18 ديسمبر، 2024 10:09 م

جواز رمي جثث (المواطنين) للكلاب شرعا وقانونا

جواز رمي جثث (المواطنين) للكلاب شرعا وقانونا

صرح السيد المالكي خلال ولايته الاولى (( على البعثيين ان يعودوا ويطووا الايام السوداء…)) استدعتني قناة الجزيرة وسألتني عن رأيي بالتصريح .. قلت (( مبادرة جيدة وخطوة اولى في الاتجاه الصحيح نحو المصالحة الوطنية الشاملة فأوضاع العراق باتت لا تنصلح الا بالمصالحة .. بإن يتصالح كل منا مع نفسه اولا ، ومع حزبه وكتلته ثانيا ثم مع شعبه كله)).. عن سؤال آخر اجبت (( هذا الوقف ليس سهلا في جو الماضوية ، ولذلك سيخوض السيد المالكي معركة صعبة مع المتشددين )) ولم انس ان اصحح عبارة (الايام السوداء ) الى ( الأيام السود) وكذلك لم انس ان اعبر عن رأيي في الايام السود بقولي (( اني شخصيا لم ار صفحات اشد سوادا من الصفحة الحالية)) ، ولنذكر للتأريخ ان الرجل اصدر اوامره عندما ساء الوضع في سوريا عام 2011 بعودة البعثيين في سوريا على نفقة الدولة واعد التعقيبات القانونية ضدهم موقوفة .

في اليوم الثاني صرح مدير مكتب السيد المالكي بأننا فهمنا الموضوع خطأ ، وأن الأمر ليس كما نتصور فاستدعتني قناة الجزيرة لتسألني فقلت (( اني توقعت لكم ان يخوض معركة شرسة ، إلا اني لم اتوقع لكم ان يخسر المعركة بليلة واحدة ))

وهنا نعترف ايضا للتأريخ ان حرية الرأي متوفرة الى حد ما في نقد السلطات الرسمية الثلاث شريطة ان لا تتعداها الى السلطات غير الرسمية ، وسبق للسيد حيدر الملا ان قال لي (( ان حرية التعبير اليوم افضل منها في ظل النظام السابق الا ان ما تكتب لا يرتب اثرا ، وهنا تتساوى الحالتان ))

تلك الحالة التي نسميها (ماضوية) تدليلا هي في حقيقتها (حقد وكراهية وثأر) كما قلت عن الفساد في العراق على شاشة البغدادية (( اننا نسميه تدليلا فساد اداري ومالي والحقيقة انه (فرهود) بكل ما تملكه الكلمة من معان )) اقول ان الماضوية استمرت وتصاعدت ، ولا اريد هنا ان اكرر الكثير مما كتبته عن آثارها المدمرة على كل الصعد بلا استثناء لشعبنا الحبيب ، وكيف اثرت سلبا حتى على الاستقرار والرفاه في المنطقة .

لا شك ان الأنسان مهما كان نوعه ، وانتماءاته المختلفة (( لكم دينكم ولي دين)) هو انسان ، وهو خليفة الله في الارض (( اني جاعل في الارض خليفة)) والمطلق يؤخذ على اطلاقه فلم يقل ربك اني جاعل في الارض خليفة عدا البعثيين او الشيوعيين او غيرهم ، ولا يجوز للسيد المالكي رئيس وزراء العراقيين كلهم لدورتين ان يقول .. اذا عاد البعثيين سأرمي جثثهم للكلاب ..او شيئا يشبه ذلك .. تعبير مؤذ للذوق العام الذي سأم العودة الى خطاب القرون الوسطى ، والشعب كله عرف ان اعداد محدودة من الدواعش لم تأكل الكلاب جثثهم حتى وصولهم مشارف العاصمة بغداد ، بينما تمكنا وباقتدار عالي ان نقتل الف متظاهر سلمي ونصيب عشرات الآلاف منهم … فضلا عن ان السب والقذف مخالف لشرع الله ، ويحاسب عليه قانون العقوبات النافذ ، وترفضه روح العصر .. ويرفضه من ندعي انه رمزا لنا الامام علي بن ابي طالب عليه (ع) الذي لم يسب ولم يشتم ولو مرة واحدة حيال حياته ، عدا ما زوره اعداء العراق من شتمه (ع) لأهل العراق ، ونصيحتي لمن يريد ايذاء البعثيين ان الشتم يصنع لهم جماهيرية ، واغتصاب حقوقهم التقاعدية ومصادرة اموالهم يجعلهم ضحايا انسانية دون مساغ دستوري او قانوني ، ونصيحتي الاخيرة في باب ايذائهم هو ان تحققوا الامن والأمان للناس وتحققوا لهم العيش الرغيد ، او على الأقل تبلطون شارعا واحدا او تضعوا منظومة اطفاء حريق في مستشفى التويثة (ابن الخطيب)التي بنيت بتبرعات الشعب بكل اطيافه 1948، ومنهم المسيحي والمسلم واليهودي ومن ضمنهم المطربة عفيفة اسكندر ، ومتى ما سمعنا بتبرع سياسي واحد كما فعلوا فسبو واشتموا ولتأكل (اعدائكم) حتى الثعالب ، وليس الكلاب فقط ، وسأكون شاكرا وأشتم معكم .. الاخيرة كذبة لأني لا أخالف امر الله ، ولا اخالف قانونا نافذا ان شاء الله .