25 ديسمبر، 2024 4:44 ص

جيكور الثقافي/ والشاعر مصطفى عبدالله/2 جيكور الثقافي/ والشاعر مصطفى عبدالله/2

جيكور الثقافي/ والشاعر مصطفى عبدالله/2 جيكور الثقافي/ والشاعر مصطفى عبدالله/2

الملف من اعداد :
الوطن وجواز السفر/ إنشطار الهوية

(تحليل نقدي لقصيدة الأجنبي الجميل)

الأستاذ الدكتور ضياء الثامري

كلية الآداب / جامعة البصرة

خارج المتن/ وطنٌ وعــــــــــودُ ثُقـــاب

لم يكن هذا العنوان اقتراحاً مني أضعُ تحته ما سوف أقوله في شعر مصطفى عبدا لله، وإنما أقترَحَه عليَّ مقطع من قصيدتُه ( الأجنبي الجميل)”1″

التي تعد من أجمل ماكتبه الشعراء العراقيون في المنفى من قصائد”ii” يقول:

أنا الأجنبيُ

عرفتُ حدودي

فرتّبتُ لي وطناً من ورقْ

-إنهُ علبةٌ للسجائر –

وحين يباغتني في المقاهي القلقْ

ويتبعني مثلَ عود الثقاب

ألمُّ متاعي وأُشعلُ سيجارتي

ثمّ أمضي

خفيفا بما يحترقْ.

الورق وطن الشاعر، أو أن وطنه من ورق، وقلقه عود ثقاب، وفي الحالتين يبقى هذا الوطن مهدداً بالاحتراق،أنـــــــه ( عالم ورقي خفيف يتأرجح بين الضوء والظل ، بين الظهور والتخفي ، قابل للاشتعال بعود ثقاب في أي لحظة من لحظات قلق الشاعر)”iii” ، فهل يكفي الشاعر وطن من ورق حدوده بحجم علبة سجائر ليكون خفيفاً حتى ينجو، أم أن المخفين لاينجون بغير أوطانهم ، أن الشاعر هنا يوهمنا بما يتناص معه( نجا المخفون) ، وهو لم يفعل ذلك إلا ليكون الورق( قصائده / وطنه ) فهل يحترق وطن الشاعر عندما تحترق قصائده بثقاب قلقه؟

في العنوان

كيف يكون الأجنبي جميلاُ ؟ وهل ثمة صورة محددة لذلك الجميل ؟ ومَنْ يقول لمَنْ أنه جميل ؟ هذه الأسئلة عانيتُها كثيراً وأنا أقرأُ قصيدةَ ( الأجنبي الجميل ) للشاعر مصطفى عبد الله الذي مات غريباً ، أو مات أجنبياً ، أية قيمة جمالية في هذا العنوان حتى صار عنواناً للمجموع من شعر الشاعر بعد أن كان عنواناً لواحدة من أجمــــــــــــــــــــــل قصائده ،ألأنة ( عنوانٌ/ قصيدة ) ، فهو بما ينطوي عليه من أسئلة يبقى عنواناً لافتاً, ذلك لأنه يكتنز بالصور التي لاتنتهي والتي تنتج عن تلك الأسئلة ، الصور القادرة على إنتاج نص شعري متميز0

كيف يكون الأجنبي جميلاً ، وأين يكون ، ولماذا كان ( الأجنبي الجميل) وصفاً لموصوف محدد هو الضمير( أنا) في بداية القصيدة وخاتمتها فقط ، مع أن لفظة الأجنبي تكررت ثماني مرات لتتشكل من تكرارها وحدات سردية قامت عليها القصيدة ، سوف نذهب الى قراءة العنوان ضمن هذه الحدود ، ونحاول اكتشافه من داخله ومن داخل نص القصيدة في الوقت نفسه0

أنا الأجنبي الجميل ، هذه هي الوحدة السردية الأولى في القصيدة ، إنها سطر واحد ، ولكنها في الوقت نفسه عنوان وقصيدة ، فهي عنوان عندما تكون من غير موصوفها ( أنا) ، وهي قصيدة به، و(أنا) هنا ليست ضميراً حسب ، ولكنها الفعل الشعري الذي يمارسه الشاعر وكأنه يؤرخ به لغربته ، انه فعل داخلي قبل أن يكون كتابة ، إنه مجموعة من الانكسارات الداخلية التي كابدها فاستحالت شكلاً شعرياً ، إن الاغتراب النفسي هنا يتحول الى اغتراب إبداعي “iv” ، ولذلك كانت المناجاة الفردية معمارَ القصيدة ، أو معمار وحداتها السردية 0

(الأجنبي الجميل / العنوان) تبقى مؤجَلة الدلالة لحين الانتهاء من قراءة المتن الذي تعلوه ، ذلك لأنها تمارس فعل التأجيل -ليس بالمعنى التفكيكي- بسبب عدم مقدرة القارئ الإمساك بدلالة محددة لها ، فالشاعر في نصه لايدخل في علاقة دلالية مباشرة مع هذا العنوان ، إنه يضطرنا الى تصفح الوجه الآخر للضمير( أنا) ، ذلك الوجه الجميل قبل أن

