18 ديسمبر، 2024 11:52 م

جوامع السيد الأديب وأقلام الصحفيين

جوامع السيد الأديب وأقلام الصحفيين

من خلال متابعتي للمواقع الإلكترونية سواء كانت معادية للعملية الديمقراطية في العراق أو مواقع معتدلة أو مواقع مؤيدة للحكومة وجدت العجب في الكثير من المقالات والتصريحات التي تأتي من لسان هذا الإعلامي أو ذاك ، فالوزير أو المسؤول متهم مهما صرح أو قال أو فكر أو تأمل ، فمثلا نجد هناك الكثير من المقالات التي انتقدت قرار وزير التعليم العالي السيد الأديب في بناء جامع في كل جامعة وهنا لا نفهم هل بناء بيت من بيوت الله فيه من الأمور المعيبة بحق الحكومة أو الوزير ، لو قلبنا المعادلة وتم بناء قاعة للمناسبات والحفلات في جامعات العراق سنجد فئة أخرى تنتقد هذه الحالة معتبرة أن الجامعة خصصت لتلقي العلم والمحاضرات ولو تم هدم جامع بسيط مهترئ شيد سابقا في جامعة ما لتم انتقاد الوزارة ولو تم ترك الموضوع بدون بناء جامع أو قاعة حفلات لقالوا أين الحكومة من البناء والعمران وميزانية الدولة وصلت لأكثر من ( 100) مليار دولار وماذا قدم لنا الوزير الفلاني والمسؤول الفلاني  ، البعض أعتبر بطريقة خبيثة أن هذه الجوامع هي مجرد حسينيات ولكن الفرق واضح بين مفردة الجامع والحسينية فالحسينيات كما نعلم إنها دار للعزاء أما الجامع فاعتقد أنه مكان لإداء الصلاة وقراءة القرآن وتأمل قدرة الخالق جل شانه ومكان يدفع العقل الشبابي بالدخول إلى باحة الفضائل والابتعاد عن الرذائل وهذا هو المطلوب من شبابنا ، قسم آخر أعتبر أن بناء هذه الجوامع ما هي إلا تحفيز للفكر الطلابي على الاقبال لمناصرة الأحزاب الإسلامية وهنا نود أن نقول أن الفكر الإسلامي فكر حر وليس فكرا يجبر الناس فمن أراد أن يكون ضمن هذه الأحزاب فالباب واسع لكل من يعتقد أن هذا المكان يتوافق مع  ما يعتقد وبنفس الوقت أن الأحزاب الإسلامية لا تجبر الشباب ولا هي بحاجة إلى هذا الكم من الشباب  ، فالمؤمنون بالعقيدة الإسلامية في تصاعد مستمر وهم قادة المستقبل ، رأي آخر رجح  ربما تكون هذه الجوامع خاصة بطائفة واحدة وهنا علينا أن نقول هل سنجد يافطة تقول يمنع دخول المسجد من كان من الطائفة الأخرى ؟ مستحيل ومحال فبيوت الله لكل المسلمين ومن كل الطوائف ولا يوجد جامع أو حسينية أو مسجد مخصص لطائفة واحدة وكل مسلم يستطيع أن يصلي كما يريد وفي أي مكان في عالمنا الإسلامي ودليلنا بيت الله الحرام ومسجد الرسول الأعظم في الحجاز ، إذن لماذا كل هذه الهجمة الإعلامية المبالغ بها والمدفوعة الثمن لتحجيم فكرة فاضلة أراد منها السيد الأديب تأصيل جذور الإسلام في عقول الشباب وهل فكرة الولاء للدين الحنيف هي مثلبة بحق الرجل أم إنها من أفضل المناقب تسجل بالسجل الشخصي والتاريخي للرجل ، أعتقد إنها هجمة بعثية يقودها الإعلام بدراية أو غير دراية تنفذها أقلام حاقدة على العراق الديمقراطي الحديث ، من الجيد أن نكتب عن حالة شاذة أو ظاهرة غريبة ولكن من المعيب أن نتصيد بالماء العكر فنقلب الأمور كما نريد فالنقل والرأي أيضا أمانة وليس كما نريد بل كما ينبغي أن يكون وجه الحق شاخصا في ذكر الأمور وبطريقة صادقة لا بطريقة مدسوسة غايتها سياسية قبل أن تكون بفائدة مرجوة لهذا البلد ، فالرجاء تذكروا الله في أقلامكم وسطوركم وتذكروا يوم لا ينفع مال ولا بنون ألا من اتى الله بقلب سليم .