18 ديسمبر، 2024 6:06 م

جيرترود بِيل تَطَلَّب، قَصْف العِرَاق بِالغَازَاتِ السَّامَّة

جيرترود بِيل تَطَلَّب، قَصْف العِرَاق بِالغَازَاتِ السَّامَّة

فِي البِدَايَةِ لَا أُرِيدَ أَنْ يُفَهِّمَ مِنْ هَذَا المَقَالِ أَنَّنِي ضِدَّ تَحْرِيرٍ ثَانِي أَكْبَرِ مُحَافَظَة عِرَاقِيَّة مِنْ عِصَابَةٍ إِجْرَامِيَّة، اِرْتَكَبْتُ أَشْنَعَ الجَرَائِمِ بِحَقِّ سُكَّانِ المَوْصِلِ وَسَهْلِ نينوى، وَبِحَقٍّ التَّأْرِيخ وَالتُّرَاث العِرَاقِيُّ، وَأَنَّ أَبْطَالَ القُوَّاتِ المُسَلَّحَةُ يُقَدِّمُونَ أَرْوَاحَهُمْ فِدَاءًا لِلوَطَنِ كُلَّ يَوْمٍ مُنْذُ أَنْ بَدَأْتُ المَعْرَكَةَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ. لَكِنَّي هُنَا أَرْبُطُ بَيْنَ أَحْدَاثٍ قَدِيمَةٍ تَخُصُّ وَطَنَنَا العِرَاقِ عِنْدَمَا كَانَ تَحْتَ الاِحْتِلَالِ البِرِيطَانِيِّ أَثْنَاءَ وَبَعْدَ الحَرْبِ العَالَمِيَّةِ الأُولَى، فَقَدْ تَمَّ مُؤَخَّرًا الكَشْفِ عَنْ رِسَالَتَيْنِ، أَرْسَلَتْهَا ضابطة المُخَابَرَات البِرِيطَانِيَّة جيرترود بِيل، تَطْلُبُ فِي إِحْدَاهُمَا قَصْفَ العِرَاقِ بِالغَازَاتِ السَّامَّةِ بِهَدَفِ التَّدْرِيب؟! وَبِين مَا يُوَاجِهُهُ العِرَاقُ مِنْ تَدْمِيرٍ مُمَنْهَجٍ، مُنْذُ الاِحْتِلَالِ الأَمِيرْكِي وَحَتَّى الْيَوْم.

وَلَيْسَ بِبَعِيدٍ عَنَا اِسْتِخْدَامُ الجَيْشِ الأَمِيرْكِيِّ وَالبِرِيطَانِيِّ، اليورانيومُ المنضَّب فِي الصَّوَارِيخِ وَالقَنَابِلِ الَّتِي قُصِفُوا بِهَا المُدُنَ فِي حَرْبِ الخَلِيجِ الثَّانِيَةُ (عَاصِفَةُ الصَّحْرَاءِ)، 1991، وَمِنْ ثَمَّ حَرْبُهُمْ عَلَى العِرَاقِ عَامَ 2003 وَاِسْتِخْدَامُهُمْ أَسْلِحَةٌ أَكْثَرُ تَطَوُّرًا وَفَتْكًا وَتَدْمِيرًا، وَلَنَا أَنْ نَتَخَيَّلَ التَّطَوُّرُ الحَاصِلُ بَيْنَ جِيلِ أَسْلِحَةٍ عَامَ 91 و 2003 وَنِهَايَةُ عَامَ 2016.

