19 أبريل، 2024 1:47 ص
Search
Close this search box.

جيل جديد بلا عقد

Facebook
Twitter
LinkedIn

من عاش مراحل العمل السياسي في العراق آبان فترات الخمسينات والستينات خاصة وما بعدها ، يتذكر طبيعة العلاقات غير السوية بين جميع الاحزاب السياسية الوطنية وما تخللها من صراعات دموية وتصفيات ادت الى ضياع فرص كبيرة لوطننا وشعبنا وانحسار تدريجي لهذه التيارات بمختلف اتجاهاتها، لذا لانعتقد ان هنالك من يستطيع ان يتهمنا بالمبالغة والتضخيم اذا ما اعترفنا بان جيل البوبجي والتك تك علمنا اسمى معاني الحب للوطن وللامة متجاوزا بوعي ودراية جميع الطروحات سواء الماركسية او القومية اوالدينية وما تخلل ورافق ظهورها من مناقشات حادة لم تخل من العنف وثقافة استلاب حق الاختلاف في الرأي . كنا بمختلف انتمائاتنا سابقا نتظاهرونقدم التضحيات غير اننا في نفس الوقت كنا متعصبين لما نؤمن به من فكرولم يتورع كل حزب من لعن الاخر واتهامه بالعمالة ، ما جعلنا نعيش خيبات وانكسارات انتهت باحتلال العراق بالصورة التي عشناها وما اعقبها من تغييب للقيم الوطنية ومحاولة ترسيخ الطائفية بين ابناء شعبنا الذي كان يعيش على قيم الاخاء بل يقدسها ويفتخر بها .. ومرت سنوات ما بعد الاحتلال العجاف وجاء معها اسوأ مفاهيم العمل السياسي واكثرها خطرا عندما تمسك ( فرسانها الجدد )بالمحاصصة التي بشرت بها الادارة الاميركية ونفذها بدقة الحاكم المدني بول بريمر سيء الصيت .. سنوات قهر وخوف وهلع من المجهول حيث لاوجود للقانون وسادت مظاهر القتل من داعش الارهابية او من مجاميع طائفية .. وكاد اليأس ان يصيب الغالبية وهم يرون احلامهم بعيش كريم تقتل يومياو آفة الفساد السياسي كالارضة تنخر جسد العراق تغذيها احزاب وتيارات استحوذت على كل شيء وخربت وافسدت وانتهكت الحقوق واجرمت باسم ديمقراطية مزيفة راح ضحيتها الوطن والمواطن.. وبدأ الشعب يتذمر ويستنكر ويتململ ويتظاهر في هذه المحافظة او تلك وفي كل مرة كانت اساليب الالتفاف تجهض هذه التظاهرات تارة بالقمع واخرى بالترغيب وشراء الذمم ..الى ان جاء تشرين الاول ليحمل بشارة عهد جديد من خلال شباب كان استعادة الوطن غايتهم وفي مقدمة اهدافهم ..لم يطالبوا بتعيين ولا خدمات ولا سكن بل بعراق نظيف من اهل الفتن !! ماذا عسانا ان نقول او نكتب عن شباب ما زالوا ثابتين صامدين متحدين القمع واالاساليب الرخيصة في خطف الناشطين وقتلهم ، بل انهم بصبرهم كشفوا زيف شعارات دول ومنظمات تدعي حماية حقوق الانسان فاكتفت ببيانات خجولة لاتتناسب وعدد الشهداء والمغيبيين من الناشطين .. نكررها للمرة الالف انتم جيل بلا عقد فانتم الافضل وعنوان مستقبل وطن يصبر شعبه لكنه يأبى الضيم والقهرويتجاوز كل المحن .. تحية لكم ياشباب العراق وانتم في ساحات العز في بغداد وميسان وذي قار وكربلاء والنجف والديوانية والسماوة وبابل تجسدون اسمى معاني الوطنية .. فقد اعدتم لكل عراقي مخلص الامل ورحم الله الشهداء وحمى العراق وحفظكم ياقرة العين.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب