23 ديسمبر، 2024 6:01 ص

جو بايدن و العهد الجديد

جو بايدن و العهد الجديد

قبل اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية أي اثناء الحملة الانتخابية للمرشحين سمعنا الكثير من التحليلات و التوقعات من وسائل الاعلام حول نتائج هذه الانتخابات و تبعاته على المنطقة و العالم و هل السياسة الأمريكية ستتغير جذريا بعد تسلم رجل اخر رئاسة البلاد ؟
بداية يجب ان نعلم ان نظام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية ليس مثل الدول العربية اي ان الرئيس لا يستطيع تغير كل شيء او التحكم بكل شيء بمجرد جلوسه على كرسي الحكم فيها بل ان القرارات تمر بعدة مؤسسات قبل اتخاذها و هذا ما يحجم دور الرئيس داخل الدولة ،
فبالنسبة للذين يتوقعون تغيرات كبيرة بسياسات امريكا بعد تسلم جو بايدن لرئاسة البلاد اقول لهم بان ذالك لن يحصل الا بعد مريرها بكل تلك اامؤسسات المعنية داخل الدولة اي ان القرار لن يكون قرار و توجهات رئيس لوحده كما الدول العربية بل سيكون قرار نظام يقف وراء الرئيس و لن يكون له صلاحية الرفض ايا كان .
و بالنسبة لتوقعات ما بعد تسلم جو بايدن رئاسة امريكا فاننا اذا رجعنا بذاكرتنا الى الوراء قليلا نلاحظ ان الحزب الديموقراطي يميل في الكثير من الاحيان في ادارة الملفات الخارجية لامريكا الى الاتفاق و التفاهمات على عكس الحزب الجمهوري
فالمعطيات في هذه المرحلة تشير الى تقارب بين امريكا و ايران و الذي سيأثر على المنطقة بشكل كبير اذا حصل .
و بالنسبة لجو بايدن شخصيا فكثيرون يتوقعون قرارات و مواقف اقل حدية من سلفه ترامب تجاه المسلمين بشكل خاص مستشهدين بذالك خطاباته المتلفزة على وسائل الاعلام اثناء و قبل الحملة الانتخابية متناسين ان بايدن كان من ابرز المؤيدين لغزو العراق و أفغانستان قبله و من اشد الداعمين للاحتلال الاسرائيلي و ذالك كله لاجل مصالح بلاده فالمصلحة في السياسة الأمريكية تقف في مرتبة اولى بكثير من المبادىء و قيم .