اليورانيومُ المنضّب هُوَ نَاتِجٌ عَرَضِيٌّ مِنْ اليورانيومِ المُخْصِبِ اللَّازِمِ لِتَشْغِيلِ المُفَاعِلَاتِ النَّوَوِيَّةَ. أَنَّهُ تَقْرِيبًا يُمَثِّلُ نِسْبَةً 0.7 مِنْ المَوَادِّ المُشِعَّةِ قِيَاسًا إِلَى اليورانيومِ الطَّبِيعِيِّ، أَنَّهُ عَالِي الكَثَافَةُ يَجْعَلُهُ مِثَالِي لِقَاذِفَاتٍ خَارِقَةٍ لِلدُّرُوعِ، وَالمَوَاقِعُ المُحَصَّنَةُ، مِثْلَ صَوَارِيخَ PGU 14 وَبَعْضُ قَذَائِفِ الدَّبَّابَاتِ، وَالتَّعَرُّضُ لَهُ يُؤَدِّي لِتَلَفِ الجِهَازِ التَّنَفُّسِيُّ، وَتَدْمِيرٌ لِلجِهَازِ العَصَبِيِّ، وَأَنْوَاعٌ عَدِيدَةٌ مِنْ السَّرَطَانَاتِ، بِالإِضَافَةِ لِلتَّشَوُّهَاتِ الخِلْقِيَّةِ لِلأَطْفَالِ حَدِيثِي الوِلَادَةِ، وَالعَقَمُ عِنْدَ النِّسَاءِ. هُنَاكَ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ مُوَقِّعًا فِي مَنَاطِقَ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ العِرَاقِ مُلَوَّثَةٍ بِمُسْتَوَيَاتٍ عَالِيَةٍ مِنْ الإِشْعَاعَاتِ وَبَقَايَا آثَارِ سَمِّيَّةٍ، لَهَا آثَارٌ كارثية عَلَى الطَّبِيعَةِ (التُّرْبَةُ وَالهَوَاءُ وَالمِيَاهُ) وَالإِنْسَانُ.

وَمِنْ المَعْرُوفِ أَنَّ ظَاهِرَةَ الولادات المُشَوَّهَةُ خِلْقِيًّا فِي البَصْرَةِ، وَمِنْهَا أَطْفَالٌ بِلَا أَيْدِي أَوْ أَطْرَافٌ مَعْرُوفَةٌ، وَأَنَّ النِّسَبَ المِئَوِيَّةَ قِيَاسًا إِلَى مَا قَبْلَ حَرْبِ عَاصِفَةِ الصَّحْرَاءِ مُرْتَفِعَةٍ إِلَى دَرَجَةٍ مُخِيفَةٍ، فَقَدْ تَعَرَّضَتْ مَدِينَةٌ البَصْرَةُ وَمَا حَوْلَهَا لِقَصْفٍ مُرَكَّزٍ بِقَذَائِفِ اليورانيومِ المنضّب.
مَنْ يَعْرِفُ نَوْعِيَّةَ القَنَابِلِ وَالصَّوَارِيخِ الَّتِي تُسْقِطُهَا الطَّائِرَاتُ الأَمِيرْكِيَّةَ، عَلَى المُدُنِ العِرَاقِيَّةِ، وَعَلَى مَدِينَة المُوصِلُ بِالتَحْدِيدِ مُنْذُ فَتْرَةٍ لِيست بِالقَصِيرَةِ، المَدِينَةُ الَّتِي اِحْتَلَّهَا دَاعَشْ، بِعِصَابَةٍ تُقَدِّرُ بِ 400 مُجْرِمٍ، بَعْدَ أَنْ تَخَلَّتْ عَنْهَا قُوَّاتٌ عِرَاقِيَّةً كَبِيرَةً يَصِلُ عَدَدُهَا إِلَى 70 أَلْفِ جُنْدِيٍّ وَضَابِطٍ، وَمُعَدَّاتٌ عَسْكَرِيَّةً ضَخْمَةً وَحَدِيثَةً بِمِلْيَارَاتِ الدُّولَارَاتِ؟ هُنَا أَتَسَاءَلُ هَلْ هُنَاكَ أَيَّةٌ مُرَاقِبَةً مِنْ مُنَظَّمَاتِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ، وَالمُنَظَّمَاتُ الإِنْسَانِيَّةَ الأُخْرَى؟ أَوْ حَتَّى مِنْ المُنَظَّمَاتِ التَّابِعَةِ لِلأُمَمِ المُتَّحِدَةِ، لَنْ أُطَالِبَ الحُكُومَةَ وَالبَرْلَمَانَ العِرَاقِيَّ بِذَلِكَ، فَأَنَّهُمْ صنيعة مِنْ وَضْعِهِمْ عَلَى هَرَمِ السُّلْطَةِ فِي العِرَاقِ. وَأَنَّ جَرِيمَةَ تَسْلِيمِ هَذِهِ المُدُنِ إِلَى دَاعَشْ يَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّتَهَا بِالكَامِلِ رَئِيسُ الوُزَرَاءِ السَّابِقُ وَكُلِّ الطَّاقِمِ العَسْكَرِيِّ مِنْ جِنِرَالَاتٍ وَضُبَّاطِ الدَّمْجِ، وَالأَحْزَابُ الإِسْلَامِيَّةَ.

يَبْدُو أَنَّ الإِدَارَةَ السِّيَاسِيَّةَ وَالعَسْكَرِيَّةَ الأَمِيرْكِيَّةَ، رُبَّمَا لَمْ تَنْجَحْ فِي تَدْمِيرِ كُلٍّ المنشاءات العِرَاقِيَّةُ، فَوَجَدَتْهَا فُرْصَةً لِتَدْمِيرٍ مَا تَبْقَى مِنْ مَصَانِعَ وَ وَالجُسُورُ وَالمُسْتَشْفَيَاتُ، وَمَحَطَّاتُ تَوْلِيدِ الكَهْرَبَاءِ وَالمِيَاهِ وَالمَبَانِي الحُكُومِيَّةَ وَالتَّعْلِيمِيَّةَ، وَالآبَارُ النَّفْطِيَّةَ وَالمَصَافِي وَقُتِلَ الأَبْرِيَاءُ مِنْ المَدَنِيِّينَ، وَكَأَنَّهَا فُرْصَةٌ لِمُعَاقَبَةِ المُدُنِ الَّتِي لَمْ تَقْبَلْ بِالاِحْتِلَالِ.

قَبْلَ أَسَابِيعَ، قَرَأْتُ فِي جَرِيدَةٍ الكارديان البِرِيطَانِيَّةِ، عَنْ مَعْرِضٍ مُقَامٍ فِي المَتْحَفِ المُخَصَّصِ لِلحَرْبِ العَالَمِيَّةِ الأُولَى، مَعْرِضٌ عَنْ جيرترود بِيل Gertrude Bell فِي مَتْحَفِ Kirkleatham، خِلَالَ الحَرْبِ العَالَمِيَّةِ الأُولَى، وَفِي رِسَالَةٍ لَهَا، تَمَّ عَرْضُهَا، اِقْتَرَحْتُ عَلَى قَادَةِ سِلَاحِ الطَّيَرَانِ المَلَكِيِّ الَّذِي شَكَّلَ مُؤَخَّرًا، اِسْتِخْدَامُ العِرَاقِ كَمَوْقِعٍ تَجْرِيبِيٍّ لِتَحْسِينٍ تُكِنِّيكَ أُسْلُوبُ القَصْفِ عَلَى قُرًى صَغِيرَةٍ مَعْزُولَةٍ مُتَفَرِّقَةٍ فِي البِلَادِ، هَذَا مَا كَتَبَهُ البَاحِثُ الصُّحُفِيُّ، جوس بينينكتون Gus Penningto فِي الكارديان لِيَوْمٍ 10/11/2016 وَأَضَافَتْ بِيل “لِأَنْ ذَلِكَ قَدْ يُثَبِّتُ أَنَّهُ مِيْدَان تَدْرِيبٌ مِثَالِيٌّ وَبِعِيْد عَنْ عُيُونٍ الفُضُولِيَّيْنِ”.

وَقَدْ قَدَّمْت مَسَّ بِيل اِقْتِرَاحًا مُمَاثِلًا إِلَى النُّخْبَةِ العَسْكَرِيَّةِ، فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِاِسْتِخْدَامِ أَلْغَازٍ الكِيمِيَاوِيِّ فِي سَاحَةِ المَعْرَكَةِ، وَالَّذِي كَانَ مِنْ الصَّعْبِ السَّيْطَرَةَ عَلَى اِنْتِشَارِهِ بِدَرَجَةٍ مَقْبُولَةٌ آنَذَاكَ، عِنْدَمَا أَسْتَخْدِمُ لِلمَرَّةِ الأُولَى فِي الجَبْهَةِ الغَرْبِيَّةِ.

وَالسَّبَبُ الَّذِي دَعَاهَا لِتَقْدِيمٍ هَذَا الاِقْتِرَاحَ، كَانَ الْجَيْش البِرِيطَانِيُّ، قَدْ بَدَأَ بِاِسْتِخْدَامٍ، الغَازُ السَّامُّ فِي بِدَايَةِ الحَرْبِ العَالَمِيَّةُ الأُولَى بَعْدَ أَنْ اِسْتَخْدَمَتْهُ القُوَّاتُ الأَلْمَانِيَّةُ، فِي نِيسَانِ – أَبْرِيلُ 1915 فِي مُقَاطَعَةٍ “أَيَبَرُّ” البِلْجِيكِيَّةُ ضِدَّ القُوَّاتِ الفَرَنْسِيَّةِ وَالبِلْجِيكِيَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ لَدَيْهُ خِبْرَةً وَتَجَارِبُ كَافِيَةٌ فِي هَذَا المَجَال، وَقَدْ أَدَّى اِسْتِخْدَامَهُ لِلغَازِ إِلَى إِصَابَةِ جُنُوده بِهِ.

وَمِنْ الأَمْثِلَةِ عَلَى ذَلِكَ، حِينَ بَدَأَ البِرِيطَانِيُّونَ هُجُومٌ بِالغَازِ السَّامِّ فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِينَ مِنْ سِبْتَمْبَرَ عَامَ 1915، فَبَعْدَ نَشْرِ الغَازِ أَمَامَ الجُنُودِ البِرِيطَانِيِّينَ لِيَتَمَكَّنَ الْجَيْش البِرِيطَانِيُّ مِنْ السَّيْطَرَةِ عَلَى خَنَادِقِ العَدُوِّ بِسُرْعَةٍ قَبْلَ أَنْ يُحْصِنَهَا مَرَّةً أُخْرَى، هَبَّتْ رِيَاحٌ أَرْجَعَتْ الغَازَ إِلَى الجُنُودِ البِرِيطَانِيِّينَ، وَأُصِيبَ العَدِيدُ مَنِّهُمْ بِالاِخْتِنَاقِ. وَمَاتَ المِئَاتُ مِنْهُمْ، لِهَذَا كَانَ يَجِبُ، اِسْتِخْدَامُ الغَازِ السَّامِّ فِي ظُرُوفٍ جَوِّيَّةٍ مُنَاسِبَةِ قَبْلَ البَدْءِ بِالهُجُومِ.

وَكَانَ مِنْ المُهِمِّ بِالنِّسْبَةِ لِلجَيْشِ البِرِيطَانِيِّ أُجَرَاءُ تَجَارِبَ عَلَى اِسْتِعْمَالِ سِلَاحِ الغَازِ وَالسَّيْطَرَةِ عَلَيْهِ. وَلَمْ تَجِدْ السَّيِّدَةُ بِيل غَيْرَ أَرْضِ العِرَاقِ لِإِجْرَاءِ التَّجَارِبِ، فَقَدَّمَتْ اِقْتِرَاحًا مُمَاثِلًا إِلَى النُّخْبَةِ العَسْكَرِيَّةِ، وَهَذِهِ المَرَّةَ، فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِاِسْتِخْدَامِ الغَازِ الكِيمِيَائِيِّ السَّامِّ فَوْقَ الأَرَاضِي العِرَاقِيَّةِ. وَكَانَ تْشِرْشِل تَحْدِيدًا مُصِرًّا آنَذَاكَ عَلَى اِسْتِخْدَامِ الأَسْلِحَةِ الكِيمِيَائِيَّةِ، وَكَانَ يَحُثُّ الدَّوَائِرَ العَسْكَرِيَّةَ دَائِمًا عَلَى اِخْتِبَارِ هَذِهِ الأَسْلِحَةِ وَتَجْرِبَتِهَا ضِدَّ العَرَبِ الَّذِينَ يَخْلُقُونَ التَّوَتُّرَاتِ وَالأَزَمَاتِ ضِدَّ الاِحْتِلَالِ البِرِيطَانِيِّ، وَقَدْ صَرْحٌ بِذَلِكَ بِوُضُوحٍ “إِنَّنِي أُؤَيِّدُ بِشِدَّة اِسْتِخْدَامِ الغَازَاتِ السَّامَّة لترويع القَبَائِلَ غَيْرَ المُتَمَدِّنَة.”

وَعِنْدَمَا بدءت القَبَائِلُ العَرَبِيَّةَ وَالكُرْدِيَّةَ بِالتَّمَرُّدِ وَحَمْلِ السِّلَاحِ ضِدَّ الإِنْكِلِيزُ، بَدَأَتْ الهَجَمَاتُ البِرِيطَانِيَّةُ عَلَى القُرَى العِرَاقِيَّةِ وَقَالَ هاريس قَائِدَ سِرْبِ الطَّائِرَاتِ البِرِيطَانِيَّةِ : “إِنَّ العَرَبَ وَالأَكْرَادُ يَعْرِفُونَ الآنَ مَا يَعْنِيهُ القَصْفُ الحَقِيقِيُّ، فَخِلَالَ 45 دَقِيقَةً نَسْتَطِيعُ تَدْمِيرَ قَرْيَةٍ وَقُتِلَ أَوْ جُرْحُ ثُلْثِ سُكَّانِهَا، وَكُلُّ ذَلِكَ بِالاِسْتِفَادَةِ مِنْ 4 أَوْ 5 آلِيَّات، وَبِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ سَوْفَ لَنْ يَبْقَى لِهَؤُلَاءِ مَجَالٌ لِفِعْلِ شَيْءٍ، بَلْ وَلَا حَتَّى لِلهُرُوبِ وَالفِرَار”.

فِي مَجَلَّةِ الثَّقَافَةِ الإِسْتِرَاتِيجِيَّةِ، نَشَرَ مَقَالٌ بِعُنْوَان : (الوِلَايَاتُ المُتَّحِدَةُ تُؤَكِّدُ أَنَّهَا تَسْتَخْدِمُ اليورانيومَ المنضب فِي سُورِيَا) وَقَدْ اِعْتَرَفَ الجَيْشُ الأَمِيرْكِيُّ بِاِسْتِخْدَامِ اليورانيومِ المنضّب (DU) فِي قَذَائِفَ مُضَادَّةٍ لِلدَّبَّابَاتِ فِي مُنَاسَبَتَيْنِ فِي عَامٍ 2015، ضَرَبَاتٌ جَوِّيَّةً مُدَمِّرَةُ ضِدَّ قَوَافِلِ الشَّاحِنَاتِ النَّاقِلَةِ لِلدَّوْلَةِ الإِسْلَامِيَّةِ (دَاعَشْ). مِنْ خِلَالِ اِسْتِقْصَاءٍ أُولَى مَنْ أَجْرَاهُ المُرَاسِلُ صاموئيل واكفورد Samuel Oakford تَمَّ اِسْتِخْدَامُ ذَخَائِرِ اليورانيومِ المنضب مِنْ قِبَلِ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ فِي أُكْتُوبَرِ / تِشْرِين الأَوَّل عَامَ 2016. وعندم تَمَّ الكَشْفُ عَنْ ذَلِكَ، أُثِيرَتْ أَسْئِلَةٌ مُنْذُ ذَلِكَ الحِينِ، حَوْلَ هَذِهِ المَسْأَلَةِ.

