23 ديسمبر، 2024 1:44 م

جواب على مغالطات ضياء الشكرجي

جواب على مغالطات ضياء الشكرجي

قرأت مقالا للكاتب ضياء الشكرجي ينتقد فيه خطاب الشيخ اليعقوبي في ذكرى شهادة الزهراء عليها السلام و وجدت تناقضات واضحة في فهم الكاتب الشكرجي لبعض المعاني و تحميل لمقاصد غير مرادة من العبارات التي وردت في الخطبة و اذكر بعض تلك الملاحظات:

1- وجدته (الكاتب الشكرجي) يعترض بشدة على وصف بعض افعال الصحابة بالخاطئة والمخالفة لرسول الله صلى الله عليه واله بل بالغ كثيرا حينما قال ان ذلك فيه نقد لشخصيات مقدسة عند السنة (يقصد بعض الصحابة) و الغريب اني سمعت الشكرجي و في اكثر من لقاء على قناة الحرة عراق لا يؤيد وجود مقدس بشري سواء كان ذلك المقدس فكرة او شخص او ممارسة و ان كل تلك المفاهيم قابلة للنقد و النقاش؟ فلا اعرف هل تبدلت قناعة الشكرجي بهذه المقولة (كما هو حاله المعروف في التبدل الفكري من الشيوعية الى حزب الدعوة الى الديمقراطية العلمانية كما يصفها!!!

ثم ان كنت ترى السنة ينزعجون من نقد الصحابة فهم اكثر انزعاجا من مخالفة الصحابة للرسول –صلى الله عليه واله- و هم لا ينكرون حصول مثل تلك المخالفات المذكورة في تراثهم المشهور المعتمد لديهم.

2- ينزعج الشكرجي كثيرا من قول الامام علي بن الحسين عليه السلام الذي وصف فيه فعل بني امية (بني امية – يزيد وازلامه- بال بيت الرسول صلى الله عليه واله في واقعة الطف) بأنه مشابه لفعل ال فرعون في بني اسرائيل من خلال قتل الرجال و ابقاء النساء على قيد الحياة. و استغرب كثيرا كيف يعترض الشكرجي على ذكر هذه الحقيقة و هل يرى في ذكر مأساة اهل البيت عليهم السلام في كربلاء مساسا بمشاعر السنة؟؟!!

يا ايها الكاتب الشكرجي ان السنة يقرون بأمامة الحسين عليه السلام و يلعنون يزيد القاتل فكيف غابت عليك هذه الحقيقة ام ان غضبتك كانت عمياء فقدت بوصلة التوازن فاخذت تترنح بعيدا عن الابصار والتبصر.

3- هو لا يفصل (الشكرجي) و لا يميز بين تبني فكرة وقناعة و بين اجبار الاخر على الايمان بها و كذلك لا يفصل بين تباين و اختلاف المحاكمة للاعتقاد عن المحاكمة للسلوك و الممارسة فنحن قد نختلف مع الاخر في الفكرة و الاعتقاد و لكن ايماننا و ديننا يمنعنا من ممارسة اية سلوك عنف ضده (لا اكراه في الدين) فعندما نقول علي عليه السلام هو خليفة الرسول صلى الله عليه واله و فاطمة الزهراء عليها السلام ظلمها اصحاب الرسول صلى الله عليه واله ليس بالضرورة ان هذا الاعتقاد يدفعنا لسلوك عنف ضد من يخالفنا بهذه القناعة.

و اكثر ما اثار استغرابي منك (ايها الكاتب الشكرجي) قولك ان اعلان المرء عن قناعته و تقييمه للحوادث التاريخية و اختلافه في نتيجة القراءة و التحليل التاريخي مع طرف اخر فهذا يعني تكفيره!!! من اين لك هذا؟؟!! و اي معيار اعتمدت في فريتك الكبرى هذه؟!!

فهذا مولانا امير المؤمنين عليه السلام له خطبة في نهج البلاغة طافحة ببيان موقفه المخالف مع الاخر و لكنه لم يترجمه لسلوك و ممارسة تطال المخالف له.

ان الاختلاف في التفكير و القناعة الفكرية والعقائدية مع شخص او جهة اخرى ليست بالضرورة تعني تكفير الاخر و الا اذا عممت – حضرتك- هذا المعيار فمعناه انت تكفرني ايضا لاني اخالفك بالفكرة.

اذن عليك التمييز بين التباين الفكري مابين الاشخاص و الجهات و ما بين اعتماد منهج التكفير للاخر و هو يستتبع سلوك و ممارسة ضد الطرف المخالف لك بالفكرة و شتان ما بين الامرين ايها الكاتب الشكرجي.

4- يقول الكاتب الشكرجي (ان الخطبة تضمنت التنظير لعدم الشرعية للنظام السياسي القائم الان من شروط النظام الشرعي الا يدير الدولة و شؤونها الا الذين اقاموا الصلاة و اتوا الزكاة و امروا بالمعروف و نهوا عن المنكر).

مرة اخرى تقع (حضرتك) في خطأ واضح و لا تميز بين شروط النجاح المطلوب توفرها في المتصدي و بعض منها ما ذكر اعلاه و بين معايير الشرعية للنظام السياسي ثم الا تبيح الديمقراطية ممارسة النقد و تأشير الاخطاء المرافقة للمسيرة السياسية اذا كانت طريقة و اسلوب التعبير سلمية و مكفولة بدستور النظام و قوانينه.

ثم ان الخطبة تضمنت اهمية توفر خصائص اخلاقية و نفسية لدى المتصدي للشأن السياسي و ذكرت بعض هذه الخصائص التي تمثل الحد الادنى من الاخلاق المطلوب توفرها في الساسة لينهضوا بمهامهم و مسؤولياتهم و منها اقامة الصلاة بمعناه الواسع و العام المتضمن ترسيخ القيم النبيلة في نفس مقيمها و مساهمتها في استئصال رذائل الاخلاق من وجدان فاعلها , وتربية المداوم عليها على الالتزام باداء حقوق الاخرين و الحرص على انجازها , و ايتاء الزكاة التي يمكن تجريد معناها من الخصوصية لتعم و تشمل كل موقف و ممارسة فيها عطاء و تضحية بالامتيازات الذاتية في سبيل تحقيق مصلحة عامة و الاخرى الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و حددت الخطبة معنى المعروف و معنى المنكر.

هل في هذه الصفات تعارض مع وجدانك و فطرتك؟

بخصوص اقامة الصلاة : اعرف انك تصلي فاذا كانت هذه الصفة صحيحة فلماذا تتردد من تشجيع الناس على الاتصاف بها, و اذا كانت غير صحيحة (و هو ليس صحيح) فلماذا تستمر عليها؟؟!!

اما المعروف و المنكر فيبدوا ان التحسس و الاعتراض ليس على مضمون الفكرة المتعلقة بها , بل على كونهما مصطلحان ارتبطا بالدين و انتم لا تتحملون مصطلحاتنا فكيف تدعون الديمقراطية والتعايش مع الاخر و تقبل الفكر الاخر؟؟!!

و الا بوجدانك هل يعترض احد على محاربة الرشوة و السرقة والفساد  المالي والاداري , و الارهاب, و العبث بأمن المجتمع

اليست كل هذه منكرات , الا يستحق مرتكبوها المعاقبة؟

و لعل اوضح مصاديق المجاملة و المداهنة اليوم الاصوات الداعية لمساواة الجلاد و الضحية و ايقاف عقوبة الاعدام بحق الارهابي القاتل للعشرات من الاطفال و النساء الابرياء , بمبرر حقوق الانسان.

5- و قولك ان ملاحقة اهل المنكر فيه نقض للدستور مما يضحك الثكلى فهل ملاحقة السارق , و المرتشي و الارهابي , و القاتل , و المزور (و هذه الجرائم منكرات اكيدا) يخالف ديمقراطية او حقوق انسان؟؟!!!