يكونَ صاحبه أجنبياً، لأن مضمون الوحدات السردية في القصيدة لم يقدم ما هو جميل ، فالعنوان بهذه الدلالة يبقى ناقصاً ، ويحتاج الى تأويل آخر، لأن العنوان هنا رسالة مسكوكة مضمنة بعلامات دالة يغلب عليها الطابع الإيحائي “v”، ويمكن أن نعد كل تصور من تصوراتنا تجاه العنوان إيحاءً منه، ولذلك قد تكون الانكسارات التي تقدمها الوحدات السردية جميلة ، أو أن نقرأ العنوان بالشكل التالي ( الأجنبي الذي كان جميلاً ) ، فنفيد من دلالة الفعل كان ، حيث يستحضر الفعـــــــــــــــــل النـــــــــــاقص –بقوة – مكاناً وزماناً ماضيين ليمثل احتفاء الذاكرة بتشكلها الفردي عبر استعادة حوادث آفلة فالذاكرة هي استعادة لحاضر مضمر في ثنايا الماضي “vi” ، وعلى مستوى القصيدة تكون الاستعادة لما قبل تحول الموصوف( الجميل) إلى أجنبي ، وهذه أول صور الغربة في العنوان والقصيدة0

الأجنبي الجميل العنوان ترتبط بمتن القصيدة بشكل خاص، حيث قلنا –قبل قليل- إن مفردة الجميل لاتصاحب مفردة الأجنبي إلا في وحدتين من وحدات القصيدة العشر ، الوحدة الاستهلالية ، وهي سطر واحد( أنا الأجنبي الجميل)، وهذه تأتي تقريراً للعنوان حيث يكون السارد ( الشاعر) هو المعني بالوصف ، أما الوحدة الأخرى فهي الوحدة الأخيرة التي يقدم فيها ( الأجنبي الجميل) سرداً لأفعال تتسم بالجمال ، أفعال سلوكية لم يكن مضطراً عليها لأنها تحدث بتلقائية على العكس من الأفعال الأخرى في الوحدات السردية الثمانية الأخرى ، وهذه الأفعال تمثل الطرف الآخر من الصراع مع إل(أنا) الضمير- ليس بالمعنى الفرويدي- لأنها- أي الأفعال- أصبحت ذاكرة تستعاد لغرض تكريس أثر الغربة، وفعل الاستعادة هنا يحدده الشكل المكاني الذي حدثت فيه تلك الأفعال ذلك لأن المكان في الشعر الحديث أصبح نسقاً فكرياً معقداً ، فهو ليس كياناً حاملاً للتواريخ الصغيرة والكبيرة فقط ، وإنما هو اللحظة الزمنية التي تتمظهر فيها هذه التواريخ وقد إنبنت بطريقة منهجية ، إنه كيفية الخلق الحسي للصورة الشعرية والارتفاع بها إلى مصاف الجمال المادي للأشياء “vii” :

أنا الأجنبيّ الجميلْ

وقفتُ مع الواقفينْ

تزاحمتُ ، لكنّني في المكان القليلْ

أميلْ

لتعبر قبلي الحقائب

ويعبر قبلي المكان

ويعبر قبلي الزمان .

تعلّمت أن أنتظرْ

وأصنع لي وطنا في جواز السفرْ

هل هنالك ما هو أكثر جمالاً من أن يكون هذا الواقف بهذه المصالحة مع جميع الأشياء التي تمر أمامه وهو واقف في مكانه ليسمح لها بالمرور بينما يزدحم الواقفون ، حتى الزمان والمكان يمران أمامه وهو يميل عنهما ، إنها إشارة إلى ألم مضمر يكابده هذا الواقف 0

ربما تسمح لنا القراءة الأولى بهذا الفهم، لكن تأمل النص ينفتح على فهم آخر ،فهنا يكون الانتظار سلوكاً وتربية ، و الوطن في جواز السفر يحمله المسافر معه ، وهو غير أن يكون جواز السفر وطناً يسكنه المسافر في محطات الانتظار، إن السارد هنا يسكن جواز سفره ولذلك فهو مضطر على الانتظار الذي يحتاج بدوره الى صبرٍ جميلٍ 0

القراءة هنا تسمح للعنوان أن يعتلي قصيدة أخرى غير قصيدة الشاعر ، أنه يعتلي ما نقترحه نحن( القارئ) من قصيدة، فهو بهذه الصورة نص يكتفي بنفسه قبل أن يعتلي نصاً آخر”viii “، وهكذا فأننا لو تأملنا الوحدات الأخرى فلسوف نحتاج إلى قراءة أخرى تسمح للعنوان أن يعتلي نص الشاعر كاملاً ، وهذه القراءة -في رأينا – تعتمد بالدرجة الأساس على شكل الأداء السردي الذي يُقَدَمُ فيه الفعل الشعري ، حيث تشكل وحدتا الاستهلال والخاتمة حكاية النص

الكبرى التي تبدأ الحكاية منهما وتعود لتنتهي إليهما في دورة مغلقة ، أما الوحدات الأخرى فإنها تقدم حكايات صغيرة تتضمنها الوحدة الكبرى ، فتأخذ مفردة الأجنبي – من غير الجميل –الفعل السردي الى منطقتها ، فيكون هذا الأجنبي فاعلاً وسارداً ، يقدم حكاياته التي يصور فيها خسارته الكبرى التي هي( الجميل) 0

باتجاه المتن

تمثل الوحدة السردية (رقم 2 ) استهلالا داخلياً للوحدات الثمانية التي تُفتَتح بـ( أنا الأجنبي) وهي وحدات مضمنة في الحكاية الكبرى – كما أسلفنا – إن هذه الوحدة تعلن عن انفتاح شهية السارد ولذلك فهي لاتقدم شيئاً غير ذلك :

أنا الأجنبيّ وهذا لساني

الذي يشتهي

ولا يستحي

فيطول!

