22 ديسمبر، 2024 8:17 م

جونز تاون الانبار ….بين العكال والقاط والعمامة

جونز تاون الانبار ….بين العكال والقاط والعمامة

شهد التاريخ القديم والمعاصر منه صراعات قد تنوعت في توجهاتها وأهدافها فمنها ما يقال عنها صراع ديني , قبلي , ثقافي , عرقي …الخ , وأنا لست هنا  في معرض تعريف (الصراع) فلقد تعددت التعريفات في هذا المبحث  وسبقنا  المختصون في تصنيفاتها , ولكنني هنا بصدد أن أسهم ولو بشكل متواضع في ايجاد وصف للصراع الحالي مع هذه الآفة المستشرية في المنطقة ألا وهي ظاهرة  داعش,  فلقد  عجز المختصون في مجال مراقبة الجماعات الإرهابية من ايجاد تصنيف منطقي لصراع داعش مع المنطقه ولن يتم ذلك ما لم تحدد النقطة التي انطلق منها هذا الفكر وهو أمر صعب في الوقت الحالي  وذلك ببساطة لأن الضبابية المحيطة في هذا التنظيم تحول دون فهم هذه الظاهرة من خلال عدة تساؤلات منطقية وهي, هل هو صراع ديني ؟ ببساطة (لا)  لأن دينهم ليس بدين محمد, هل هو صراع  سياسي بالطبع (لا) بسبب تعدد الوجهات السياسية للمتواطئين معه, فهل هو صراع ثقافي ؟ من المؤكد (لا), لأن مناصريه هم هجين ثقافات محلية وخارجية وهو لا يأبه لمصير ثقافة البيئة المحتضنة له ولما سينعكس عليها مستقبلا من مؤاخذه تاريخية بحقها بسبب إيواؤها له, وخير دليل على ذلك ما جرى مؤخرا وما تم عرضه من مسلسل بيعات شيوخ العشائر في الرمادي لخليفتهم المزعوم بعد أن احتل مدينتهم  وأسقطها في تاريخ وتوقيت يدعوني إلى التساؤل وأن أضع إلى جانبه اكبر علامة استفهام (15/5 ) فمن كان خلف هذا التوقيع المريب ؟ والكثيرالكثير من المؤشرات ما ظهر منها وما بطن!

 فبالعودة إلى مسلسل توريط داعش لشيوخ العشائر ببياعات بائسة فكانت الغاية منها فضح من كانوا مبايعين لهم سابقا بالسر أن يظهروهم للعلن الآن ليتم ربط مصائرهم  بمصير دولتهم الهجينة وبمصير خليفتها الذي لا أجد له شبيها  في طريقة تفكيره هذه إلا شخصية واحدة لفتة انتباهي وأنا أتصفح التاريخ ألا وهو الواعظ (جيم جونز) والذي اشتهر من خلال حادثة جونز تاون التي كان بطلها هذا القس المهووس بنزعة السلطة ولذة التحكم بالحشود والأنصار, فلقد اقبل هذا الواعظ على اقتراف اكبر جريمة في تأريخ أمريكا للقرن الماضي,  فما لبث هذا القس المهووس أن فقد السيطرة على جزء من أنصاره حتى أجبر البقية منهم على الانتحار إلى أن ناهز رقم قتلاه التسعمائة شخص بين طفل وبالغ وكاهل, وقد فسر خبراء التحقيقات آنذاك أن ما حدث كان نتيجة هذا المزيج الخطر بين السلطة المهووسة عندما تلتقي بأغبياء مذهبي العقل والمعرفة حين يناصرونها.

فشكرا لخليفة المشركين (جونز البغدادي ) لتعهده الواضح في ضمان إبادة أنصاره  قبل أن يفنى هو إلى السعير في مشهد انتحار جماعي هو وصحبه لأنه ببساطة لا يجرئ على النظر إلى دولته وهي تنهار أو ينجو احد منها فينعم بالحياة حتى وان كانت قصيرة أمدها , فبأس قراره هذا ومن اتبعه من شيوخ العشائر وشيوخ دينه ومن سيلحق بركبهم من السياسيين لاحقا, وهذا بالطبع بعد أن تمن الحكومة العراقية على العراقيين بكشف فضائح شركائها من سياسيو الدواعش ( بعثيينا كانوا ام أخونجية ) واللذين سيبدؤون قريبا إنشاء الله حملة هجرتهم ليلحقوا بركب الأولين من زملاؤهم القابعون حاليا في مواقع هي إلى جوارنا وليست ببعيدة عنا  فلقد حددت سلفا  لجمع هذه النفايات وسيحذر متعهدو التنظيف من مغبة تدوير هذه النفايات مطلقا, لكي ينعم العراق الموحد ببيئة صحية خالية من التلوث , وسأراهن على ذلك كما راهنت على ما قبلها.