جواب على مغالطات ضياء الشكرجي
قرأت مقالا للكاتب ضياء الشكرجي ينتقد فيه خطاب الشيخ اليعقوبي في ذكرى شهادة الزهراء عليها السلام و وجدت تناقضات واضحة في فهم الكاتب الشكرجي لبعض المعاني و تحميل لمقاصد غير مرادة من العبارات التي وردت في الخطبة و اذكر بعض تلك الملاحظات:

1- وجدته (الكاتب الشكرجي) يعترض بشدة على وصف بعض افعال الصحابة بالخاطئة والمخالفة لرسول الله صلى الله عليه واله بل بالغ كثيرا حينما قال ان ذلك فيه نقد لشخصيات مقدسة عند السنة (يقصد بعض الصحابة) و الغريب اني سمعت الشكرجي و في اكثر من لقاء على قناة الحرة عراق لا يؤيد وجود مقدس بشري سواء كان ذلك المقدس فكرة او شخص او ممارسة و ان كل تلك المفاهيم قابلة للنقد و النقاش؟ فلا اعرف هل تبدلت قناعة الشكرجي بهذه المقولة (كما هو حاله المعروف في التبدل الفكري من الشيوعية الى حزب الدعوة الى الديمقراطية العلمانية كما يصفها!!!

ثم ان كنت ترى السنة ينزعجون من نقد الصحابة فهم اكثر انزعاجا من مخالفة الصحابة للرسول –صلى الله عليه واله- و هم لا ينكرون حصول مثل تلك المخالفات المذكورة في تراثهم المشهور المعتمد لديهم.

2- ينزعج الشكرجي كثيرا من قول الامام علي بن الحسين عليه السلام الذي وصف فيه فعل بني امية (بني امية – يزيد وازلامه- بال بيت الرسول صلى الله عليه واله في واقعة الطف) بأنه مشابه لفعل ال فرعون في بني اسرائيل من خلال قتل الرجال و ابقاء النساء على قيد الحياة. و استغرب كثيرا كيف يعترض الشكرجي على ذكر هذه الحقيقة و هل يرى في ذكر مأساة اهل البيت عليهم السلام في كربلاء مساسا بمشاعر السنة؟؟!!

يا ايها الكاتب الشكرجي ان السنة يقرون بأمامة الحسين عليه السلام و يلعنون يزيد القاتل فكيف غابت عليك هذه الحقيقة ام ان غضبتك كانت عمياء فقدت بوصلة التوازن فاخذت تترنح بعيدا عن الابصار والتبصر.

3- هو لا يفصل (الشكرجي) و لا يميز بين تبني فكرة وقناعة و بين اجبار الاخر على الايمان بها و كذلك لا يفصل بين تباين و اختلاف المحاكمة للاعتقاد عن المحاكمة للسلوك و الممارسة فنحن قد نختلف مع الاخر في الفكرة و الاعتقاد و لكن ايماننا و ديننا يمنعنا من ممارسة اية سلوك عنف ضده (لا اكراه في الدين) فعندما نقول علي عليه السلام هو خليفة الرسول صلى الله عليه واله و فاطمة الزهراء عليها السلام ظلمها اصحاب الرسول صلى الله عليه واله ليس بالضرورة ان هذا الاعتقاد يدفعنا لسلوك عنف ضد من يخالفنا بهذه القناعة.

و اكثر ما اثار استغرابي منك (ايها الكاتب الشكرجي) قولك ان اعلان المرء عن قناعته و تقييمه للحوادث التاريخية و اختلافه في نتيجة القراءة و التحليل التاريخي مع طرف اخر فهذا يعني تكفيره!!! من اين لك هذا؟؟!! و اي معيار اعتمدت في فريتك الكبرى هذه؟!!

فهذا مولانا امير المؤمنين عليه السلام له خطبة في نهج البلاغة طافحة ببيان موقفه المخالف مع الاخر و لكنه لم يترجمه لسلوك و ممارسة تطال المخالف له.