إن السارد هنا يكون مزدوجاُ، أو أنه بصوتين، في المرة الأولى لأنه يعلن عن ابتداء الحكاية ضمن إطار سردي يكون فيه ذلك السارد مكوِناً من مكونات العمل ، فيكون انفتاحه للداخل عبر سرد الحكاية من موقعه داخل المتن السردي ، ولذلك تأتي الوحدات السردية التالية مبعثرة ، لأن الفضاء الذي يشتغل فيه السرد يكون واسعاً ، بينما يظل هو( السارد) في موقعه الذي فرضته عليه حكاية الإطار0

وفي المرة الثانية نكون -نحو المتلقين – إزاء وجه الشاعر الذي يقدم نفسه بطريقة مباشرة ، حيث لايعتمد أي تقنية سوى أن يستعيد صورته بمناجاة فردية ، إنه يحكي لنا صوراً من غربته ( إنساناً ) ، ولكنه يحكي شعراً بمستوى عالٍ من الجمالية والتناص الخفي مع قول المتنبي:

ولكن الفتى العربيَ فيها غريبُ الوجهِ واليدِ واللسانِ”ix”

ولهذا فأنه في المستويين ( السردي والشعري) يذهب الى وصف صورته التي ترد في الوحدتين الأولى والأخيرة من مجموع الصور التي يتشكل منها الأداء المشهدي على مستوى السرد ، أو الأداء الصوري على مستوى الشعر:

أنا الأجنبيّ تحيّرتُ بين قميصي وهذا الظلام الخفيف

تُطلّون منه عليَّ فلا تجدوني معه

تحيّرتُ بين قميصي وجلدي الضعيف

تُطلّون منه عليَّ فتسحركم ضجّة الأقنعة

في هذا المقطع وهو ( الرقم 3 ) يهيمن الأداء الشعري عبر صوت الشاعر الذي يتوجه الى مخاطَبيه الذين يمثلون الآخر بالنسبة له لأن قدر ( القصيدة أن تكون رهينة بالآخر ، مخاطبة إياه ، ومتوجهة بالقصد إليه أبداً في انفتاحها عليه من أجله وفي نأيها عنه من أجلها، أي في أشد لحظاتها انغلاقا على نفسها وانفتاحها على نوعها الإبداعي الخالص)”x “، وكذلك في غموض العلاقات التي يصنعها الشاعر بين أشيائه، وإن كانت تلك العلاقات تحيل بصورة مباشرة إلى ارتحاله نحو غربته ، ارتحاله في ظلام لايترك وراءه إلا قميصاً تعرى من صاحبه

( تطلون منه علي فلا تجدوني معه ) ، وليس صاحبه هو من تعرى منه ، إن غموض العلاقة لم يكن إلا لإنتاج صورٍ شعرية قادرة على إيصال تفاصيل غربة الشاعر ، فعندما يتعرى القميص من صاحبه يعني بقاء المتَعَري مقابل

ذهاب المتَعَرَى منه، إن صورة الغربة هنا لأجل أن تسجل حضورها الشعري والدلالي تبدأ بتفكيك أقوى العلاقات المنطقية بين الأشياء مثل العلاقة بين المرء وقميصه، أو بين جلده وقميصه وإقامة علاقات أخرى مكانها ، علاقات الأشياء التي يكتشفها الشاعر في ذاته “xi”، ولذلك يتحير المرء بين جلده وقميصه ؟ إنها عين الشاعر التي تكتشف أشياء لاينظرها الآخرون ، ومن هنا يأتي الضجيج الذي تثيره الأقنعة ؟ ولكن أية أقنعةٍ هذه التي يتحدث عنها الشاعر والتي سحرت مخاطَبيه ، هل صار القميص قناعاً يخفي تحته وجه صاحبه الغائب ؟ إن ذات الشاعر المنقسمة بين مكانين وزمنين مختلفين تكون مصدر الصورة هنا”xii”، لذلك فأن ما يقدمه في هذا الجزء من القصيدة يثير القارئ ويأخذه الى مساحات واسعة من التأويل والتغريب اللامنتهي ، كما وتسهم ستراتيجية التقفية(المعاقبة بين القوافي) التي يعتمدها الشاعر في صيرورة جمالية هذا الفعل الشعري وذلك من خلال التعاقب الذي يمنح الصورة وحدة وامتداداً ،وكذلك من خلال آلية التكرار الأسلوبي الذي يعتمده في بناء الجملة الشعرية ، حيث يكرر طريقة بناء جملته على المستوى النحوي ، وكذلك على المستوى العروضي0

تقدم المقاطع التالية من القصيدة (4 ، 5 ، 6 ) وحدات سردية تجعل من صور الغربة عند الشاعر مشاهد درامـــــــية( تراجيدية ) تجري في فضاء آخر ، هو الفضاء الذي يحل فيه بعد ان يغادر قميصه ، الذي يكون هنا معادلاً للوطن ، إن الفضاء الذي تتحرك فيه المشاهد السردية هنا هو إطار صورة الغربة بتفاصيلها المتعددة ، والتي لاتنتهي بالنسبة للشاعر ذلك لأنها صورة داخلية ، قابعة في أعماقه البعيدة ، ولهذا كانت المناجاة الفردية وسيلته في عملية استرجاع تفاصيل المشهد الذي يكون في الجزء الداخلي المعتم من شخصيته، إن المناجاة هنا تسمح له بالكشف عما يدور في ذلك الجزء “xiii” :

أنا الأجنبيُّ تعثّرتُ بالحاضرين وقمتُ إلى المائدة

على قدم واحدة

وكان الكلام النظيف يهلُّ

ويغسل كلَّ الصحون .

تمنّيتُ أن أعترض

ولكنّني تذكّرت أني أتيت بدون فمي،

وأني تركتُ لساني الطويل

مع الحبر ، في قلمي .

أنا الأجنبيّ تمنّيت أن أعترض

ولكنّني ما وجدت الكلام

-تذكّرت صوتي يودّعني –

تُرى كيف لي أنْ أقولْ

وأن أعتدلْ

على مقعدي وهو بين الكراسي يميلْ ؟

أنا الأجنبيّ

تعثّرت حتى انفضحتُ وضاق المكان

-وكانوا يرصّونني للشموع وللعطر والهفوات –

التي في شهيق السجائر – أسمعهُ – وزفير الدخان،

فأمسح وجهي بكُمِّ قميصي

وأدنو من المائدة .

ترى أين أُخفي البطاقة حتى أُضيّع اسمي ؟

وأين أغيّر هذا القميص الذي رقّشته النخيل ؟

تـخـيّـلت أنّي تعرّيت وسط السكاكين

أنا مثلها قابلتني الوجوه بألقابها

عاريا في الخروج

أنا مثلها قابلتني الوجوه بأسمائها

عاريا في الدخول !

يحافظ هذا القسم من القصيدة على مجموعة من( الموتيفات) التي تبقي على صلتها بالقسم الاستهلالي والقسم الذي يليه ، من أجل أن تمتد صورة المشهد الذي يشهد التحولات الدرامية على مستوى الموضوع ، فاللسان الذي كان لايستحي فيطول يختفي هنا داخل فم الغريب ( غريب الوجه واليد واللسانِ )، وبالتالي فإن طوله يكون غير ذي جدوى في الفضاء الجديد ، إنه صورة من صور التحول التراجيدي، كما أن اختفاءه هنا يرسم صورة شعرية جديدة تقوم بوظيفة المفارقة مع صورته الأولى ، حيث أن فقدان الصوت واللسان ضمن هذا الفضاء لم يأت بصورة مفاجئة ، وإنما هو صورة من صور الخسارات التي يفوز بها الشاعر في غربته ، لتكون صورة الشعر هنا تساوي صورة الشاعر الذي وصف بالتراجيدية في تحولاته الواقعية في حياته الشخصية “xiv”:

(أنا الأجنبيّ تمنّيت أن أعترض

ولكنّني ما وجدت الكلام

-تذكّرت صوتي يودّعني –

تُرى كيف لي أنْ أقولْ)

إن الصوت هنا يبقى ساكناً في الفضاء الأول، وطن الشاعر قبل غربته على المستوى الزمكاني، وبالتالي فهو يبقى معلقاً في ذلك الفضاء مع القميص في القسم الثاني ، و يتخلى اللسان هنا عن وظيفته وفاعليته ، ليكون صورة الآخر منه ، إلا أن جلد الشاعر في هذا الفضاء يستحيل قميصاً لاتبهت ألوانه التي رقشتها النخيل – في إحالة مكانية لوطنه – ليقوم بفضح الغريب العاري من قميصه الأول ، إن القصيدة هنا تشتغل على عملية أبدال العلاقات التي أنشأتها بين الأشياء ، إبدال العلاقات بين الأنا الراهنة والأنا التي تستحضر من الذاكرة كونها تمثل الآخر، وإدخال هذه العلاقة في صراع درامي ينحو الى قمع ذلك الآخر في إطار يستحضر التوصيف الفرويدي لمفهوم القمع الذي يقوم به الأنا كلما شعر بتهديد الدوافع التي تهاجمه “xv” ، إن الصراع في مشاهد القصيدة يكون مع الهوية لا من أجلها، وبالتالي فان المقموع هو هذه الهوية التي يراد نفيها عمداً وإدخالها في سياق جديد “xvi”:

ترى أين أُخفي البطاقة حتى أُضيّع إسمي ؟

وأين أغيّر هذا القميص الذي رقّشته النخيل ؟

إن مشاهد القيام والتعثر بالحاضرين ، و الكلام النظيف الذي يهل فيغسل كل الصحون ، و تخيل التعري وسط السكاكين ، لم تأتِ لتؤسس صورها الخاصة بها حسب ، مع ما في هذه الصور من بلاغة وتخييل ، ولكنها جاءت بالدرجة الأولى لتحافظ على ديمومة أجزاء الصورة الأولى ، صورة الأجنبي الذي ترك لسانه وقميصه في مكان آخر ، حيث أن الاعتراض على تفصيلات تلك المشاهد كان يحتاج الى ذلك اللسان الذي تُرك في المكان الأول ، كما أن مشهد العري يرتبط دلالياً بعملية فقدان القميص الذي تُرك في المكان نفسه0

في الوحدتين( 7و8 ) تقدم الصورة ملامح أكثر تراجيدية للغريب الذي يكون غريباً بين الغرباء أيضا هذه المرة، أي أنه لن يكون واحداً منهم:

أنا الأجنبيّ طويت الكتاب

دخلتُ الحقيبة منتظرا أن يجيء القطار

أنا الأجنبي

معي لقبي

و لستُ وحيدا ولكنّني – في البقيّة – وحدي .

لقد كان المنتظر أن يضع المسافرُ كتابَه -بعد أن يطويه- في الحقيبة ، لا أن يدخل هو فيها منتظراً بداية الرحلة ،إن الصورة هنا تدخل في تضاد حاد مع ماهو واقعي لتنتج نفسها بقوة ، إنها مصداق للقيمة الحقيقية التي ينتجها هذا التعارض لأن قيمة أي عمل أدبي إنما تنتج بالدرجة الأولى من التعارض بينه وبين الواقع كما يقول فيصل دراج “xvii”، فمفردة الكتاب داخل الصورة لاتقدم معناها الفعلي وإنما تنفتح على دلالة أخرى ، إنها هنا تشير الى التخلي عن المكان الأول المُرتَحَل عنه ارتحالاً كاملاً حيث لايبقي على صفحة منه مفتوحة ، فالمكان الأول ينطوي بالكامل ليحمل المرتحِل لقبــــــه ( الأجنبي)، ويكون وحيداً في الجزء الثاني من الصورة0

الهوامش

أستذكار …

محمود بدر عطية

حتى أصابعي تتذكر ..تلك الليلة في حي( عدن) مع الصديق العزيز مصطفى عبدالله وصديق بصري وصاحب الدار..سهرنا مع ورود الحديقة ..صافحنا الكتب وتقاسمنا العشاء واستمعنا الى الموسيقى الهادئة بإنتظار غد ٍ حيث الرحيل ..غادر مصطفى وصديقه البصري الى بلغاريا ..وانتظمت ُ أنا في صف طويل صوب سفارة جيكوسلوفاكيا آنذاك للحصول على الفيزا ثم عاد مصطفى بعدها الى بصرة كانت قد ضاقت بالهموم والاحزان والشائعات ،فغادرها ..بعدها بأشهر وصلتنا إشارات مطمئنة من كونه مستسلما لنسائم البحرمنهمكا ً بالعمل والتأليف.. في ليلة من الليالي التي لاترحم كنا أنا وفاضل حميد واستاذنا محمد علي اسماعيل وكان الحديث يدور عن الحياة التي تغرق وأحزان الاشجار ،واذا بصوت الصديق محمد مطرود الذي تجمد على وجوهنا : مصطفى ..رحل في المغرب ..في ستوكهولم في مرة ألتقيت ُ فيها القاص والروائي أحمد أمين ، وحدثني عن مصطفى : كان بشوشا يانعا..كلماته حجر كريم وللأستاذ الناقد محمد الجزائري تعليق أثير حين قال مامعناه : مصطفى سبق عصره ُ

أيها الاعزاء : عاش سنوات الاخيرة بعيداً عن الوطن ..بعد ان تعرف على دروب الشعر السرية ..فهل هي نهاية الرحلة ؟ نعم غياب مصطفى عقوبة لنا جميعا لكنه لن يغب ابدا

مادمتم بهذا الدأب والمحبة

محمود عبد عطية / مدينة اغادير

عصر الخميس 15/1/ 2015

كلمة أنس عبدالله : شقيق الشاعر مصطفى عبدالله

الحفل الكريم أسعدتم مساءً

أشكر لكم تلبيتكم للدعوة الكريمة لحضور هذه الأمسية ..كما أتقدم بالشكر الجزيل للأخوة في ملتقى جيكور الثقافي لألتفاتتهم الجميلة لتنظيم هذه الأمسية ..

ايها الحضور العزيز..

إليكم شهادة (أحمد بوغابة) مثقف من المغرب العربي ، عاش مع مصطفى عبدالله ..

