ملفت للنظر ماذکره الجنرال حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري من أن تغير موازين القوى الذي تشهده المنطقة يصب في مصلحة الثورة الإسلامية الإيرانية، مؤكدا وجود جيوش شعبية مرتبطة بالثورة الإسلامية في العراق وسوريا واليمن، يبلغ حجمها أضعاف حزب الله في لبنان، ذلك ان فيه تأکيد صريح ليس فيه من أي لبس بشأن تعاظم الدور الايراني في المنطقة و بلوغه حدا و مستوى يعتبر فيه التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة أمرا مباحا و قابلا للمزيد من التوسع.
سلامي الذي سلط الضوء بالتحديد على العراق و تحدث عن دور إيران و تغلغلها في العراق بصورة إستثنائية عندما إستطرد في تصريحاته الآنفة ذاکرا بأن “الثورة الإسلامية ارتبطت بأواصر مع العراق، لتتشكل هناك قوات شعبية يبلغ حجمها عشرة أضعاف حجم حزب الله في لبنان.”، والجدير بالذکر و الملاحظة ان هذا التصريح يأتي في وقت تم فيه نشر تقرير خاص أکد تواجد أکثر من 7000 من عناصر الحرس الثوري في إيران، ولئن تؤکد الاوساط الايرانية او تلك التي تسير على نهجها بأن طهران تعمل من أجل حفظ الامن و الاستقرار في العراق، غير ان الذي يجري على الارض و بإشراف و توجيه إيراني يختلف تماما مع هذه التأکيدات و تناقضها تماما.
الاحداث و التطورات و المستجدات و التداعيات و الانعکاسات السريعة المختلفة لها، تؤکد جميعها و بصورة خاصة على حضور إيراني مميز دائما و کون هذا الدور يسجل حضوره بأشکال و انماط مختلفة، لکن الاساس الذي إرتکز و يرتکز عليه هذا الدور هو وجود قوات مهيأة عقائديا و عسکريا تابعة و خاضعة لإيران في دول المنطقة تنوب عنها بصورة کاملة و تقوم بدلا منها بتنفيذ الاهداف المرسومة لها من طهران، وان هذا الامر قد تجلى و يتجلى فيما فعلته و تفعله الميليشيات و الجماعات المسلحة التابعة لإيران في کل من العراق و سوريا و لبنان، لئن صدرت تحذيرات من بشأن هذه الميليشيات و الجماعات ومن خطورة الدور الذي تضطلع به، لکن لم يؤخذ الامر من قبل دول المنطقة و العالم على محمل الجد وهو ماقد أدى بالامور أن تصل الى المفترق الحالي بالغ الخطورة.
المشکلة ليست فيما يسميه نائب القائد العام للحرس الثوري بجيوش إيران الشعبية في العراق و سوريا و اليمن، وانما في الخطوة او الخطوات التي ستلي هذه الخطوة ذلك أن إيران قد عودتنا دائما ومنذ
مجئ نظام الحکم الحالي، عدم توقفها عند حد او سقف معين وانما تمضي دائما للخطوات اللاحقة، ولاندري هل ستبقى دول المنطقة منتظرة من دون مبادرة حتى يأتي دورها ليتم تأسيس جيوش شعبية لإيران فيها!