ان الاختلاف في التفكير و القناعة الفكرية والعقائدية مع شخص او جهة اخرى ليست بالضرورة تعني تكفير الاخر و الا اذا عممت – حضرتك- هذا المعيار فمعناه انت تكفرني ايضا لاني اخالفك بالفكرة.

اذن عليك التمييز بين التباين الفكري مابين الاشخاص و الجهات و ما بين اعتماد منهج التكفير للاخر و هو يستتبع سلوك و ممارسة ضد الطرف المخالف لك بالفكرة و شتان ما بين الامرين ايها الكاتب الشكرجي.

4- يقول الكاتب الشكرجي (ان الخطبة تضمنت التنظير لعدم الشرعية للنظام السياسي القائم الان من شروط النظام الشرعي الا يدير الدولة و شؤونها الا الذين اقاموا الصلاة و اتوا الزكاة و امروا بالمعروف و نهوا عن المنكر).

مرة اخرى تقع (حضرتك) في خطأ واضح و لا تميز بين شروط النجاح المطلوب توفرها في المتصدي و بعض منها ما ذكر اعلاه و بين معايير الشرعية للنظام السياسي ثم الا تبيح الديمقراطية ممارسة النقد و تأشير الاخطاء المرافقة للمسيرة السياسية اذا كانت طريقة و اسلوب التعبير سلمية و مكفولة بدستور النظام و قوانينه.

ثم ان الخطبة تضمنت اهمية توفر خصائص اخلاقية و نفسية لدى المتصدي للشأن السياسي و ذكرت بعض هذه الخصائص التي تمثل الحد الادنى من الاخلاق المطلوب توفرها في الساسة لينهضوا بمهامهم و مسؤولياتهم و منها اقامة الصلاة بمعناه الواسع و العام المتضمن ترسيخ القيم النبيلة في نفس مقيمها و مساهمتها في استئصال رذائل الاخلاق من وجدان فاعلها , وتربية المداوم عليها على الالتزام باداء حقوق الاخرين و الحرص على انجازها , و ايتاء الزكاة التي يمكن تجريد معناها من الخصوصية لتعم و تشمل كل موقف و ممارسة فيها عطاء و تضحية بالامتيازات الذاتية في سبيل تحقيق مصلحة عامة و الاخرى الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و حددت الخطبة معنى المعروف و معنى المنكر.

هل في هذه الصفات تعارض مع وجدانك و فطرتك؟

بخصوص اقامة الصلاة : اعرف انك تصلي فاذا كانت هذه الصفة صحيحة فلماذا تتردد من تشجيع الناس على الاتصاف بها, و اذا كانت غير صحيحة (و هو ليس صحيح) فلماذا تستمر عليها؟؟!!

اما المعروف و المنكر فيبدوا ان التحسس و الاعتراض ليس على مضمون الفكرة المتعلقة بها , بل على كونهما مصطلحان ارتبطا بالدين و انتم لا تتحملون مصطلحاتنا فكيف تدعون الديمقراطية والتعايش مع الاخر و تقبل الفكر الاخر؟؟!!

و الا بوجدانك هل يعترض احد على محاربة الرشوة و السرقة والفساد  المالي والاداري , و الارهاب, و العبث بأمن المجتمع

اليست كل هذه منكرات , الا يستحق مرتكبوها المعاقبة؟

و لعل اوضح مصاديق المجاملة و المداهنة اليوم الاصوات الداعية لمساواة الجلاد و الضحية و ايقاف عقوبة الاعدام بحق الارهابي القاتل للعشرات من الاطفال و النساء الابرياء , بمبرر حقوق الانسان.

5- و قولك ان ملاحقة اهل المنكر فيه نقض للدستور مما يضحك الثكلى فهل ملاحقة السارق , و المرتشي و الارهابي , و القاتل , و المزور (و هذه الجرائم منكرات اكيدا) يخالف ديمقراطية او حقوق انسان؟؟!!!