(أتحدّث بحماس المراهق ،فيرتفع صوتي وكأنني لازلت ُ في حلقة الطلبة. يجيبني بصوتٍ

منخفض ٍ وبهدوء الحكيم ،فتتسرب ُ كلماته ُ الى فؤادي دون مقاومة ٍ فتحتويني..تعلمت ُ منه ُ

فن المحاورة الهادئة ..ولأنه ُ ملتزم ٌ فكريا، سياسيا ،أدبيا ً ،فنياً ، أجتماعياً..مات ضحية الإلتزام.. إلتزام بالزمن…) هذه سطور ٌ قصيرة ٌ من شهادة ،أحد مدرسي ّ (ثانوية التقدم) في مدينة القنيطرة وهذا انطباعه الحقيقي عن شخصية مصطفى في أوّل أيام قدومه الى المغرب ..

*

لمصطفى أشعارٌ جميلة وقلب ٌ أبيض ، وأغاريد صافية لأطفال أبرياء، لمصطفى فن رفيع وخلجات كبد مرهف ، يعشق الكلمة ويغني للناس البسطاء، لم يبن ِ لنفسه سكنا، فسكنه قصائده

لم يطوّق عنقه يوما بربطة عنق ، كان يكره الاختناق ويرتشف جرعات الشاي الاسود، ثم لايتوقف عن الكتابة ..هوذا مقعدك الآن شاغر ٌ يامصطفى في مقهاك المفضل ،شايك الاسود ..نقاشك العميق ..أسرتك الصغيرة ..تلاميذك…أصدقاؤك..ضحكتك الرائقة..مشيتك السريعة..وطموحاتك الكبيرة..

*

مصطفى أنشودة ٌ حزينة ..مصطفى قصيدة.. مصطفى الفقراء والبسطاء والشعراء .هكذا نأتي إليكم من دروبنا الغافية ،الضيقة، المهملة..بشعوبنا وهشاشة عظمنا، نحمل للعالم فنا زرعناه من لثلبعدنا، إبداعا، يسجل بعضاً من تأريخ هذا الانسان العظيم . وهكذا من المحيط الى الخليج ، يرفرف حب مصطفى، على هذه الأرض الطيبة، أرض البطولة..

ستظل روح مصطفى مرفرفة ً في فضاء الوطن ،ترقب مسيرتنا..

دعوة لعودة التراث الثقافي والشعري للشاعر مصطفى عبدالله الى مدينته

* البصرة – في هذا العام (2015)

جميبل الشبيبي

ينتمي الشاعر الراحل مصطفى عبدالله الى جيل الستينيات من القرن العشرين ،حيث واكب التحولات الثقافية والاجتماعية في الساحة العراقية بعد الهجمة الشباطية الشرسة عام 1963، اثر الهزيمة المرة لقوى اليسار العراقي وكل القوى الوطنية في العراق ،كان مصطفى من ذلك الجيل المتمرد والمنفتح على تيارات الثقافة الوافدة للعراق بعد تلك الهجمة الشرسة.

عرفت مصطفى في عام 1965من خلال الروائي اسماعيل فهد اسماعيل ،كان يصغرنا بخمس سنوات ،خجولا، لكنه يمتلك شخصية ثقافية واضحة ،وخلال فترة قليلة أصبح صديقا ملازما لنا.

في تلك الفترة – منتصف ستينيات القرن الماضي – لم يكن هناك تيار ثقافي قار بل مجموعة كبيرة من التيارات الثقافية، بعضها يحافظ على ثقافة ماركسية مشذبة بسبب الانتكاسة التي تعرض لها الحزب الشيوعي وبعضها يميل الى وجهة النظر الوجودية، وهناك أفكار كامو عن العبث وتأثيرها على عدد كبير من مثقفي المدينة كان اسماعيل واحد منهم ، أما الشاعر مصطفى فقد بدا محافظا يميل الى وجهات نظر دينية ،لكنه سرعان ما تأثر بالتيارات

الثقافية ، دون تطرف، متخذا من السرد القصصي وسيلة للتعبير عن أفكاره وهي في طور التكوين ، وكان أول كاتب بيننا ينشر نتاجاته في الصحف المحلية البصرية بعد إسماعيل فهد الذي كان قد أصدر مجموعته القصصية الاولى (بقعة داكنة ) كانت قصص الراحل تتميز بالجدة والطرافة ،وتبشر بقاص واعد لكنه، هجر كتابة القصة وجرب كتابة السيناريو والمسرحية الشعرية قبل ان يستقر على كتابة الشعر .في سبعينيات القرن الماضي، انتمى مصطفى عبدالله الى الحزب الشيوعي العراقي واصبح كادرا من كوادره الثقافية الى جانب الروائي عبد الجليل المياح والشاعر عبد الكريم كاصد ومجموعة من مثقفي المدينة، ولم يمنعه التزامه الحزبي من القراءة المتنوعة والخوض في النقاشات الدائرة في الساحة البصرية، كان فاعلا وجادا في عمله الوظيفي مدرسا للأحياء وفي عمله الحزبي اضافة الى حضوره الدائم في ندواتنا الثقافية التي نعقدها في المقهى عادة دون تحضير لموضوع أو محاضرة معدة سلفا وفي تلك الفترة نشر مصطفى قصائده في مجلة الاقلام والثقافة الجديدة وفي العديد من الصحف العراقية .في معظم قصائده السبعينية، نجد تلك العلاقة الوثيقة بين الفني والايدلوجي متضافرين في ضفيرة واحدة .كما نجد اهتماماته بحياة الناس اليومية، وربما نستطيع القول ان الراحل هو أول من دشن كتابة القصيدة اليومية بقصيدته الشهيرة (نزهة)، في رسم مشاهد مقربة وحيوية من حياة الناس الفقراء:

