23 ديسمبر، 2024 11:09 ص

جواب الكساسبة..نصفه عليكم ونصفه علينا

جواب الكساسبة..نصفه عليكم ونصفه علينا

الثالث من فبراير هو اليوم الذي امسى فيه العالم على صورة حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة من قبل تنظيم داعش الارهابي ..صورة تحمل كل مقومات الاخراج السينمائي اثارة وذهولا ..صورة ألغت كل ما سبقها من صور بما فيها الصورة المذهلة لتشييع ام كلثوم التي توفت بمثل هذا اليوم عام ١٩٧٥ .
انها صورة حية وبالغة القوة في تحديها وفي تأثيرها حتى انها اصبحت فاتحة اخبارية عالمية وصورة كونية ، حتما ان صانعوها قد وضعو في تصورهم ما يمكن ان تكون عليه صورة الحدث في التغطيات التلفزيونية والتأثير البصري في استقبالها، ارادو من خلال بث هذه الصورة كتابة معنى جديد للارهاب وضربة موجعة للمنطقة حيث اختارو-الاردن- ابرز الدول فيها واكثرها استقرارا
رهان داعش اليوم اصبح رهان الصورة وليس رهان الكلمة في ايصال ما تريد ايصاله ، والصورة التي بثتها ، والتي لا اشك في حقيقتها كما زعم البعض ، يكشف عن قدرات داعش الاعلامية ودرايتها بكيفية تسويق خطابها وامتلاكها لكل مقومات ادارة العملية الفنية ( تصوير ، اخراج ، مونتاج ، ايقاع ، موقع تصوير ، مؤثرات صوتية ) ، وكما هو معلوم لذوي الاختصاص السينمائي ان صورة واحدة في السينما ، يستغرق زمنها عل الشاشة ثوان معدودة ، تحتاج الى ساعات مرهقة وطويلة من التحضير لها في موقع التصوير ، فكيف الحال بفلم الكساسبة الذي احتوى عدة صور!!! وهنا يثار سؤال في غاية الاهمية : لماذا عجزت الاقمار الاصطناعية الامريكية الاستخبارية التي تحتشد بها سماء الشرق الاوسط ان تلتقط ما يجري من تحضيرات فنية على ارض الرقة قبل وبعد البدء بالتصوير ، ومن المؤكد انها استغرقت ساعات طوال. 
اما السؤال الذي لابد من ان نجيب عليه وبالسرعة القصوى : هل سنستغل هذه الصورة الصارخة في تحقيق التأثير المطلوب لها في مكافحة الارهاب ونتمكن من كتابة نص سياسي جديد كما كتبت امريكا نصها السياسي واستغلت احداث الحادي عشر من سبتمبر اليوم الذي افاق فيه الناس على صورة طائرتين تخترقان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ؟ ام اننا سنكتفي بقراءة سورة الفاتحة على صورة الكساسبة , وتضيع الصورة تلو الصورة وبهذا فعلا نكون تاريخ من الصور المفقودة .