تمر الاعوام وتختلف الوجوه وساسة العراق باقون على العهد ومواعيدهم ثابتة لا يخلفوها حتى وان تعدد السياسيون وتنوعوا فالهدف واحد فكلما اقترب موسم انتخابي رجع الساسة ليوفوا بعهدهم ويقروا عيون الفقراء بتوزيع الاغطية (البطانيات) على الفقراء .
حتى وان كان الفصل ليس شتاءاً …
فما سر العلاقة الحميمة بين السياسي العراقي و (البطانية) فقد لفت انتباهنا وجود علاقة وطيدة بينهم تثير العجب والتسائل ..
فيا ترى اهي عقدة نفسية ملازمة لهم تعاودهم في كل المواسم الانتخابية كالحساسية الموسمية ام انهم يرون الناس كما يرون انفسهم رخيصي الثمن يمكن شرائهم ببطانية كما في القول (كل يرى الناس على شاكلته)..
ام لهم من وراء ذلك اهداف وخطط ستراتيجية بعيدة الامد لما يمتلكوه من نظر بعيد الافق قد لا يصل مداه الى رؤس انوفهم..
وقد يكون هدفهم بتوزيع البطانيات على الفقراء والمعوزين هو رغبتهم في ان ينعم الفقير بنوم عميق وهانئ وان لا يشغل باله بالسياسة وهمومها ويترك هموم الحكومة على عاتق المسؤلين الساهرين على راحة الشعب وبمعنى اقرب (ضل البيت لم طيرة وطارت بي فرد طيرة) فهم لا يردون للشعب ان يصحو كي لا يشغل باله وان لا يلتفت الى الاموال التي يستولون عليها فهي ثقل ينوء بحمله فخلصوه من شرها لانها (وسخ دنيا) ولسان حالهم يردد ابيات قصيدة الشاعر الجواهري (تنويمة الجياع) حيث يقول في مطلعها ( نامي جياع الشعب نامي حرستك آله الطعامِ).