19 ديسمبر، 2024 6:05 ص

جولة جون ماكين المشبوهة … الى العراق ….؟؟

جولة جون ماكين المشبوهة … الى العراق ….؟؟

تردد في وسانل الاعلام العراقية والأجنبية تصريح أدلى به السيناتور جون ماكين بعد اجتماعه مع رنيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأن قوات عربية قوامها 90 الف مسلح الى جانب عثسرة آلاف عسكري أمريكي وتركي ستصل العراق لدعم القوات العراقية في حربها ضد داعثس. وعن جنسيات القوات العربية ذكر انها ستضم جنودا من السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة ومصروالاردن.

 وادا تأكد تصريح جون ماكين في بغداد فيعني ذلك ان الرجل لم يكن جادا فهو يعلم ان ليس للسعوديين والقطرين والاماراتيين جيوثسا نظامية بل قوات حرس وطني للقمع الداخلي اما مصر والاردن فلن يجازفا بارسال قوات عسكرية كبيرة الى الخارج فأوضاعهما الأمنية الداخلية لا تسمح بتلك المجازفة وقد يكونا مستعدين لارسال قوات رمزية للتدريب. أما تركيا فلن تحارب منظمة هي من أوجدها يدعمها من الحين الذي ظهرت فيه في حزيران العام الماضي بالاضافة الى تعاونها معها على تهريب النفط المسروق من سوريا والعراق الى داخل تركيا .

 وبحسب ما صرح به عضو حزب الثسعب الجمهوري التركي المعارض ( CHP ) إرين إردم  ان حكومة أردوغان هربت قبل عامين الى مجموعات ارهابية بينها داعثس مواد تستعمل لصنع غاز السارين السام لاستخدامه داخل سوريا ومن ثم اتهام السلطات السورية باستخدامه ضد مواطنيها. (  ستيفن ليندمان – غلوبال ريسيرج 4ا كانون الأول ديسمبر).  وقد استخدمته المنظمة بالفعل وألقت بالمسؤولية عنه على النظام السوري ولهذا السبب لايمكن أخذ  تصريحات جون ماكين بجدية.

  وبخصوص القوات العربية التي وعد بها السيناتور لابد من معرفة ماهية القوات السعودية والقطرية والاماراتية التي سيجهزها لتحرير العراق من داعثس.  ففي اليمن كما هو معلن قوات من الدول الثلاثة تحارب الحوثيين في اليمن لكن الحقيقة ليست كدلك. فبحسب صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ان من يحارب الحوثيين في اليمن ليسوا سعوديين ولا اماراتيين أو قطريين بل قوات من المرتزقة الاجانب جرى التعاقد معهم عن طريق شركات خاصة أمريكية مثل بلاك ووتر ونورتثروب غرومن  وجرى تدريبهم في الامارات العربية المتحدة.

وينتمي المرتزقة المشار اليهم في الصحيفة الأمريكية الى دول المكسيك والسلفادور وكولومبيا والشيلي وبناما وغيرها ويحاربون في اليمن حاليا بأزياء الدول التي تدفع لهم مستحقاتهم. وأكثر أولنك المرتزقة من الجنود السابقين الذين جندتهم السي آي أيه لمحاربة القوى اليسارية التي حملت السلاح ضد الحكومات الديكتاتورية العميلة للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية في سنين سابقة. وقد قامت الولايات المتحدة بتدريب حوالي الثلاثين ألفا منهم في الامارات بكلفة 7 بلايين دولارا لارسالهم الى اليمن ولغيرها من الدول للقيام بالمهمات القذرة  التي يكلفون بها نيابة عن الأمريكيين.

وللشركات المذكورة تاريخ اجرامي في البلدان التي عملت فيه نيابة عن حكومة الولايات المتحدة حيث عملت في العراق بعد احتلاله في 2003 وفي ليبيا أثناء قصف الطيران الأمريكي للمناطق التي كان يتنقل فيها الزعيم الليبي عام 2011 وملاحقة تحركاته حتى اغتياله والكثير من قادة قواته وأفراد عانلته. وتعتبر العربية السعودية مجالا واسعا لنشاطاتها مند عام 975ا حبث تقوم بالاشراف على تدريب الحرس الوطني السعودي وكان أحد عقودها الأخيرة قد كلف 820 مليون دولارا. وبرغم ان مثل هده المعلومات التي تداولتها صحيفة النيويورك تايمز الامريكية مصنفة بكونها سرية فان هناك الكثير غيرها ليست متاحة للاعلام لعلاقتها بالامن الامريكي وتعتبير من النثساطات غير القانونية. وليس من الصعب فهم الموقف الرسمي الامريكي المعلن ، لكن الصعوبة في فهم حقيقة الخطة الامريكية التي لم يتحدث عنها السناتور الماكر. قبل البيت الابيص بأن أمريكا لا ترسل جنودها للقيام بعمليات عسكرية في البلدان الأخرى لكنها تحتال على قوانينها بقيامها بنفس العمليات الممنوعة عن طريق مرتزقة للقيام بالوظيفة ذاتها التي تقوم بها قواتها النظامية .

الحرب بالنيابة الجارية في اليمن ليست الوحيدة فالحرب السائدة في سوريا مند حوالي خمس سنوات هي الأخرى حربا بالنيابة عن الولايات المتحدة وتركيا واسرانيل والسعودية وقطر فلكل منها قوات من المرتزقة مدعومة من قبلهم تحارب هناك نيابة عنهم وتتلقى تمويلها وأسلحتها وحمايتها في حالة تعرضها لهجوم من القوات السورية أو بنتيجة القصف الروسي. وجميع الدول المدكورة بدون استثناء تنفي علاقتها بها لكنها توفر لجرحاها العناية الطبية في مستشفيات اسرانيل وتركيا في حالة تعرضهم لجروح. الغرض غير المعلن للحروب بالنيابة اضافة الى أهداف أخرى هو زيادة مبيعات السلاح لدول المنطقة لاستنزاف مواردهم الاقتصادية ولهدا فهم غير جادين في انهائها وليس بدون معنى يرددون باستمرار ان القضاء على داعثس يحتاج الى عقود من السنين علما ان الحرب العالمية الثانية لم تستغرق أكثر من خمس سنوات.

 الولايات المتحدة تستخدم حالة الحرب على داعش لزيادة وتعزيز تواجدها العسكري في منطقتنا وخاصة في العراق  فهي جادة في سعيها لاقامة حزام من القواعد العسكرية حول روسيا وايران كجزء من استراتيجيتها الطويلة المدى تمهيدا للحرب العالمية الثالثة التي تستعد لها. فبعد تطويق روسيا  أوربيا عبر دول أوربا الشرقية المنتمية جميعها لحلف الناتو ولها فيها قواعد عسكرية مجهزة بقواعد للصواريخ الموجهة نحوها توجه اهتمامها أخيرا نحو اعادة احتلال العراق الذي تطمح لوضعه تحت الهيمنة المباشرة بأي ثمن. فهل يتح العراقيون لخطة الهيمنة هده أن تمر دون عقاب….؟؟؟

علي الأسدير، مدير عام الجمرك، بعد التصالح وسداد قيمة الرسوم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات