23 ديسمبر، 2024 3:09 م

ولد ارنستو تشي جيفارا في 14 حزيران 1928 من عائلة ارجنتينية ميسورة وصادف ان قام برحلة الى اقطار امريكيا اللاتينية واطلع على الاستغلال والفقر الذي يعاني منه الفلاحون والعمال والفقراء مما زرع في نفسه الكراهية للملاك والاقطاعيين والحكومات التي تحمي مصالح المستغلين ورأى ان العلاج يكمن في الثورة العالمية وقد اعتنق الفكر الماركسي واصبح عضو في الشبيبة الشيوعية الارجنتينية تخرج من كلية الطب في بوينس ايرس عام 1953 حينما كان في المكسيك التقى براؤول كاسترو المنفي هو ومجموعة من الكوبيين وكانوا يهيئون للثورة على حكم باتستا المدعوم من الولايات المتحدة الامريكية وينتظرون اطلاق سراح فيدل كاسترو السجين في كوبا حين ذاك قرر جيفارا الانضمام الى ثوار كوبا وعندما اطلق سراح فيدل كاسترو التقي به ورأى انه الرجل المطلوب للمسيرة لامتيازه بالثورية العاليه وكونه طبيب واصبح الرجل الثاني في قيادة المسيرة كان زعيما في حرب العصبات ضد الطغيان العالمي وكان كاتبا في الشؤون السياسية والعامة ومباديء الثورة العالمية الف كتيب في حرب العصابات ومذكراته والتي لاقت رواجا منقطع النظير في العالم وقد لعب دورا كبيرا في الحرب التي دارت على نظام باتستا وتوجت انتصارها بالاطاحة بذلك الحكم ادى ادوار عديدة في حكومة الثورة اشرف على عمل المحاكم الثورية وشرع قانون الاصلاح الزراعي وشغل منصب وزيرالصناعة كما كان الرئيس التنفيذي للقوات المسلحة الثورية ودرب المليشيا الثورية على حرب العصابات والتي كان لها الفضل في صد الغزو الامريكي ( خليج الخنازير ) غادر كوبا تاركا منصب الوزير متجها الى  الكونغو والتقى في طريقه بعبد الناصر واحمد بن بله وكان متعاطفا مع القضية الفلسطينية وعند عودته اتجه الى بوليفيا من اجل نشر مباديء الثورة والتي كانت نهايته فيها حيث تم اغتياله في 9 تشرين اول 1967 بعد ان تم القاء القبض عليه من قبل الاستخبارات المركزية الامريكية بمساعدة القوات العسكرية البوليفية وتم اعدامه بعد نعذيبه وقطع يديه كان يعاني من الربو وفقدان الدواء وقلة الماء مما ارهقه وسهل القاء القبض عليه اصبحت شخصيته مثار اعجاب الشعوب وطلائعها واصبح رمزا عالميا للنضال ضد الامبريالية العالمية كتبت عنه الاف المقالات والقصائد وتغنى به المغنون في ارجاء العالم انتجت الكثير من الافلام عنه اصبحت صورته التي يعتمر فيها القبعة وساما يضعه الشباب والثوريون على قمصانهم وقبعاتهم واصبح اسطورة الزمان للمناضلين من اجل حقوقهم المغتصبة نعى فيدل كاسترو رفيق النضال تشي الى الجماهير الكوبية وشعوب العالم في خطابه الذي ختمه ( اذا كنا نريد من الاجيال القادمة ان تكون ثورية دعهم يكونوا مثل جيفارا ولاطفالنا ان يتعلموا بروح جيفارا اذا اردنا لاجيالنا ان تنتمي الى رجل المستقبل فهو جيفارا ) قال عنه المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه الذي اعتقل في بوليفيا في نيسان 1967 ان موت جيفارا ولادة جديدة لحياة الثوار وصفه مانديلا ( انه مصدر الهام لكل انسان يحب الحرية ) كما وصفه جون بول سارتر ( ليس مثقف فقط بل ايضا اكمل انسان في عصرنا ) نعاه رئيس حزب الفهود السود ستوكلي كار ( جيفارا لم يمت افكاره معنا ) كرمته كوبا في مواقع كثيرة في العاصمة هافانا في احد جدران وزارة الداخلية في جدارية من الصلب بأرتفاع 5 طوابق فيها مخطط لجيفارا كتب تحته ( النصر دائما ) واقيم له في مدينة سانتا كلارا والتي دفن فيها بقايا رفاته مع ستة من رفاقه المقاتلين مع مرتبة الشرف  العسكرية في الضريح الذي بني خصيصا له هناك.. كتب عنه الشعراء والكتاب الكثير ومنهم الشاعر احمد فؤاد نجم ( جيفارا مات ) منها : صرخة جيفارا ياعبيد في اي موطن او مكان – مفيش بديل مفيش مناص – يتجهزو جيش الخلاص – يا تقولو ع العالم خلاص .. ويختتمها: لكن اكيد ولا جدال – جيفارا مات موتة رجال .. زرع جيفارا بذور الثورة العالمية في نكران ذات خاصة في بوليفيا والكونغو وبعد 48 عاما على استشهاده هل سيظهر من يشابه جيفارا في اوطاننا العربية ليدك عروش الخونة والفاسدين ويعيد للجماهير المسلوبة حريتها وحقوقها نأمل ان يتحقق الحلم وتهزم الامبريالية وصنائعها الذين حولوا اوطاننا الى مراتع للظلم العالمي
 khalidalani70 @yahoo.com