23 ديسمبر، 2024 2:56 م

جيش العراق

جيش العراق

يسمّيه الإعلام العربي وخصوصا القنوات الفضائية الممولة من السعودية بجيش المالكي , ويسمّيه بعض السياسيون وبعض النوّاب وبعض رجال الدين والخطباء بمليشيات المالكي أو مليشيات الحكومة , فهذا الجيش ومنذ تأسيسه بعد سقوط النظام الديكتاتوري المجرم على أنقاض الجيش العراقي السابق الذي حلّ بأمر من الحاكم المدني في العراق بول بريمر , لم يلقى التأييد من قبل أبناء محافظات الغرب العراقي , بحجة أنّ الاحتلال الأمريكي هو من أسس هذا الجيش , وكان يسمّوه قبل رحيل الاحتلال بجيش الاحتلال , وكأنّ الجيش العراقي السابق لم يؤسسه الاحتلال البريطاني في مؤتمر القاهرة المنعقد في آذار عام 1921 برئاسة وزير المستعمرات البريطانية ونستون تشرشل , والحقيقة انّ هذه الذريعة أريد لها أن تكون غطاءا لمواقف معادية لهذا الجيش , والجميع يعرف الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا العداء المعلن , فهي المعادلة الطائفية التي تأسس بموجبها الجيش العراقي السابق والقائمة على اساس مبدأ الدولة المتمذهبة , فهذه المعادلة لم تعد قائمة واستبدلت بالتمثيل النسبي لكل مكوّن من مكونات الشعب العراقي , بالرغم من أنني أقف بالضد تماما من موضوع المحاصصات الطائفية , وخصوصا في مؤسسة الجيش والأمن الداخلي , لكنّه ليس جيش المالكي وليس مليشيات الحكومة , بل هو جيش العراق .
لكن وللأسف الشديد لا زال الكثير من أصحاب العقول الخاوية والذين لا زالوا حتى هذه اللحظة يحلمون بعودة عقارب الساعة إلى الوراء يطلقون على هذا الجيش الذي اختلطت فيه دماء أبناء الشعب العراقي السني منهم والشيعي والكردي والتركماني في الذود عن الوطن والدفاع عن المقدّسات والعرض , لا زالوا يطلقون عليه بجيش المالكي أو مليشيات الحكومة , وكل هذه التسميات تنطلق من بعد واحد هو البعد الطائفي , وكأنّ هذا الجيش حكرا على المكوّن الشيعي .
وتسميته بجيش المالكي لم تأتي اعتباطا , بل هي تسمية يراد منها سحب الشرّعية من هذا الجيش و إضفاء شرّعية للمجاميع الإرهابية والمجاميع الخارجة عن القانون بمقاتلة هذا الجيش والتصدي له , وقد ساعد الإعلام المعادي للعراق ونظامه الجديد على ترسيخ هذا الشعور عند البعض من أبناء المكوّن السنّي , بحيث أصبح البعض لا يتردد بالدعوة لقتال هذا الجيش أو إطلاق التحذيرات له من الدخول إلى المدن , بحيث وصل الأمر لأحد السفهاء من أبناء الفلوجة ( طارق المحمدي ) , أن يصرّح لقناة العربية الفضائية أنّهم وداعش أخوة ولا خلاف بينهم وأنّ عدوهم الأول هو نوري المالكي وجيشه , وبطبيعة الحال فإنّ هذا الشحن ضد الجيش العراقي قد سبقته بيانات وفتاوى من بعض رجال الدين كالسعدي والرفاعي تدعوا أبناء سنّة العراق للاستنفار وحمل السلاح لقتال جيش الحكومة .
وفي هذا الظرف العصيب الذي يمر به بلدنا وشعبنا العراقي , أتوجه لأهلنا في الرمادي والفلوجة
وأقول لهم أنّ الجيش العراقي هو جيشكم , يدافع عنكم ويحميكم ويحمي أعراضكم من أوباش داعش والقاعدة , فهؤلاء الكلاب المتوّحشون لا دين لهم ولا رحمة ولا ضمير , وإن تولوكم لا سامح الله لن يتركوا عرضا إلا وهتكوه , وأعمالهم الوحشية في سوريا يندى لها جبين الإنسانية , فلا تاخذكم العزّة بالأثم وتصطّفوا مع الشيطان , وحينها لن ينفع الندم , فكونوا مع جيشكم وساندوه , فقد جاء لإنقاذكم من هؤلاء الوحوش .