“جولاني إيران”… ورضا بهلوي: خطاب ما قبل التحوّل؟

“جولاني إيران”… ورضا بهلوي: خطاب ما قبل التحوّل؟

حين يُطل رضا بهلوي ولي العهد الإيراني الأسبق في خطاب مرتقب لا تُقرأ اللحظة بوصفها خروجاً سياسياً عادياً بل كعلامة على خلخلة المنظومة الرمزية التي رسّخها النظام الإيراني منذ 1979. فالأنظمة العقائدية غالباً لا تسقط بالصواريخ بل بالرموز البديلة.
ما يمكن تسميته بـ”جولاني إيران” لا يعني انقلاباً عسكرياً أو عودة ملكية بل تفكيكاً ناعماً للغة النظام ومركزية “الولاية” من خلال زرع صوت بديل يخاطب الأزمات المتراكمة: تآكل الشرعية، اغتراب الشباب، وانفصال الدولة عن المجال الاجتماعي الحي.

خطاب بهلوي لا يُنتظر منه أن يَعِد أو يُهدد بل أن يُعيد تعريف “الإيراني” خارج قيد العقيدة. إنّه تمهيد لمرحلة تفريغ الرموز الثورية من قداستها ومزاحمة الدولة في ميدانها الأقوى: المخيال الجماعي.

بهلوي هنا ليس سياسيًا بالمعنى المؤسساتي لكنه قد يتحوّل إلى ما يسميه المفكر الفرنسي ( ريجيس دوبريه) بـ“الرمز النّاقل للتغيير” لا يملك أدوات الحكم لكنه يحمل شرعية الذاكرة المنفية ومن هنا مكمن قوته: هو لا ينافس النظام بل ينافس التاريخ الذي صنعه.

نحن أمام لحظة سياسية لا تحكمها أدوات السياسة التقليدية بل منطق “السلطة الرخوة” التي تُمارس هيمنتها من خلال إعادة تشكيل الحقول الرمزية: من هو الإيراني؟ من له الحق في مخاطبة الشعب؟ ما الذي تعنيه القومية؟ هل هناك طريق ثالث بين ولاية الفقيه والليبرالية الغربية؟

السؤال الجوهري هنا:
هل يمكن لإيران أن تعيد اختراع نفسها دون فوضى؟
وهل يُمكن أن تبدأ النهاية من خطاب؟
هل نبالغ في وزن الخطاب؟ ربما ..!
لكن في عالم السياسة الرمزية أحيانًا كلمة واحدة تُفكك صوامع أيديولوجية صمدت لعقود.

أحدث المقالات

أحدث المقالات