23 ديسمبر، 2024 4:32 ص

لم يعد البحث في جودة التعليم امرا سريا بل الدعوة الى تحسينه هما وطنيا معني فيه المواطن والمؤسسات ذات العلاقة لاسيما اسباب الانحدار اصبحت معروفة واشبعت بحثا

ولكن حلول الارتقاء بمستوى التعليم لكافة المراحل وانتشاله من الوضع المزري ما تزال حبيسة الادراج ولم تشق طريقها الى الواقع ..

اكثر من ذلك لجأت الجهات المعنية بالعملية التربوية والتعليم الى سياسة التجريب ولم تستقر على حال معين فمرة تجزأة الرابع الاعدادي والفصل في القبول به على اساس الاحيائي والتطبيقي محدد سلفا توجه القبول الجامعي الذي هو الاخر يعاني من مشاكل جمة لا يبدو في الافق حلا لها الا اذا لجئنا الى الاصلاح الجذري ليس للتعليم وحده ، وانما للنظام السياسي برمته والانتقال من التجريب والفوضى والمحاصصة الى التخطيط العلمي في رسم سياسة البلد وبناء دولة المواطنة وما تستلزم من فلسفات وطنية لكل مجالاتها وفي مقدمتها التعليم والتربوية .

الواقع ان البحث عن الجودة هدف كبير لا يمكن من دونه اعادة بناء البلد والمحاولات الجارية ليست بما يتناسب مع الهدف المنشود ، صحيح اتخذت اجراءات على صعيد التعليم الثانوي ولكن تجريبية وسرعان ما يتم الارتداد عنها لاسباب موضوعية وذاتية وفي مقدمتها توفير البنية التحتية والبشرية للعملية التربوية .

اما الحال في التعليم العالي ليس بافضل منه في الثانوي ، رغم اتخاذ قرارات واجراءات مثل اعطاء صلاحيات اوسع لادارة الجامعات والتركيز على نوعية التعليم مع رؤساء الاقسام ولكنه بطيء وما تزال السياسة تتحكم به والاستثناءات عاملة فيه على حساب المستوى العلمي . والاخطر استراتيجية التعليم الجامعي المتجهة نحو خصصته وتقليص التعليم المجاني ومحاصرته ، حتى التعليم الموازي اجوره تقترب من اجور القطاع الخاص ، بل ان الوزارة لا تمانع من تأجير البنية التحتية للجامعات الحكومية للجامعات الاهلية وتتنصل من محاسبتها على الاخلال بشروط تأسيسها .

ان تسليع التعليم بكافة مراحله لا يمكن ان يتوافق مع الجوة فالمنطلقات لكليهما مختلفة في الظروف الراهنة ليس من اولويات قطاع التعليم الخاص العناية بالمستوى العلمي ونتائجه تدلل على ذلك ، فلم يكن من طلابه ممن ارتقى سلم التقدم العلمي في درجات الامتحانات العامة او حتى التفوق في المجلات المختلفة .. للاسف هذا واقع الحال لانه لم يبنى بشكل رصين وتغيب الرقابة عنه واصبح تحقيق اعلى الارباح همه الاساسي .

مرة اخرى نقول ان جودة التعليم تحتاج الى ثورة اصلاحية في كل مجالاته واركانه وعناصره سواء كان تعليما حكوميا او اهليا ..