23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

جيش لتدمير المنطقة

جيش لتدمير المنطقة

بقدر ماتثير الکثير من التصريحات و المواقف المتناقضة لقادة و مسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من السخرية و الاستهزاء، فإنها مع ذلك تمر”بردا و سلاما”، على قلوب الاحزاب و الميليشيات العميلة لهذا النظام، بل وحتى يسعون لتبرير و تسويغ فضائح النظام و تقديم تفسيرات ليست لها من أية علاقة بما بدر منه.
المنطقة التي تعيش بفضل التدخلات الايرانية السافرة في شٶونها على فوهة برکان من الازمات و المشاکل، ولايمکن تحديد سقف لهذه المشاکل و الازمات طالما بقي و إستمر نظام الجمهورية الايرانية في الحکم، بل وإن هذا النظام يزيد و يضاعف من تأثير و تداعيات هذه المشاکل و الازمات و يعمل على إستشرائها بصورة بحيث تجعل بلدان المنطقة مشلولة و شبه عاجزة عن إتخاذ أي قرار أو إجراء إلا بعد الرجوع الى(بلاط ولاية الفقيه)!
هناك في المنطقة و العالم من يحلم بأن تکف طهران يدها عن المنطقة و تدعها و شأنها، لکن وکما أثبتت و تثبت الايام، إن الامر مخالف لذلك تماما، ولايبدو إن ماقد أعلنه الجنرال محمد علي فلكي، القيادي في الحرس الثوري وأحد قادة القوات الإيرانية في سوريا، أن “بلاده شكلت “جيش التحرير الشيعي” بقيادة قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حيث يقاتل هذا الجيش حاليا على ثلاث جبهات في العراق وسوريا واليمن”، مجرد کلام عادي للإستهلاك المحلي، بل هو الواقع بعينه، أي إن طهران تريد أن تجعل من هذه الدول مجرد محميات و سناجق تابعة لها و تفرض ذلك کأمر واقع بحکم وجود قوات لها على الارض من داخل رحم تلك الدول.
الجنرال فلکي، ولکي يضحك على ذقون الاحزاب و الجماعات و الميليشيات العميلة لنظامه في المنطقة، يدعي بأن الهدف الأساسي من تشكيل النواة الأولى لـ”جيش التحرير الشيعي” هو “محو إسرائيل بعد 23 عاما، وإن هذه الفيالق أصبحت على حدودها الآن”، لکن وکما نعلم فإن هذا الجيش العميل مشغول بإذکاء فتنة طائفية في دول المنطقة، إذ إنها تخوض حربا ضد شعوب و دول هذه البلدان، و نتساءل: کيف يتم محاربة دولة مدججة بأحدث الاسلحة و الامکانات بدول منقسمة على بعضها و شعوبها تتناحر و تتقاتل داخليا؟ والسٶال الاهم هو: هل حقا هکذا يتم الاعداد من أجل محاربة دولة معادية کإسرائيل؟ من صدق ذلك فهو ليس غبي و أحمق فقط بل و أکثر من ذلك بکثير!
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو برأينا بمثابة وباء يجب القضاء عليه حيث إن بقائه يعني بقاء الموت و الدمار علما بإنه نظام تمرس أول ماقد تمرس بقتل و إبادة شعبه بالذات، ويکفي أن نشير الى مثال حي و بالغ الاهمية وهو إن نظام الشاه السابق و طوال 37 عاما من حکمه لم يقم بإعدام سوى 317 شخصا فقط، بناءا على إعتراف تقارير نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لکن هذا النظام قام وخلال يومين من صيف عام 1988، بإعدام 30 ألف سجين سياسي من منظمة مجاهدي خلق بناءا على فتوى من الخميني!
الحرس الثوري الايراني و قوات التعبئة التابعة لها، کانت و لازالت سکينة في خاصرة الشعب الايراني وإن دورها القذر مشهود لقمع الشعب الايراني کما حدث في إنتفاضة عام 2009، وإن هذه الجيش العميل الذي يحمل إسما طائفيا، هو في الواقع جيش لتدمير المنطقة لإنه سيساعد على تمعيق و تقوية الاختلافات و الانقسامات، ولکن و في کل الاحوال، فإن بيت الداء و أساس الشر في بٶرة صناعة و تصدير التطرف الديني و الارهاب أي في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي لاخلاص منه أبدا إلا بإسقاطه.