(لماذا ينزل أولاد الحيانية قبل وقوف الباص ؟

ويقتسمون مع الحر، سريعا، ابواب البارات

وأسواق الخضرة والساحات

وحين تنام الشمس على الطرقات

ينتصبون رفوفا للبارد والحلويات ؟)

وكانت هجرته القسرية قد وضعت حدا بينه وبين من كان يدافع عنهم، لكنه طور ادواته الشعرية في الغربة فاتسعت أهتماماته الثقافية ،واصبح علما ثقافيا في بلاد المغرب التي تحتضن المثقفين والمبدعين ،اذ أصبح مصطفى عبدالله ينافسهم حتى في كتابة تاريخهم الخاص(لدي مخططات على شكل خرائط عن الطوارق وعن قادتهم تمثل مشروعا للراحل عن حياة هؤلاء الناس في الصحراء وعن حضارتهم)،كما كتب قصصا للأطفال ويقول صديقي الكاتب جاسم العايف ان الراحل (عاود نشاطه الثقافي الابداعي المتنوع في المغرب حيث نشر قصائده في الصحف المغربية وكتب بعض الدراسات الانثروبولوجية وكتب ثلاث سيناريوهات لصالح المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الآيسيسكو) كما كتب سيناريو لفلم رسوممتحركة بعنوان (زيدان الصياد ) بالاشتراك مع الكاتب المغربي (أدريس الصغير) وكذلك كتب سيناريو (أمس الاثنين وغدا الثلاثاء) بالاشتراك مع ادريس الصغير وأمين عبدالله وكتب سيناريو فلم(كتاب الآس في حب فاس)

ان رحلة الشاعر مصطفى عبدالله الثقافية ،قد انتجت ابداعات مهمة في الشعر والقصة والمسرحية والسناريو ،تتطلب بعثها الى الحياة من خلال هذا المنبر التقدمي الرصين ،بسبب ان هذه النتاجات غير معروفة حتى عند مثقفي مدينتنا، خصوصا الشباب منهم بسبب هجرة الشاعر المبكرة وبسبب التعتيم الاعلامي المقصود لإبعاده عن الساحة الثقافية مع مجموعة كبيرة ومبدعة من شعراء المدينة وكتابها،ولذا فان من واجبنا ان نسهم في التعريف بمنجز هذا الشاعر ،عبر أقامة ملتقى باسمه وبالتعاون مع جامعة البصرة ،أو تخصيص احد المرابد وليكن القادم ،ليحمل اسم الشاعر مصطفى عبدالله، فهو قامة مبدعة، تقف الى جانب قاماتنا الابداعية المعروفة، وليكن اسم مصطفى ومحمد طالب محمد الى جانب شعراء المدينة المبدعين : عبد الكريم كاصد، مهدي محمد علي، كاظم الحجاج، حسين عبد اللطيف، مجيد الموسوي وغيرهم ممن ظهروا في الساحة العربية ،بعد جيل الرواد الكبار السياب وسعدي والبريكان

———————————————————————–

كلمة السيد فاخر مطرود التميمي

أيها الحضور الكريم

يســـــرني أن أشــارك بهذه الأمســـية الأســتذكارية عن فقيدنا المرحوم مصطفى

عبدالله … وها أنا أخاطب روحـــه المملوءة مصداقيـــة وشفافية ، حيث’ أقول : لقـد

أبهرتني قريحتك الشــــعرية التي ســـــــطرتهـا في ديوانك ( الأجنبي الجميل ) بقـي

صداها يرنُ في أذني !! .. كنت جبلا أشــمّا” ، سـورا” عتيدا” ، بحرا” زاخرا”..

مهما تفوهت’ ، مهما فكرت’ بأيجاد مفردات تليق بمقامك وســــــــــيرتك ، فأنني لـن

أجدهـا في قاموســــي المحدود ..

أعود لأقول : من أنا كي أتجرأ لأســبر غور بحر كلماتك النقي ؟ وهل تريدني أن ’ألوث هذا الخضم ، من مياه ساقيتي الحقيرة ؟ .. لقد أوقفتني لآليء شــطآن محيطك

اللامتناهيـة على بعض منها فألتقطت’ :

يا خلوة التابوت …

تمهلي ..

فكلنا نموت

تمنيت’ أن أعترض ، ولكنني ، تذكرت’ إنّي أتيت’ بدون فمـي وإنّي تركت’ لســـاني الطويل ، مع الحبر في قلمي …

زماني هذا أعرفه’ ويعرفني

يحاضنني في القيام

ويرفســني في القعود

……..

ما أسم الآباء الماشــين ؟

ما أسم الأبناء الآتين ؟ .. ما أسم القبر ؟

ما أسم الشفتين والكتفين المخلوعين ؟

والصلع’ الســافر,

ما أسم الأسنان المفتتحة ؟

ما أسم الهمس الواطي كالشمس ؟

إنهم يضعون على الجدران

صور الأعضاء المفككة ،

هم يضعون كلَ شــيء في مكانه ،

الأظافر’ في منبت الرموش ،

والخواصر بين الكلاليب ،

………..

