اللقاء مع جواد الحطاب يحمل نكهة خاصة فالحطاب شاعر مخلص لفنه وبصدق تجربته وأستطاع أن يخرج بها إلى أفق أوسع في شكلها وفي لغتها ونسيجها والتي استشرفت أفاق التجربة الإنسانية .
الحطاب كان ضيف لقاء رواق المعرفة(رواق أياد جمال الدين ) قدم الشاعر للحضور الكاتب والإعلامي القدير وجيه عباس الذي قال أن الحطاب قدم يوميات ابن الهيثم على صفحات الجرائد وهي عن هموم المواطن في زمن الحرب ولا يكتب عن الحرب المستعرة آنذاك .
لا تجد حشوا في قصائده ولم يكتب قصيده تختلف عن روحه الوطنية … كثيرا ماكنت أقول أن الحطاب بالضد مما يجري لكن اعترف انه على حق وعن ديوان( أكليل موسيقى على جثة بيانو ) أننا نستمتع إلى معزوفاته والى طرقات الأصابع وهي ترسم منحنيا من الألم وترسم اللون الذي يستطيل على جسد الوطن
بعده قرأ جواد الحطاب بعضا من قصائد ديوانه ابتدأها بشاعر العرب الكبير محمد مهدي ألجواهري وهو نص في رثاء ألجواهري ( في عز اللزوميات ,تابعت الأخبار أنفاسك
قلت لنفسي: رجل (منجاف )(1)
لن تستوعب قامته ,أية مقبرة ,حتى لو كانت مقبرة الغرباء
احتلت الصورة مكانه متميزه في شعر الحطاب وتعكس مدى جهده في ابتكار بنية قصائده ذات النسيج الحي كما في قصيدة المتنبي
في جامعة الصحراء
قبائل ترفع أعلاما وطنية
الناجي من سيف أمية
لن ينجو من جب بني العباس
وبعد الانتهاء من قرائتة لبعض نصوصه الشعرية من ديوانه الأخير وبعضا” من قصائد كتبها في مراحل سابقة مثل قصيدة شرق ألبصره
أجاب على اسئله الحضور وتعليقاتهم ومنه سؤال للدكتور رافد علاء عن إشكالية القصيدة في الحرب
فقال الحطاب ان الشاعر يبث التماعاتة ويبث الشفرات وأحيانا يلجا إلى الوضوح من اجل أن يقول ذلك بصوت واضح فليس لدينا أدب حرب تسجيلي أو للمقاومة كتب عنه الأدب ضد الاحتلال فاسم المقاومة دخل علية الكثير من التشويه وعندما أسئل هل أنت شاعر مقاومة أقول لا أنا شاعر ضد الحرب
تكلم الحطاب بوضوح عن الشعر الشعبي في سؤال وجهته احدي الحاضرات وتعليق للصحفي الكبير الأستاذ عبد الله اللامي اثنى على روحيه الحطاب وصدق مشاعره
وقد كادت الدموع تطفر من عينيه حين قرأ قصيدة الهمرات
الموت ثمر موسمي
وبلادي الفصول الأربعة
بلادي بلادي
ليس لديها فرع أخر
كي اتركها للأمريكان
وأخيرا”تفاعل الجمهور مع أحدى قصائده الغزلية فأعاد قرائتها مرتين
لابد من الاشاره الى الحضور الرائع لمقدم الجلسة الإعلامي والصحفي وجيه عباس الذي وصفه احد الحضور ببرنادشو العرب
——
(1) منجاف ويقصد بها انه من مدينة النجف الاشرف