23 ديسمبر، 2024 11:23 م

أكو فد واحد يبيع تمر براس السوكَ وحاط حوالي 7 سلال لسبعة أنواعاً من التمور (البربن والزهدي والخستاوي والشكر والدكَل والمكتوم والسابع نسيت اسمه بس يمكن جمالي ) ولا يوجد لديه ميزان، يعني يبيع كَوترة، أجا عليه فد واحد جوعان وكّالة عمي عندي دينار تخليني آكل بيه، علماً أن الدينار بي حوالي 2 كيلو تمر ، فضحك بياع التمور، وقال في نفسه شيريد يا كل قابل يا كل كيلوين، فقال له إكل عمي براحتك وأخذ الدينار من الرجل، فجلس الرجل وبدأ يأكل في السلة الأولى البربن وطير حوالي نصف السلة، فقال له صاحب التمر عمي تكل من هاي السله خوش خستاوي، لو من ذيج السلة الدكَل، فقال له الرجل عمي على كيفك وياي (جاييهن جوم جوم) يعني بالسرة! عندها شعر صاحب التمور أن القضية في النهاية ستكون خسرانه 100% فاتخذ قرار حاسم وشجاع قبل أن يخسر كل السلال، وكما يقول المثل للحفاظ على البقية الباقية من التمور، وقبل أن يتسبب بخسارة كبيرة، وقال للرجل عمي هاك هذا دينارك واتوكل على الله.

ورباط سالفتنه مثل مايكَول أبو المثل هو أن ما يحاك للعراق من قبل أمريكا وحلفائها للعراق وقواه القتالية المتمثلة في الجيش والشرطة، والحشد الشعبي، هو بالضبط نفس سيناريو صاحب الدينار، حيث تعتمد أمريكا استراتيجية استنزاف قدرات العراق القتالية من خلال الاستفراد بكل قوة على حده، فهم اليوم يعارضون مشاركة الحشد الشعبي ليس لأي سبب آخر سوى تحييده في المرحلة الأولى من الاستراتيجية، ليتسنى لها الاستفراد بالجيش والشرطة الاتحادية، حيث يتم تصفيتهما من خلال معارك مع تنظيم عقائدي يقاتل لكي يموت ليحظى بالجنة !. وبعد إنجاز المرحلة الأولى سيتغير الموقف الأمريكي من الحشد الشعبي، وستعطيه الضوء الأخضر بالنزول بقوة إلى ساحات المعارك معلنةً دعمها له وبكل الوسائل، وهكذا يتم إنجاز المرحلة الثانية للقضاء على فاعلية الحشد الشعبي، لتنتقل بعد ذلك في تطبيق مشروعها في تقسيم العراق على أساس طائفي، وقومي.

والحل في هذه الحالة هو يستند على قدرت اتخاذ القرار الشجاع والسريع من قبل حيدر العبادي وكل القوة المؤمنة بالعراق، قرار دعم ثنائية الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية متمثلاً بجيشها الوطني، والشرطة الاتحادية، والعمل على توحيدهم للتصدي لداعش، وعدم سماع الأصوات النشاز التي تطعن في الحشد الشعبي لغايات أصبحت معروفة للقاصي والداني، ولابد من تجاوز هذه الأصوات، وعندما يتحقق النصر المؤكد وفق هذه الخطة ستختفي هذه الأصوات، وستتوحد إرادة الخيرين لخدمة المشروع الوطني الجامع، ولابد من إشراك أبناء العشائر التي رفضت الانضمام إلى داعش وأعوانها، وقررت منذ اليوم الأول مقاتلتهم، وقد قدمت تضحيات كبيرة في هذا الاتجاه.

فيا حيدر العبادي نتمنى أن تكون حاسماً في اتخاذ هذا القرار ولابد من أخذ موقف بائع التمر عبرة، تره الجماعة يريدوها جوم…جوم ! . والعراق وقواتنا المسلحة والحشد من وراء القصد.

رسالة للعبادي

اسمـــك أســــم الكــــرار

ما بالـــك دومـــاً فــــرار

إن كنـتَ جباناً صارحــنا

لن نسكتَ بعـــد الثرثارِ

لا توجدُ منطقة وسطى

ما بين الحشد و ثـوّاري

جبناءُ لا عطْـفٌ معهـمْ

هربـوا من أرض الأنبـارِ