9 أبريل، 2024 11:13 ص
Search
Close this search box.

جيش  عقيدة ام جيش وظيفة ؟؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد مدة من دخول القوات اﻻمريكية الى العراق برزت الحاجة الى تشكيل نواة للقوات المسلحة العراقية وبدأ العشرات من الشباب واغلبهم من العاطلين عن العمل او ممن فقدوا وظائفهم بعد سقوط صدام في اﻻنخراط ضمن سرايا وافواج كانت تتدرب لزجها في المعارك الطاحنة التي كانت تجري في شوارع بغداد والمحافظات بين بقايا فلول البعثيين واجهزة اﻻمن الصدامي والفدائيين المتخندقين في مناطق سكنية معروفة كالفضل وشارع الكفاح والغزالية والعامرية وحيفا وصدامية الكرخ وغيرها من المناطق التي كانت خطرة وتعد بؤر ملتهبة من بؤر اﻻرهاب الصدامي المجنون من تاثير فقدانه السلطة والحالمين بعودة القائد الهارب
تم اعداد تلك السرايا على عجل من قبل المدربين اﻻمريكان وتم تسليحهم باسلحة بسيطة لاترفى لبعض مما يستخدمه اﻻعداء ولا يصل الى شيء بسيط مما يملكه اهل الشأن حينها (الامريكان)  وفي السياقات العسكرية المعروفة لم يكن من الصائب ان تزج تلك القطعات البسيطة الى ساحات القتال اﻻ بعد ان يتم اعدادها اﻻعداد اللازم وان تبقى تلك السرايا تعمل كقوة ساندة للقوة الفعلية لحين تناغمها وتناسقها مع ساحة العمليات …
ومع انه لم يكن بين صفوف اولئك الشباب العراقيين اﻻبطال من الضباط وضباط الصف اﻻ من كانت خدمته وخبرته بسيطة بسبب عدم السماح بعودة عناصر الجيش السابق اﻻ بشروط مشددة جدا وبالرغم من ذلك كله كانت تلك السرايا تطلب ان تكون في مقدمة القوات التي تدخل الى المناطق الساخنة لتطهيرها من حثاﻻت البعث وحواضنه في تلك المناطق …
. لقد اثار التفاني في اداء الواجب واﻻقدام والشجاعة في اداء المهام الموكلة الى تلك القطعات البسيطة اعجاب اﻻمريكان وجعلتهم تلك المواقف يبدأون باﻻعتماد والوثوق بقدرات ابناءنا خلال تنفيذهم للمهمات القتالية …
الوظيفة العسكرية سواء جندي او شرطي هي وظيفة فقراء الشعب ومسحوقيه وهي مهنة من لامهنة له ولم يكن المنخرطين في صفوف القوات المسلحة يخجلون من قولهم انهم تطوعوا ليعيلوا عوائلهم بهذه الوظيفة الخطرة وما كان ذلك ليمنعهم من التفاني واﻻقدام واظهار الشجاعة في اداء  واجباتهم فالعراقي وفي طبيعة تربيته اﻻسرية انه لا يفرط بمصدر رزقه مهما كانت اﻻخطار المحيطة به ولعلنا نعرف الكثير من القصص والحكايات عن عراقيين ضحوا بحياتهم من اجل لقمة عيش ابنائهم الحلال …
ليس معيبا ان ينخرط شبابنا في المهنة العسكرية من اجل ان يوفر له ولعياله مصدرا كريما من مصادر العيش المحترم ولا هي نقيصة ان يصرح الرجل بانه انخرط في هذه المهنة الخطرة والشريفة من اجل ان يسد براتبه رمق عيش اهله وعياله والعراقيون يعرفون جيدا ماهي العسكرية وماهي ملابساتها وقد خبروا نتيجة سنين الحروب والقتال والمعارك التي خاضها ابناؤه ماهي طبيعة عمل القوات المسلحة وكبر مسؤولياتها لكن ذلك كله لم يمنعهم من التوجه الى اﻻنخراط في صفوفها وباﻻلاف والعزف الذي يعزفه البعض ممن غاياته معروفة ونواياه مكشوفة وممن اغاضهم الاداء المهني لقواتنا فحاولو اﻻنتقاص من قدرات ابناء الجيش والقوى اﻻمنية واتهامه بانه جيش وظيفة لا جيش عقيدة كما يقولون لا يفهم طبيعة شباب شعبنا الذي تحركه الغيرة على وطنه وشعبه ثم حرصه على وظيفته وراتبه وحين يقف اليوم يقف الرجال باﻻلاف مؤدين واجباتهم الموكلة اليهم على اتم وجه لا يعيبهم ما اتهموا به لان هولاء الغربان الناعقة انما تفهم العقائدية بمفهوم العبودية والطاعة العمياء للالهه التي يعبدونها وهم يفهمون عقائدية القتال وفق عقيدة الجيش الصدامي الذي اقتحم مدن الثائرين عام 1991في شمال وجنوب العراق بجيش جائع رث ليهجم على المدنيين العزل ويسرق باوامر قادته اموال ابناء المدن الثائرة وموادهم الغذائية البسيطة ويقصف بصلافة دور العبادة والمقدسات بلا خجل ولا حياء ….
. هم يفهمون الجيش العقائدي بمنظور الجيش الصدامي اما مفهومنا للجيش العقائدي فهو الحكمة والتأني واعطاء الفرصة لاخر الحلول السلمية لضمان سلامة المدنيين العزل والاماكن المقدسة قبل ان تبدأ عمليات التطهير …..
بلى جيشنا جيش وظيفة لضمان رفاهية ابناءه لكنه في عقيدته يؤمن باحترام حدود قانون وظيفته التي وجدت لحماية شعب العراق لا قتله قتلا جماعيا كما كان اسيادهم يفعلون ….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب