8 أبريل، 2024 1:36 ص
Search
Close this search box.

جولة في التحرير

Facebook
Twitter
LinkedIn

اجلس ألان وسط التحرير احتضن كيتاري
وبيدي سجارتي
واسمع هتافات تنادي
ياموطني ياموطني
في يوم غريب مليء بالأحداث المؤلمة
استرجع مشاهد ومواقف شديد الصعوبة
سأقص لكم عن حكاية واقعية عشناها سويه
هنا خيمتي وفراشي وأشيائي
هنا ذكرياتي وتفاصيلي وأصحابي
هنا جلست وضحكت وبكيت
هنا أكلت وشربت وغفوت
هنا تعلمت الحب والتضحية
هنا عشقت وتعلمت معنى الوطنية
هنا عانقت الوطن لعلي أحظى ببعض الدفء
هنا أثار أقدامي في الوحل بنصف الطريق
هنا أصبح الرصيف مأوى لأحلامي وطموحاتي
فانا منذ طفولتي احلم بسرير دافئ
وحضن التجأ اليه حينما يعتريني الخوف والوحدة
هنا عين تراقب الأمنيات
وعين تبصر احلاماً سرقت منها الآمال
هنا سقط طائرٌ وبيده علم
هنا جرح ثائر رافعاً يده مودعاً
أهلا وأصحابا ووطنا
هنا رأيت عمرا وعليا ومحمدا
ورأيت صفاء وحسين واحمدا
هنا رأيت المئات من الوجوه المتلألئة الحالمة تنادي “اريد وطني”
سقطوا واحدا تلو الأخر
هنا حملت أنفاس وقعت بين أحضاني وهي تنتزع الروح وتفر مني
هنا كان العلم يسندني كلما هم جسدي الهالك بالسقوط
وحين أكاد أقع استمع إلى صوت زملائي وأهم بالنهوض
كأني درع لأحد الجنود
يدافع عن الحياة
وسط معركة ” البحث عن الحياة”
وتخترق رصاصة الواقع رأس أيامي لتقطع أوتار أمالي
فيسقط منها أحلام شبابي
الذي شاب رأسه من الهمِ والحزنِ
بعد أن توالت خيبات الزمان عليها وحطمت مرافئ أماني
وكثرة البحث عن عمر ضاع بين مد الأيام وجزر الواقع
ليت قنابل الصيد تصيبني فألقي حتفي وينتهي كل هذا العناء
أيها الوطن العالق في راسي كالشعر الذي بدأ يتساقط معلناً قدوم مشيب العمر
سأحلق شعري لأكون خاليا من صراعاتك
وأنتِ أيتها القنابل ما بال دخانك المتطاير مصوباً هامة رأسي
أيها الجبناء ما كل هذه المواجهات الصعبة
نحن لسنا سكينا ولا حربا ولا رصاصة
نحن خرجنا باحثين عن وطن يتلاشى امام اعين الناظرين
ودموع الموجوعين
نحن لسنا مقبرة تدفن بها الجثث
نحن شباب لن يهزمنا اليأس
وكنا ومازلنا
ملتصقين في أرضنا باحثين عن وطن يسرق منا
فتحريرنا لن تهزم وستبقى شامخة ورافعة علمها
لتحقيق المجد والنصر
وستشرق شمس الامل من جديد

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب