24 نوفمبر، 2024 3:16 م
Search
Close this search box.

جيوش الأحزاب الاليكترونية تحول ناشطة عراقية إلى إرهابية … ودكاكين الاعلام تروج ؟؟؟

جيوش الأحزاب الاليكترونية تحول ناشطة عراقية إلى إرهابية … ودكاكين الاعلام تروج ؟؟؟

يحلوا للأحزاب العراقية استخدام جيوشها الاليكترونية الممولة من المال العام المنهوب كسلاح فاعل في صراعاتها السياسية والتسقيطية مع خصومها السياسيين, أو في سياسة “إرهاب العقول” بحق معارضيها, فتجد عناصر جيوشها الاليكترونية تنتشر بكثافة في الفضاءات الاليكترونية المختلفة (خاصة موقع التواصل الاجتماعي/الفيس بوك) لتأدية دورها السلبي المنوط بها لتجاوز أزمات أحزابها, فتتخطى هذه الجيوش الحدود المنطقية للمهام الإعلامية الضرورية لمثل هذه الأحزاب كـ “الكذب” و”التظليل” و”التجهيل” إلى ابعد من ذلك بكثير بتبنيها أقذر الطرق الغير شريفة واللا أخلاقية في القذف والتشهير والتشنيع والتحقير, ونسج القصص الخيالية للنيل من الخصوم, ثم تستكمل المهمة صحف ومواقع إعلامية اليكترونية تفتقر إلى الحد الأدنى من الأخلاق المهنية تتبني أكاذيب هذه الجيوش وترويجها بتعمد أو جهل.    وإذا جاز لنا أن نطلق على أصحاب دكاكين الارتزاق الكلامي وهيئات تحريرها من الأفاقين الوصوليين بمؤسسات إعلامية, فانه من المخجل أن ينزلق الإعلام العراقي إلى هوة سحيقة من الانحطاط المهني والأخلاقي, وتوظيف هذا النوع من الإعلام ليكون مكملا لوظيفة الجيوش الاليكترونية الحزبية في التسقيط السياسي وفبركة الأخبار الكاذبة, فيتخلى عن حياديته ومصداقيته وينخرط في الصراعات السياسية كطرف فاعل فيها, ومساهمته في تصعيد الأزمات والفتن والاضطرابات وتمزيق وحدة الصف بدلا من تبنيه الخطاب الوطني المعتدل, ويبتعد تحت تأثير السحت الحرام عن مسؤوليته كسلطة رقابية جماهيرية ويتولى ترقيع ثوب عفاف الفاسدين المهلهل وستر عوراتهم, ونقله للأخبار كالغبي الأبله بالاستناد على معلومات صفحات التواصل الاجتماعي بإعتبارها مصادر موثوق بها غير قابلة للتشكيك بغياب أي ضابط ورابط أو قانون يحد من سلوكيات المؤسسات الإعلامية المنحرفة.وبعد اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء ودخولهم بناية مجلس النواب وفي إنموذج واحد على مدى استخفاف وسائل الإعلام بعقل المتلقي العراقي وخطورة خطابها الإعلامي, نشرت العديد من المواقع الاليكترونية العراقية خبرا تحت عنوان “العراقيون يضعون الأدلّة أمام تيار مقتدى الصدر: حزب البعث اخترقكم” منقولا عن وكالة “تنسيم” الإيرانية, وهذه الوكالة بدورها استقت معلوماتها بتعمد واضح من صفحات التواصل الاجتماعي التي تدار من الجيوش الاليكترونية الحزبية, وفي هذا الخبر نُعِتَ المتظاهرون بشتى النعوت والاتهامات وكالوا لهم التهم جزافا ولم يتركوا موبقة من الموبقات الا والصقوها به, ثم انتهت لائحة الاتهامات بوضع الناشطة والصحفية والإعلامية العراقية المعروفة بميولها السياسية المعارضة “رنا عبدالحليم الصميدع” إعلاميا تحت طائلة المادة (4/إرهاب) مع صنوف التشنيع والتقريع شملت عائلتها أيضا بطريقة تحريضية قد تعرض حياتها لخطر التصفية الجسدية.إن الانحدار الأخلاقي الخطير للأحزاب السياسية وإرهابها الفكري بتسخير ظاهرة الجيوش الاليكترونية كاحدى اهم ادوات حماية نظامها السياسي الفاسد واستخدامها لتكميم الأفواه وتعطيل العقول ومصادرة الحريات ومحاربة تعدد الآراء, وإصرارها على تدمير قيم المجتمع الأخلاقية وآداب الحوار وإشاعة البذائة والمصطلحات النابية في صفحات التواصل الاجتماعي وكوسيلة لتغذية الإعلام الأصفر بالأكاذيب بدلا من أن تكون هذه الجيوش مسّخَرة لحماية الأمن الوطني ووأد الفتن ونشر المحبة والسلام في المجتمع يحمل بين ثناياه دلالات واضحة من إن هذه الأحزاب الفاقدة للولاء الوطني والرؤى المستقبلية للعراق, هي ابعد ما تكون عن الأحزاب السياسية والأقرب إلى عصابات سلطوية مافيوية متعددة الجنسيات والارتباطات متقنعة بالدين والسياسة لا تجيد العمل السياسي وفنونه, تمارس نوعا من الجريمة المنظمة بتقنيات مخابراتية دولية, وليس لها من هدف غير البقاء لأطول فترة في السلطة للاستحواذ على اكبر قدر من الغنائم. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات