لا يبدو أن ملفات السياسة الخارجية التي ظن دونالد ترامب انها ستساعده على البقاء في البيت الأبيض لولاية رئاسية جديدة، قد عادت عليه بفائدة تذكر، بعدما نكل به خصمه الديموقراطي جو بايدن، وألحق به الهزيمة التي توقعها كثيرون بسبب قضايا واخفاقات داخلية.
وأصبح جو بايدن الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، شخصية ربما ما يمكن وصفها بأنها أكثر الرؤساء الاميركيين خبرة وارتباطاً بالشأن العراقي وخاصة الكوردي.
وقد كان من اللافت أن قضايا السياسة الخارجية كانت شبه غائبة للمرة الاولى بمثل هذه الدرجة عن السباق الانتخابي الأميركي، وكاد الصراع الجمهوري– الديموقراطي ينحصر بالملفات الداخلية كالاقتصاد وكورونا والعنصرية.
إيران وترامب
ولعل القضية الخارجية التي كانت الأكثر حضورا في هذه المنازلة الحزبية الاميركية، تمثلت بايران، خاصة بعدما أمر ترامب باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالتزامن مع سلسلة من العقوبات المالية والتجارية القاسية على الإيرانيين، مع تركه ذلك من تداعيات على الساحة العراقية.
وكان الديمقراطيون نددوا بترامب لخروجه من الاتفاق النووي مع ايران ثم محاولة دفع الأمور الى حدود الضغط الاقصى الذي شكل مجازفة باحتمال اشتعال حرب في الشرق الاوسط، محاولين بذلك الاستفادة من حقيقة ان الناخبين الأميركيين صاروا بنسبة تجاوزت ال70 في المئة، يعارضون الأدوار العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط، بعد عقود من التدخلات العسكرية المدمرة التي يرى العديد من المعارضين لها انها كانت فاشلة.
بايدن وخصوم الغد
لكن ذلك لا يعني أن السياسة الخارجية لا تهم الرئيس الاميركي الجديد، وستكون منطقة الشرق الاوسط اكثر مناطق العالم ترقبا للخطوات التي سيقوم بها بايدن.
وبالتالي ستكون ايران وتركيا وسوريا، بالاضافة الى دول الخليج، والعراق، في صلب التحولات التي يمكن رصدها في مرحلة ما بعد ترامب الذي ظل يردد خلال سنواته الأربع في البيت الابيض انه يريد انهاء الانخراط الأميركي غير المجدي برأيه في “الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأوسط”، وقام من أجل إيفاء تعهداته للناخبين الأميركيين، وبالتفاهم مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بالإعلان عن تخفيض عدد الجنود الأميركيين المتمركزين في العراق الى ما دون الثلاثة آلاف.
ولهذا، فسيكون من المهم مراقبة ما إذا كان بايدن، الضليع في الملف العراقي منذ أيام عمله نائباً للرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، سيمضي قدما في خطة تقليص الدور العسكري الأميركي في العراق، أم أنه سيدخل تعديلات على النفوذ الأميركي في هذا البلد الحيوي القابع في قلب الشرق الأوسط، ويعدل بالتالي من طريقة تعاطيه مع “الجار الايراني”، سواء بالتصعيد او بالاحتواء، بكل ما يعنيه ذلك من تأثيرات على العراق نفسه.
ويرجح مراقبون أن تكون عودة بايدن الى البيت الابيض مزعجة بالنسبة الى عواصم عواصم خليجية وخاصة أبوظبي والرياض والمنامة التي لم تكن مرتاحة لادارة باراك اوباما التي خدم فيها بايدن، خصوصا في ما يتعلق بالملف الايراني، وبالتالي فان هذه العودة ستكون محل قلق بالنسبة اليهم، بعدما “استثمروا” كثيرا في دعم ادارة ترامب على أمل بقائه لولاية جديدة، سواء من خلال صفقات التسلح والتجارة الضخمة التي أبرمتها، او من خلال خطوات التطبيع التي بادرت اليها دولة الإمارات ومملكة البحرين – واشارات الانفتاح السعودية- مع اسرائيل، عشية الانتخابات الاميركية.
وهناك تصريحات لبايدن خلال المناظرات الحزبية المتلفزة، يتعهد فيها بمعاقبة السلطات السعودية على جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وبوقف الدعم الأميركي الذي وفره ترامب للحرب السعودية على اليمن، وهي مواقف من شأنها ان تقرع أجراس التوتر في الرياض.
وبهذا المعنى، فإن إشارات ارتياح قد تظهر جلية من قطر، الخاضعة لعقوبات من الدول الخليجية الثلاث الاخرى، لكن أنقرة، حليفة الدوحة، لن تكون بمستوى الارتياح القطري خاصة ان بايدن ادلى بتصريحات قاسية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
بايدن وملفات إيران
وفي الوقت نفسه، فإن موقف ايران من الرئيس الاميركي الجديد، سيكون محل مراقبة عراقيا، بالنظر الى الاهتمام العراقي بالتطورات الايرانية وتأثر الساحة العراقية بشكل مباشر بشرارات الصراع الأمريكي – الإيراني.
وكان مرشد الجمهورية الايرانية السيد علي خامنئي غرد قبل ايام على “تويتر”، في خضم احتساب أصوات الناخبين الاميركيين، “يا له من استعراض! يقول أحدهما إنها الانتخابات الأكثر تزويرا في تاريخ الولايات المتحدة. ومن يقول ذلك؟ الرئيس الاميركي الحالي”، مضيفا أنه “لا فرق لإيران من الفائز في الانتخابات الاميركية، وإيران ستواصل سياساتها، بغض النظر عن الرئيس الأميركي المقبل”.
اذا، تبلغ طهران واشنطن ان الكرة في الملعب الأميركي وليس في الملعب الايراني، اي لا تتوقعوا من الايرانيين تغييرا في السياسات.
ومن المعلوم ان ترامب ظل حتى ايامه الاخيرة قبل الانتخابات يقول للاميركيين ان الايرانيين سيأتون اليه طالبين التفاوض بعد ان يفوز في ولاية رئاسية جديدة. وفي المقابل، فان بايدن برغم انتقاده خروج الادارة الجمهورية من الاتفاق النووي الايراني، الا ان العديد من التقديرات تتحدث عن ان بايدن لن يعود سريعا الى الاتفاق النووي، اقله الى ان ينتزع تنازلات اضافية من الايرانيين مقابل تخفيف العقوبات التي فرضها سلفه ترامب عليهم.
ولعل هذه هي المفارقة الأبرز التي قد يتم ملاحظتها في التعامل الأميركي المتوقع مع الملف الإيراني، على غرار مفارقة “البقاء او الخروج” من العراق التي قد تسبب صداعا محيرا للرئيس الديمقراطي الجديد منذ لحظة دخوله الى البيت الابيض رئيسا في 20 يناير 2021.
صديق الكورد
لكن الرهان على فهم أعمق للتعقيدات العراقية، كبير، خاصة ان بايدن عمل على الملف العراقي لسنوات عادة، بالاضافة الى عمق علاقاته مع القيادات الكوردية واقليم كوردستان، والتي تطورت الى علاقة شخصية خاصة مع الزعيم الكوردي مسعود بارزاني.
ومؤخرا نشرت ترجمة لتقرير مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية ينقل عن المستشار السابق للأمن القومي جون بولتون قوله ان ترامب قال انه “لا يحب الكورد”. وذكرت بان ترامب أعلن مرتين انسحاب القوات الاميركية من شمالي شرق سوريا، تاركا كورد سوريا، حلفاء واشنطن، وحدهم للدفاع عن أنفسهم بالرغم من التضحيات الكبيرة التي قدموها في محاربة داعش.
واشارت “ناشيونال انترنت” انه خلال 15 سنة أمضاها جو بايدن في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي، من بينها رئاسة اللجنة مرتين، اظهر اهتماما خاصا بالكورد، خصوصا في العراق، البلد الذي زاره 24 مرة كنائب للرئيس.
وعلى الرغم من ان بايدن وصف حزب العمال الكوردستاني بانه منظمة ارهابية بكل بساطة، وقارنها بتنظيم داعش، الا ان حكومة اردوغان في تركيا ووسائل الإعلام الموالية لها، تعاملت بخليط من العدائية والريبة تجاه بايدن بل انها وجهت اليه اتهامات لا أساس لها في العام 2016، بانه مناصر “للاكاديميين من محبي الى بي كي كي”.
ويعني ذلك بحسب المجلة الاميركية ان اهتمام بايدن بالكورد، ستكون له تداعيات على السياسة الخارجية. واعتبرت ان سياسته المحتملة تجاه الكورد تعني ان اهتمامه بهم سيكون تحت امتحان، بما اذا كانت توجهاته ستتعارض مع تركيا، سوريا، إيران والعراق.
وكان بايدن من المتحمسين لغزو العراق العام 2003، الا انه صوت ضد حرب الخليج العام 1991 التي وصفها بأنها “خطأ شنيع ستندم عليه بلاده لعقود مقبلة”.
اهتمام بايدن بالكورد كان من بين الأسباب الرئيسية التي على اساسها قرر التصويت تأييدا لغزو 2003. وكان قلقها ايضا من انه اذا تمكن صدام حسين من وضع يديه على اسلحة نووية، فانه سيعتدي على جيرانه او على الكورد ظنا منه ان ذلك سيردع الولايات المتحدة عن التدخل. ومع ان بايدن كان قلقا على الكورد، الا ان انه كان ايضا قلقا من الفوضى المحتملة التي كان سيتسبب بها سقوط صدام حسين، ما سيشجع الكورد على السيطرة على حقول النفط، وهو بدوره سيشجع الأتراك على عبور الحدود في محاولة لمنع ظهور دولة كوردية.
ورأت “ناشيونال انترست” ان اكبر تعبير عن دعم بايدن للكورد تمثل في كانون الأول/ديسمبر العام 2002، عندما زار المنطقة برفقة زميله السيناتور تشاك هاغل. وعبر بايدن الحدود من تركيا الى اراضي كوردستان، والقى خطابا امام البرلمان الكوردي في اربيل، بعدما استقبل استقبالا حارا، وسمع من المواطنين من يقول له “ما يتعمله كل طفل كوردي هو أن الجبال صديقتنا الوحيدة”.
في العمق العراقي
ووصف بايدن كوردستان العراق بأنه “بولندا الشرق الاوسط”، متعهدا بدعم واشنطن لحكومة اقليم كوردستان، وقال ان “الجبال ليست صديقتكم الوحيدة”.
وبينما استفاد الإقليم من تغيير النظام الذي حصل في بغداد، الا ان بقية أنحاء العراق سقطت في الفوضى، بحسب المجلة الأمريكية، ما اكد مخاوف بايدن. وأصبحت حرب العراق لا تحظى بشعبية داخل الولايات المتحدة، في حين أن انسحاب الولايات المتحدة من البلد، يمثل مجازفة بتسليمه الى المتطرفين من السنة المتحالفين مع تنظيم القاعدة. ولهذا، وبالتعاون مع رئيس “مجلس العلاقات الخارجية” ليزلي غيلب، اقترح بايدن خطة لتوزيع السلطة في العراق، عبر ثلاث حكومات محلية، سنية، شيعية، وكوردية، مذكرا بان الدستور العراقي يشير الى هيكلية فيدرالية، معتبرا ان العراق كان يسير نحو التقسيم أساسا وربما كخيار أخير.
وكانت احدى نقاط نقاش للدفاع عن هذه الخطة بالنسبة لبايدن وليزلي غيلب ان الكورد ما كانوا ليتنازلوا أساسا عن الحكم الذاتي الذي يمارسونه.
وفي ايلول/سبتمبر 2007، وبينما كان بايدين يخوض السباق الرئاسي، صوت مجلس الشيوخ ب 75 مقابل 23، تأييدا لخطة الفيدرالية العراقية، لكن بايدن وغيلب رفضا الانتقادات بانهما حاولا تقسيم العراق، وذكرا بنموذج البوسنة كمثال على نجاح فكرة الفيدرالية في تعزيز السلام.
وكان بايدن يعتقد انه اذا لم تتمكن الولايات المتحدة من وضع فكرة الفيدرالية موضع على مسارها الصحيح، فلن يكون امامنا فرصة تذكر للتوصل الى تسوية سياسية في العراق، وهي تسوية، من دونها، لا فرصة للانسحاب من العراق بدون ان تترك واشنطن خلفها الفوضى.
وبعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، والتحاقه بحملة باراك أوباما ليكون نائبا له، تبنى بايدن دعوة أوباما للانسحاب السريع من العراق.
وكلف أوباما بايدن بالإشراف على سياسة إدارته في معالجة الملف العراقي. واستنادا الى السفير الاميركي جيمس جيفري، فإن بايدن زار العراق بين عامي 2010 و2012، 24 مرة ليمهد الطريق أمام خطة الانسحاب الاميركي، وكان يجري اتصالات اسبوعيا مع القيادات العراقية.
وأشارت المجلة الاميركية الى انه كان لدى بايدن اهتمام حقيقي بالعراق، في الوقت الذي ظهر أوباما بصورة اللامبالي بهذا البلد.
ويشيد جيفري، الذي يتولى الان منصب المبعوث الاميركي الخاص حول سوريا، ببايدن لأنه استثمر في الجوانب الشخصية للعمل الدبلوماسي. وفي حين ان علاقته مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قاسية، فإن بايدن طور علاقات دافئة مع الكورد، بمن فيهم مسعود بارزاني وجلال الطالباني.
وبحسب نائب مستشار الأمن القومي السابق بين رودس فان الصداقة بين بايدن وبارزاني تعود إلى أكثر من 20 سنة، وحتى ان بايدن يحفظ أسماء أحفاد بارزاني كلهم.
وفي حين ان صعود تنظيم داعش كشف المخاطر التي سيتسبب بها الانسحاب الاميركي، الا ان جيفري يصف بايدن بانه كان الصوت العقلاني الذي دعا الى ابقاء بضعة آلاف من الجنود الاميركيين، الا ان اوباما تمسك بقراره سحب كافة الجنود.
كما ان أنقرة استاءت من تصريحات لبايدن في العام 2014، بأن “تركيا وغيرها من حلفاء الولايات المتحدة، ضخت مئات ملايين الدولارات وآلاف الاطنان من الاسلحة الى اي جهة مستعدة لمحاربة الأسد، بما في ذلك الجهاديين السنة”. وكان ذلك كافيا بالنسبة الى اردوغان للاقتناع بان بايدن لم يكن سوى مؤيد للكورد، وبالتالي معاد لتركيا.
وأشارت المجلة الاميركية الى ان بايدن ظل على علاقة جيدة مع بارزاني واقليم كوردستان، وقد استضاف اوباما بارزاني في البيت الأبيض في العام 2015. وخلال زيارة بايدن الاخيرة الى الخارج، وصفه بارزاني بانه “صديق الشعب الكوردي”، وذلك أثناء لقائهما في المنتدى الاقتصادي في دافوس.
وقال بايدن في أواخر العام 2017، انه تمنى لو ان الولايات المتحدة “قامت بأمور اكثر لصالح الكورد”. وعندما سئل بايدن لماذا لم يقم هو بأكثر من ذلك عندما كان نائبا للرئيس، فرد بالقول “إنها تركيا”.
واذا كان بايدن مصمما على الدفاع عن المجتمعات الكورية في تركيا وسوريا والعراق، فان عليه ان يسير بحذر بين تعقيدات علاقة واشنطن مع أنقرة وبغداد ومع النظام المعادي في دمشق. ولكي ينجح، يتحتم على بايدن ان يقنع انقرة وبغداد ان ينظروا اليه كشريك قادر على مساعدتهما بمشاكلهما الكوردية الخاصة بهما، بدلا من النظر اليه كمهووس كوردي يحتاج الى الضبط الى حين انتهاء ولايته الرئاسية. بحسب المجلة.
وظلت أهمية العراق بالنسبة الى الادارات الاميركية تتأرجح بحسب ما كان يطرأ من أحداث، سواء في “المرحلة الصدامية” او في ما بعد ال2003. واذا كان بالامكان العودة الى تلك السنة، فإن الخلاف بين ترامب وبايدن كان في الموقف من الغزو الاميركي، فبينما أيد بايدن هجوم جورج بوش، فان ترامب الذي لم يكن قد دخل عالم السياسة، فإنه انتقده وعارضه أكثر من مرة.
وكان بايدن قال خلال الحملة الانتخابية انه اذا انتخب رئيسا، فانه “سينفذ انسحابا لكنه سيحتفظ بوجود صغير للقوات الاميركية في العراق وأفغانستان ولكن المشكلة انه لا يزال يتعين علينا القلق بشأن الإرهاب وداعش”.
ولم تسجل لترامب سوى زيارة خاطفة وسرية قام بها الى قاعدة عين الاسد في الانبار قبل عامين لتهنئة الجنود الاميركيين باعياد رأس السنة الميلادية، ولم يلتق خلالها بالمسؤولين العراقيين، ما أثار وقتها الكثير من الضجة والانتقادات. لكنه حظي بمناسبة لقاء مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في أغسطس/آب الماضي التي حاول خلالها أمام الإعلام الإيحاء بمتانة علاقاته مع ضيفه العراقي وإعجابه به وكانت مناسبة جديدة له للقول بانه يعتزم جدولة الخروج العسكري الاميركي خلال ثلاثة أعوام.
وبهذا المعنى، فانه بمجيء بايدن الى البيت الابيض، قد يقوم بتفعيل خبرته العراقية في محاولة منه لوضع مقاربة أكثر شمولية لازمات العراق. ومن غير الواضح ما اذا كان سيستعيد من جعبته اقتراحه المثير للجدل بتقسم السلطة في العراق فيدراليا والذي طرحه قبل نحو 15 سنة، على غرار تقسيم الحكم في البوسنة.
ومن المرجح ان مجيء بايدن، اقله كما وعد مؤخرا، سيعيد واشنطن الى التزاماتها النووية مع إيران التي انسحب منها ترامب قبل عامين في محاولة لإخضاع طهران لشروط اتفاق جديد. لكن بايدن قد يأخذ بعين الاعتبار ايضا ان عقوبات ترامب أضعفت فعلا الموقف الايراني الداخلي والاقليمي بما في ذلك في العراق نفسه، ما قد يغريه ذلك باستغلال الموقف لاشتراط عودة واشنطن الى الاتفاق النووي بتقديم طهران لتنازلات اضافية، وهذا هو المحك الاكثر خطورة، والخيار الاكثر ترقبا في كل من بغداد واربيل، وبين العراقيين عموما.