ..فالأردن تتراشق الابتسامات مع الدولة الاسرائيلة والحكومة المصرية ترتمي بين أحضان اللوبي الإسرائيلي لتبرز له ما يحتويه جسدها من فاكهة وثمار طيبة تصلح للبيع ..وبشار المبشر بالنار يذبح ويقتل وقد اطمئن بان إسرائيل قد أمنة له ظهره في الجولان بفتن يشيب لها الرأس…وناهيك عن بغايا الخليج العربي أصحاب العقول الراجحة والجباه الناصعة ..
فكيف تكون العقيدة العسكرية ؟! ومن اجل أي شئ تجهز الجيوش ؟!
هل تجهز لقتال الشعوب ؟!
ومن يغذيها بالفكر إذا كان أهل الفكر يرحبون بالسلم ويكرهون الحرب؟!
وبما أننا امة عربية متجاورة متحابة أشقاء لطفاء كرماء ظرفاء ,الداعي لكل هذه الترسانة العسكرية التي تستهلك ثلاثة أرباع ميزانية الدول ونتوسل بروسيا وأمريكا وبريطانيا لتجهزينا بالمعدات والأسلحة والمفاعلات النووية ؟!
ولماذا لا نحمل البرنامج النووي الإيراني على محمل برنامج الهند وباكستان ؟!
فالكل أعاجم يرطنون بالكلام !
ولماذا قاتلنا إيران ثمان خلن من سنون التهمت ما لايقل عن مليون فرد؟!
ولماذا صرنا بوابة شرقية وغيرنا أوصد الأبواب بوجه الحرب؟!
إننا امة غُلبت على أمرها ولا تستطيع أن تحرك ساكنا منقادة إلى مصيرها الملتهب بكل بسالة واقتدار .
فالنزاعات السياسية تحصل بين أوربا نفسها وأمريكا وروسيا ,ولكنها لم تدخل الحروب منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ولحد اللحظة ….والعرب منذ القدم ساحة للحرب وللقتل وللفتن.
أي مشكلة تحصل تراهم يتدافعون ويتداولون ويجتمعون وبالتالي خراب للعرب .