هنالك شاعر باع بيته بسعر رخيص فلامه الناس فقال يلومونني ان بعت بالرخص منزلي … ولم يعلموا جارا هناك ينغص… فقلت لهم كفوا الملام فانما…. بجيرانها تغلو الديار وترخص .
وباع اعرابي داره فقيل له لم بعت دارك ؟ فاجاب لقد بعت جاري
كان للامام الصادق عليه السلام جار سوء يؤذيه دائما بافعاله وبالرغم من ذلك لم يرد عليه ففي احد الايام انقطعت اذيته عن الامام فسال عنه فقيل له انه مريض فسارع الى عيادته وتلبية حاجياته .
هذا الحديث عن جار الدار والذي يمكن الرحيل اذا ياسنا من التوافق ولكن كيف بجار الوطن اذا ساءت الامور معه فمن يقدر على الرحيل ؟ كيف بالخلافات التي يصطنعها الغريب ويذكيها القريب ؟ ولماذا الخلاف ؟ انه على ارض او نهر ؟ كل جارنا مسلمون ، والاسلام اوصى بالجار ، فهل سمعتم ايام الدولة الاسلامية نشب خلاف بسبب الحدود بين الاسلام والروم او الاسلام والفرس ؟ لا اتحدث عن الحروب التي شنت تحت ذريعة الفتوحات الاسلامية فانها محل اشكال وان كانت ادانة من الغرب بحق المسلمين فماذا انتم فاعلون ايها الغرب منذ قرون من الصليبية والى ال بوش وطحنون؟
ولكن اعود الى الحدود الملتهبة او المتنازع عليها ولماذا يتنازع المسلمون عليها هل لا جل توسعة الرقعة الجغرافية التي يحكمونها ؟ ان كان هنالك عدالة واحترام للانسان ويحصل على حقوقه من اي حاكم كان فلا مبرر للنزاع على هذه الحدود ، ولكن حب التسلط والرياسة هي التي جعلت هذه الفتن تنبت على الحدود ، ولا اريد الغوص في المعتقدات المذهبية فان لها شان في ذلك ولكن ليس الى درجة تازيم العلاقات والاستنجاد بالغرب لتجعل من موظفيها مراقبين دولين وان كان هذا الغطاء والا الحقيقة استخبارات امريكية وصهيونية .
ليس الحديث عن جيران العراق فقط بل العرب فيما بينهم وهم المسلمون تجد البغضاء والعداوة بين الجار لاسباب اصطنعها الاستعمار وادامها الحكام العملاء .
واما المؤسف هو على مستوى العراق فتحت ذريعة الفيدرالية والاقاليم تجد التناحر بين ابناء الشعب الواحد حتى ان كل محافظة لها قوانينها دون النظر الى عراقية المواطن وصدقوني لو شاء القدر وان تفجر بئر نفط على حدود اية محافظتين حتى وان كانت من نفس المذهب او العرق فلا استبعد ان العشائر والمسلحين يكون لهم الدور في الصراع العسكري لحسم الامر .
والامر الخطير ان ابناء بعض المحافظات لها ميولها لجار العراق على حساب دارنا بسبب القومية او المذهبية وهذا الجار هو من يساعد على تفرقة ابناء المحافظات
هنالك تنابز بالالقاب يطلقها ابناء بعض المحافظات على ابناء المحافظات الاخرى وفي نفس الوقت ساعدت الكتل السياسية باداءها المحاصصاتي على توسعة الهوة بين ابناء البلد الواحد وهذا ما يحزننا ويسعد اعداءنا .
هنالك اوراق اسمها الجنسية او البطاقة الموحدة وماشابه ذلك لها قوانينها لدرجة انها تمنح لحاملها هوية محافظته اكثر من هوية العراق فلايمكن لابن الناصرية ان يمنح هوية من كربلاء ولا لابن الرمادي من العمارة ولا لابن كربلاء من اربيل لان فيها حسابات يؤسف لها وقد تلاعب بعض السياسيين بسجلات بعض المحافظات لاسيما كركوك الحبيبة .
من المستفيد من هذه الاعمال ؟ عندما يكون الانسان قيمة عليا وغاية الحكومة فان مصطلحات الاقلية والتفرقة تذهب الى مستنقع الاستعمار .