سلمت اياديكم وانتم تخوضون اشرف المعارك واصدقها في تاريخكم المجيد ، سلمت اياديكم وانتم تطاردون قطعان القاعدة نفايات الشعوب الممولين من اموال الخليج والمدفوعين بكل ما حمل الاعراب من حقد على العراق وتجربته الديمقراطية ،بوركتم وانتم تحاربون في خنادق متداخلة : اعداء العراق الجديد من ايتام السلطة البائدة الذين يشكلون حواضن ودعم استخباري للارهابيين من جهة،وشذاذ الافاق اوباش المد الوهابي السلفي من جهة ثانية ،والاخوة الاعداد الذين كل العراق او حرقه بمن فيه ومافيه من جهة ثالثة، واموال الخليجيين وحقدهم وجهدهم الاستخباراتي من جهة رابعة.نحن مطمئنون من النصر باذن الله لكم خاصة وانتم اصحاب قضية تدافعون بشمم عن عراقكم الجديد تحت قيادة ديمقراطية تثمن دوركم وتقدر جهودكم وتتباهى بصولاتكم .واذا كان هناك من يشكك بادائكم من خونة شعبهم ووطنهم فان ذلك من باب الحقد والغل والغيض من انتصاراتكم المتلاحقة ،فمع انهم ادرى بتارخيكم الاسطوري وصولاتكم المشهودة دفاعا عن فلسطين مرة، وذودا عن سوريا مرة،وعن مصر اخرى ،ودرءا للمخاطر التي تهدد سماء العراق وارضه ومياهه وشعبه الآمن .مع انهم يعرفون كل ذلك الا انهم هذه المرة يريدونك ان تقف مكتوف الايدي لتعبث قطعان القاعدة بالعراق وشعبه ذبحا وتهجيرا وتدميرا على امل اسقاط التجربة الديمقراطية واعادة التسلط الشوفيني الديكاتوري البغيض وهيمنة المعادلة الظالمة التي سلطت الاقلية بكل ممارستها القمعية على الاكثرية المحرومة واحالتها الى طبقة من الرق والعبيد وهيهات لهم ذلك.الحديث عن جيش العراق البطل حديث عن سفر خالد من المآثر والملاحم اذ لايخفى على احد من العراقيين والعرب التاريخ النضالي المجيد والمشرق لجيش العراق البطل بصولاته الملحمية في سوح الوغى متصدياً لتأسيس كيان الصهاينة على الارض الفلسطينية العربية في اربعينات القرن الماضي، او رادعاً عدوانه على الاشقاء العرب في مصر وسوريا والاردن في الستينات والسبعينات ، او كابحاً تهديداته للمنطقة العربية باسرها على طول خط الصراع العربي الصهيوني، ولا يخفى على دول العدوان المستوى الحرفي والمهني الرفيع والانضباط والخلق العسكري العالي الذي كان يتمتع به هذا الجيش العريق مع حياديته وتفانيه واخلاصه في الدفاع عن ارض العراق الطاهرة وشعبها ومقدساتها، وتنوع خدماته في السلم والحرب وايام الشدائد والكوارث. كم تخلى هذا الجيش النموذجي عن دوره القتالي وهب يبني السدود ويقيم العوارض والمصدات لكبح طوفان الفيضانات التي تجتاح العراق في الازمنة الغابرة؟ وكم وضع سلاحه على كتفه وراح يشق القنوات والسواقي والجداول الاروائية لتخضر وتعشوشب ارض السواد؟ وكم حمل المناجل بيد والبنادق باخرى ليسهم في مواسم الحصاد والقطاف؟ وكم حملت عرباته وآلياته واذرعه اكياس الحنطة وارغفة الخبز وجابت بها مدن وشوارع وازقة العراق متصدياً لازمات خلقها تجار الحروب والمتلاعبين بقوت الشعب العراقي؟ وكم.. وكم.. وكم لقد كان بحق جيشاً عقائدياً للحرب والاعمار يفخر به العرب والاصدقاء قبل العراقيين، ويرتجف عند ذكر اسمه الاعداء.
كان ذلك قبل ان تخرب السلطات المفسدة عقيدته العسكرية الصرفه، وتخترق صفوفه بافكارها الهدامة فتضعف وطنيته لتحصرها في حزبية مقيتة ضعيفة، وتحجم دوره في الدفاع عن السلطة الجائرة وتقحمه -مرغماً- في قمع ابناء شعبه ثم تزجه في حروب عبثية مزاجية غير متكافئة، ليفقد بعد ذلك دوره الاصيل في الدفاع عن العراق وبنائه واعماره ويفقد معها ثقة شعبه والعرب ما اصابه بالتراجع والاحباط والنكوص والترهل ثم ليأتي بعد ذلك “بريمر” فيطلق عليه رصاصة الرحمة فيهوي مثل جواد اصيل ساقه هوج قائده الى كمين محكم.
واليوم اذ ينهض هذا الجواد العربي الاصيل من كبوته ليملأ الدنيا بصهيله وعنفوانه وينطلق النسر البابلي السومري الآشوري من رماده ليعيد للاجواء العراقية عزتها ومنعتها في هذا اليوم احوج ما نكون فيه الى جيش وطني قادر على توحيد ابنائه وحماية شعبه وارضه ومكتسباته تنطلق اصوات الشكوك والظنون والتحسب والترقب من اطراف عراقية وعربية مجاورة تعترض على طريقة ونوعية تسليح هذا الجيش بحجج وذرائع واهية! والعجب العجاب اننا كنا نتوقع صدور الاعتراض من اسرائيل وحلفائها!! والعجب الاخر ان العراق بشعبه وتعاقب انظمة حكمه لم يعترض في يوم من الايام على صفقات الاسلحة الخرافية التي تعقدها دول الجوار وغير الجوار ومهما كانت متنوعة وفتاكة!.
ان اعادة جيش العراق الى وضعه اللائق عدة وتسليحاً وعدداً مفخرة لكل العراقيين والعرب خاصة بعدما تخلص من السياسات الهوجاء الغاشمة الانفعالية وصار يدار من قبل قيادات ديمقراطية متحضرة، والاولى ان يطمئن الجميع من اصحاب التوجس بدل ان يضعوا انفسهم في خانة المعترضين، والاولى ان يلحوا على اميركا بتجهيز وتسليح هذا الجيش الذي دمرته مثلما سارعت بتجهيز جيش جورجيا الذي لم تحله و لم تدمره!.الاولى لهم ذلك بدل التشكيك والتوهين والتضعيف من اجل غايات لم تعد خافية حتى على الطفل المميز.ولو كانوا يحملون ذرة من وطنية لوضعوا مصلحة العراق فوق مصالحهم الطائفية والشخصية والفئوية.
الصولات الاخيرة لجيش العراق المقدام كشفت الوجه الحقيقي لشركاء العملية السياسة ومازت الوطني منهم ومدعي الوطنية.فما ان هبت جحافله ملحقة الهلاك بمجرمي القاعدة ومطاردتهم في صحراء الرمادي الشاسعة وما ان انقض الابطال على حواضن اولئك المتشردين حتى ارتفعت عقيرة البعض بالاستنكار والتظلم وتدافعت فضائياتهم وصحفهم واقلامهم المأجورة دفاعا عن حقوق المجرمين المهدورة ونيلا من الجندي العراقي الذي يقدم روحه الغالية لانقاذ العراق من اولئك الشراذم الاوباش للدرجة التي يشتبك فيها برلماني مطلوب للعدالة واخوته وافراد حمايته مع القوة التي تنفذ اوامر القبض بحق المجرمين !!.وبالرغم من استشهاد احد ابطال تلك القوة واستسلام النائب الارهابي بعد نفاد ذخيرته تواصلت اصوات تلك الجهات مهددة ومتوعدة ومستنفرة عشائر الغربية وكأنها تصد قوات غازية للعراق وشعبه !!.
ان هذه الصولة وحدت العراقيين ودحرت الارهاب الوافد من سلطانات العربان ولقنت الخارجين على القانون درسا في الوطنية وفضحت اصحاب المشاريع الهدامة ذيول الخليج وعبيد دولارات امراء الوراثة .