17 نوفمبر، 2024 8:27 م
Search
Close this search box.

جيشنا.. عنفوان وطن

جيشنا.. عنفوان وطن

امتدادا لجيوش آشور وسنحاريب ونبوخذنصر التي غطت مطالع الشمس ومغاربها وارتباطا بفيالق المثنى وسعد والرشيد والمعتصم، واتصالا بسرايا المعتصم وصلاح الدين، انبثق فوج موسى الكاظم قبل خمسة وتسعين عاما معلنا نهوض الجواد العراقي الأصيل من كبوته، جامحا بصهيله الأخاذ، جاهدا في تنظيم ورص صفوف العاديات الموريات المغيرات لردع المتجاوزين وزجر الطامعين ودحر المعتدين متعهدا -تعهد الكفيل الضامن- بحماية شعبة وصيانة ثوابته. وملتزما التزام النشامى الأباة بالذود عن مقدرات العراق ومنجزاته برا وبحرا وسماءا.
وطيلة مساره المشرف، وصولاته التي ملأت مفاخرها الآفاق وعبرت الحدود ودارت مع الفلك المدوي، ومواقفه المشهودة في دعم وأسناد اشقائه في معارك المصير والتحرير. طيلة تلك الحقب الموجعة بتراجع العنفوان العربي وانحسار مده، المأزومة بترادف الهزائم والنكبات والأنتكاسات المقحومة بتعاقب الحكومات والممالك والجمهوريات، ظل جيش العراق طودا شامخا اشما مهابا تُحسب لصولاته جيوش الطامعين الف حساب. حتى تسربت الى عقيدته الوطنية الاصيلة -وفي غفلة من غفلات الزمن- عدوى الايديولوجية الحزبية الضيقة، وتسللت الى عرينه -بخبث- أوبئة الطائفية والعنصرية البغيضة، ثم تسلمت زمام اموره قيادات متطفلة لا تمت لاحترافه ومهنيته العالية بصلة، اضعفت اداءه وفككت نسيجه المحكم، واحالته اداة قمعية للرعب وكتم الاصوات الرافضة للظلم والتصدي لانتفاضات الجماهير التي انبثق من رحمها، وصيرته سياساتها الهوجاء حامية طيعة لحراسة السلطان وتنفيذ شطحات نزقه وحروبه العبثية، لتلقيه بعد تلك الاستهانة -عن عمد وجهل وسوء تقدير- في نهاية مأساوية تمناها له حساده واعداؤه حيث تجندل كفارس بهي، كبا حصانه ونبا سيفه وخذله انصاره. فتروى غير يائس، وصبر غير مستسلم ليعاود الكرة لاويا عنان حقب التسلط والامتهان مذكرا بصولاته التي حفرت في خارطة الوطن العربي اروع الملاحم وتركت اوثق البصمات.
وحتى لا تتكرر الكبوات، وحتى لا تذهب العبر والتجارب والدروس سدى وحتى لا تتعدد الولاءات يتوجب على المخلصين ممن يعنيهم مصير العراق ومستقبل اجياله ان يضعوا ضرورة حيادية الجيش كأول لبنة في صرحه الجديد، وأن يحرصوا على اختيار القيادات الكفوءة التي لا تنعق وراء كل ناعق، لا تتلاعب بها الأهواء ولا تتجاذبها الميول، ولا تدفعها العصبية.. وان يقدموا متطلبات هذا الجيش وتعبئته ومستلزماته العصرية على كل الاولويات وان يحرصوا على تثقيفه وتطويره بما يتناسب وحجم التحديات، وما وصلت اليه الماكنة العسكرية الحديثة. فقوته وعنفوانه تعني شموخ العراق.. تعني سيادته واستقلاله ومنعته.. تعني امنه واستقراره.. تعني ازدهار اقتصاده وعمرانه.. تعني اطمئنان ورفاه شعبه الصابر.

أحدث المقالات