وَوَفْقًا لِلمُتَحَدِّثِ بِاسْمِ القِيَادَةِ المَرْكَزِيَّةِ الأَمْرِيكِيَّةِ اللِّوَاءِ جُو جَاكُ، Josh Jacques، أَطْلَقْتُ مَا مَجْمُوعُهُ 5265 قَذِيفَةً مِنْ اليورانيومِ المنضّب، مَعَ تَرْكِيبَةٍ أُخْرَى مِنْ القَذَائِفِ الحَارِقَةِ، فِي عَامٍ 2015 وَقَدْ تَسْتَخْدِمُ الوِلَايَاتُ المُتَّحِدَةُ الذَّخَائِرَ مَرَّةً أُخْرَى. كَمَا قَالَ المَسْؤُولُ أَنَّهُ “سَوْفَ نَسْتَمِرُّ فِي النَّظَرِ فِي جَمِيعِ الخِيَارَاتِ خِلَالَ التَّخْطِيطِ التَّشْغِيلِيِّ لِهَزِيمَةِ دَاعَشْ، وَهَذَا يَشْمُلُ قَذَائِفَ اليورانيومِ المنضب”.

فِي حِينِ أَنَّ المُتَحَدِّثُ الرَّسْمِيُّ لِلعَمَلِيَّاتِ العَسْكَرِيَّةِ جُون مُور John Moore، كَانَ قَدْ صَرَّحَ عَامَ 2015، “إِنَّ الطَّائِرَاتِ الأَمِيرْكِيَّةَ وَالتَّحَالُفَ، لَمْ وَلَنْ يَسْتَخْدِمُوا ذَخَائِرَ اليورانيومِ المنضّب فِي العِرَاقِ وَسُورِيَا لِلقَضَاءِ عَلَى دَاعَشْ.” الآنَ يَمّكُنَّ لِلمَرءِ أَنْ يَرَى أَنَّ هَذِهِ التَّصْرِيحَاتِ غَيْرُ صَحِيحَةٌ. كَمَا يَقُولُ كَاتِبُ المَقَالِ بِيتِر كورزون peter KORZUN فِي 21 شُبَاطِ – فِبْرَايِرُ 2017..

نُبْذَةٌ سَرِيعَةٌ عَنْ مَسِّ بِيل

جيرترود بِيل (14 تَمُّوز 1886 – 12 تَمُّوز 1926 ) بَاحِثَةٌ وَعَالِمَةٌ آثَار تَخَرَّجَتْ مِنْ جَامِعَةِ أُكْسفُورد فِي مَجَالِ التَّأْرِيخِ وَالآثَارِ، كَانَتْ تَتَحَدَّثُ اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ بِشَكْلٍ جَيِّد، سَافَرَتْ إِلَى الصَّحْرَاءِ العَرَبِيَّة، وَتَقْدِيرًا لِاِسْتِكْشَافِهَا مَنَحَتْ وِسَامًا ذَهَبِيًّا مِنْ قِبَلِ الجَمْعِيَّةِ الجُغْرَافِيَّةِ المَلَكِيَّة، عَمْلت كَمُوَظَّفَةٍ إِدَارِيَّةٍ فِي شَرِكَةٍ الهِنْدُ الشَّرْقِيَّة التَّابِعَةِ لِوِزَارَةِ المُسْتَعْمَرَات البِرِيطَانِيَّةِ، وَلَمَّا كَانَتْ عَلَى خِبْرَةٍ وَمَعْرِفَةٍ وَعَلَاقَةٍ برؤوساء العَشَائِر العِرَاقِيَّة اُخْتِيرَتْ لِتَعْمَلَ كَضَابِطِ اِرْتِبَاطٍ، وَكَانَتْ بِذَلِكَ أَوَّلُ ضَابِطِ مُخَابَرَاتِ نَسَوَي فِي الجَيْشِ البِرِيطَانِيِّ، وَاُلْتُحِقَتْ بِالمَكْتَبِ السِّيَاسِيِّ لِلسَّيْرِ برسي كوكس فِي البَصْرَةِ، أَثْنَاءَ الحَرْبِ العَالَمِيَّةِ الأُولَى 1914 وَبَعْدَ اِحْتِلَالِ بَغْدَاد مِنْ قِبَلِ الجِنِرَالِ مود، فِي آذَار عَامَ 1917 أَصْبَحَتْ سِكْرِتِيرَةً لِلشُّؤُونِ الشَّرْقِيَّة، حَيْثُ سَاهَمَتْ فِي وَضْعِ الإِطَارِ السِّيَاسِيِّ لِلدَّوْلَةِ العِرَاقِيَّةِ المُقْبِلَة.

وَقَدْ اِخْتَارَهَا وَزِيرُ المُسْتَعْمَرَات وِنْسْتُون تْشِرْشِل، لِلمُشَارَكَةِ فِي مُؤْتَمَرِ القَاهِرَةِ عَام 1921 حَوْلَ مُسْتَقْبَلِ العِرَاق، إِثْرَ ثَوْرَةِ عَشَائِرِ الفُرَاتِ، وَبِذَلِكَ كَانَتْ المَرْأَةُ الوَحِيدَةُ مِنْ بَيْنَ 39 رَجُلًا، وَهِيَ الَّتِي اِقْتَرَحَتْ مَعَ تُومَاس أَدُوَارْد لُورَانْس (لُورَانْس العَرَب) قِيَامَ مَجْلِسٍ تَأْسِيسِيٍّ لِلدَّوْلَةِ العِرَاقِيَّةِ بِهَدَفِ اِخْتِيَار، الأَمِير فَيْصَل بِنْ الحُسَيْن، مَلَكَا عَلَى العِرَاق.

عُرفْت مَسَّ بِيل فِي التَّأْرِيخِ العِرَاقِيِّ الحَدِيثِ بِلَقَبِ “الخاتون”. وَتُعْتَبَرُ أَوَّلَ اِمْرَأَةٍ فِي التَّأْرِيخ، تُدَوِّنُ يَوْمِيَّاتُهَا، وَمَوَاقِفُهَا مِنْ الأَحْدَاثِ السِّيَاسِيَّةِ وَمِنْ الشَّخْصِيَّاتِ الَّتِي عَرَفَتْهَا، فَقَدْ بَلَغَ عَدَدُهَا 16 مُجَلَّدًا وَأَرْبَعِينَ كُتَيِّبًا صَغِيرًا، كَمَا كَتَبَتْ 1600 رِسَالَةً، تَحَمُّلُ اِنْطِبَاعَاتِهَا وأرائها الصَّرِيحَةُ، وَالجَارِحَةُ فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ. بِالإِضَافَةِ إِلَى 7000 ألاف صُورَةُ تَشَكُّلٍ لِلبَاحِثِ مَصْدَرًا هاما للدارسات فِي مُخْتَلِفِ الجَوَانِبِ الإجتماعِيَّةَ. تَوَفَّيْت مس بِيل عَنْ عُمْرٍ نَاهَزَ 57 عَامًا، ودُفِنتْ فِي مَقْبَرَة الإِنْكِليز فِي بَابِ المُعْظَم، فِي بَغْدَاد..