عندما أدخلوه إلى غرفته الضيقة

ضاقت بهم غرفهم

لماذا يكون’ السقف’ بهذا التدلي .. وتكون الأرض بهذا العلو ،… عندما يجلس ….

في هنا وهناك المزيد ، رأيت’ كم كان لك أفقا” واسـعا” في أظهار مشــاعر أولئك

الذين ’أدخلوا عنوة” إلى زنزانتهم الضيقة ، فكان التوجع الذي لم يشـتك منـه السجين

، بل كان يصرخ’ منه السجّان ..

أخيرا” أقول : لقد أنزلك قطار’ الموت في محطة تكاد تخلو من العائدين والمغادرين

، عشاق قلمك ، فلن يسمع تسبيحك الممزوج بآمالك وآمالك إلاّ القلة’من الذين جعلوا

فنجان قهوتهم تزداد مرارة” وحســــرة” عند إرتشافهـــــا مع ما يوضع بين أيديــهم وناظرهم من عبارات ، أو ما يسمعون أخبار معاناتك في غربتك …

رحماك أيهــا الخالد في عقول محبيك ومن عرفك ، وأستطاع أن ’يثمن عبقريتك

تجاه الذين لم يسعفهم القدر زكابدوا صروف الهر ليعيشـــوا حياة” أفضل … أنحني

أجلالا” أمام قبرك لأضع أكليــــلا” من قصاصات أرهاصاتك ، كي يســتنشق عبق

أحاسيسك من يشــــــاء … !!

فاخر مطرود حسن التميمي ــــــــــــــــــــ 16/ 1 / 2015

1 – سوف نعتمد أعمال الشاعر التي تحمل الاسم نفسه ( الأجنبي الجميل )، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 2004 0 ii – ينظر ( ثمن الشعر) مقدمة الشاعر عبد الكريم كاصد ،الأجنبي الجميل 16-17 0 iii – نفسه:19 0 iv – ينظر : سوسيولوجيا الاغتراب ، علي محمد يوسف ،دار الشؤون الثقافية العامة بغداد 2011 : 73 0 ومفهوم الاغتراب هو غير مفهوم الغربة الذي نبحث في صوره ، ولا يخلو شعر مصطفى عبدا لله من الاغتراب ولكن هذا الموضوع يحتاج الى مدخل آخر0 v – ينظر: السيميوطيقا والعنونة ، جميل حمداوي ، مجلة عالم الفكر ، الكويت م25 /ع3 / 1997 : 100 0 vi – ينظر ،المكان العراقي جدل الكتابة والتجربة ، تحرير وتقديم لؤي حمزة عباس ، دراسات عراقية ( بغداد- أربيل) 2009 ، مقدمة المحرر 14 0 vii – ينظر: إشكالية المكان في النص الأدبي، ياسين النصير، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1986: 394 0 viii – ينظر: العنوان في الشعر العراقي الحديث، حميد فرج عيسى، رسالة ماجستير كلية الآداب/ جامعة البصرة 2009: 73 0 ix – ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح أبي البقاء العكبري ، تحقيق مصطفى السقا وآخرين ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت 2003 :4/251 0 x- مكانة الشعر، مقدمات في الأصول النفسية والفكرية للقصيدة، عادل عبدا لله، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 2009:81 0 xi – ينظر ، الشعر والتجربة ، أرشيبالد ماكليش ، ترجمة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي ، دار اليقظة العربية ، بيروت 1963 : xii – ينظر ، الصورة في شعر الرواد ، دراسة في تشاكلات الصورة ، د0 علياء السعدي ، دار الشؤون الثقافية العمة ، بغداد 2011 : 18 0 xiii – ينظر درامية النص الشعري ، علي قاسم الزبيدي ،دار الزمان للطباعة والنشر 2009 : 217 0 xiv – ينظر:مصطفى عبدا لله شخصية تراجيدية بامتياز: فاضل السلطاني: مجلة الثقافة الجديدة، ع296، أيلول / تشرين أول 2000، سوريا، دمشق: 158 xv – ينظر :مفهوم القمع عند فرويد وماركوز ، محمد الجوة ، ترجمة فتحي الرفيق ، دار الفارابي ، بيروت- تونس 1994 : 52 0 xvi – للإطلاع على هذا النوع من العلاقة في الشعر العربي ، ينظر: التجليات الفنية لعلاقة الأنا بالآخر في الشعر العربي المعاصر، د. أحمد ياسين السليماني، دار الزمان، دمشق 2009 : 404 ومبعدها xvii – ينظر: نظرية الرواية والرواية العربية ، المركز الثقافي العربي بيروت ، ط2/2002 : 56 0 ( إن فيصل دراج هنا يخالف طروحات لوسيان غولدمان في الكلية والانسجام ، التي يؤسسها على مرتكز أيديولوجي يريد من الأدب أن يكون منسجماً مع البنى المنتجة للسياق)

أحدث المقالات

أحدث المقالات