أطبخ ما تريد , هريسة زردة قيمة ..
“حج” للصباح وليس الحجّ شرط ليلة واحدة فقط ..فلك وما استطعت ,ومتى تريد ووقت ما شئت ومع من شئت ..
مارس طقوسك ما تريد ..
“أركض” إبكي , هلهل .. لك مطلق ما تريد .. زر “طشّ” واهليّة ما شئت , ولمن تريد , ومع من تريد ووقت ما تريد وفي أيّ مكان تريد ..
أنفق على روح الحسين وعلى جميع ضحايا يزيسبايكر ما تريد ووقت ما تريد وضحّ لله لآل البيت وما شئت وما تريد وبما تحت يمينك من أموال.. ومثلما تريد ..
ترحّم على الحسين ما شئت ووقت ما شئت وادعوا له عند خالقه بالّذي تحبّه أن يكون فيه من نعيم.. سيّد شبابها الآمر الناهي فيها.. أم سيّد الجميع , أو مدير أعمال الجنان بحسب توصيفاتنا المعاصرة ..
لكن لا تجعل غير الحسين “يوجّهك” مثلما يُريد..
تذكّر أنّ الحسين يريدك إنسان حرّ .. “فتوجيهه” لك حلال .. هو ضحّى لكي تكون كذلك لا يضحك عليك أحد مهما تعدّدت ألقابه الّتي أسبغها هو على نفسه ..
تذكّر يا حسينيّ أنّك متى شعرت أنّك في ورطة من النوع الثقيل الغثيث مع متاجر بدماء الحسين .. تذكّر عندها, ولكي تطرد الوسواس عنّك, أنّ الحسين ما كان طالب حربٍ يومًا ولم يكن طالب منصب ولا طالب جاه ..تذكّر أن الحسين هضم جيّدًا ما حصل لأبيه وما حصل لأخيه وما حصل في السقيفة أو ما سمع عنها.. عرف جيّدًا أنّ جدّه الرسول لو سؤل وهو على فراش الموت: أيّ الطريقين في نشر الدين تختار أفضل لك وللناس؛ طريق الحروب أم طريق المسيح ,لاختار طريق المسيح .. تذكّر حينها وأنت في هذه الورطة أنّها هي هي “دراهم ابن زياد” لا زالت تلعب بمسيّسي الدين وتقتل أقرب الناس إلى الله غيّرت اسمها لاختراق مسافات الزمن بينها وبيننا بملتحف مضادّ لسرعة الضوء اسمها “داعش” فمن سلّم الموصل لولا دراهم بن زياد؟..
تذكّر يا أيّها “القلق” لم يكن الحسين قانعًا لحظةً واحدة ببقاء الثلّة “الانتحاريّة” السبعون, من الّذين بقوا ثابتين على عهد هم ضربوه له قرب “كرابلة” أو كربلاء , بل توسّلهم أن يعودوا لعوائلهم , لكنّهم عصوه , فقبلهم مرغمًا “كما أرغم أباه على تولّي خلافة المسلمين” بحسب ما ورد.. لأنّ الحسين ليس في ضميره ذرّة من أنانيّة.., كم شعر الحسين بعجزه حتّى من تحقيق أمنية عزيزة جاءت عصارة تجاربه في الحياة ..< فقد أراد أن يضرب مثلاً في عشقه للسلام ولم يفكّر يومًا أن يكون عبدًا لحرب ولذلك أتى بعياله معه لثقته أنّه ذاهبًا لرسالة السلام>… فقد رأى بتجاربه المآل لأبيه وكيف آل .. ورأى أخيه كيف غدروا به فآثر بقاء ابن عمّه معاوية خيرًا من متذبذبون أحرجوه ساعة الشدّة .. هو الحسين “بظنّي الحسِن فيه” أنّه هو من أقنع أخيه الحسن بالتنازل لمعاوية.. هو لم يرد أن يفد الكوفة لولا أرغم وأحرجوه كما قالها لابن عبّاس حين نصحه العودة وعدم التورّط مع هؤلاء ..هم أنفسهم آباؤهم من أرغموا أبيه حرجًا على الخلافة “كما يُقال”!..
رجل “مسلم” من بني تركمان يعيش في أوروبّا رزقه الله مولود , فأراد النحر لوجه الله, سأل عن سعر ثلاثة خرفان قالوا له ثلثمائة يورو. نصحوه: انحرهنّ في العراق فالجياع هناك كثيرون هنا شبعوا.. يمّم الرجل وجهه صوب كركوك فاضطرّ ليشتري ثلاث نعاج بألف ومائة يورو! عدا الطائرة! ,قالها وهو يتحسّر غير مصدّق ما حلّ بالعراق قائلاً: قيل لي, والعهدة على القائل: “جاء رجل عراقي مغترب قبل بضعة سنين إلى قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم, سأله منتظرًا منه الإجابة ولو عن طريق المنام, قائلاً: يا رسول الله , هل تقبل وترضا عن من يدّعون محبّتك ومحبّة آل بيتك, استلموا حكم العراق وأنت القائل بحقّه: أنّ الله أودع فيه خزائن علمه وخزائن ثرواته؟ استلموه بعد أن أفهموا العالم أنّ من كان يحكمه كان رجلاً بلا ضمير وطاغية دمّر البلاد وسبا العباد وفعل بنا كيت وكيت.. وإذا بمحبّوك هؤلاء ومحبّو آل بيتك الأطهار وقد جعلوا لحم النعجة حسرة على العراقيين.. جعلوا سعرها:ـ
بثلائمائة وخمسون ألف دينار!.. أي بثلاثمائة دولار! ..
نعم ..بعد أن كانت في عهد إبليس ذاك بعشرة دولارات ! .. وفي بلاد الزنادقة والكفّار النعجة بمئة دولار ومتوسّط دخل الموظّف لديهم ثلاثة آلاف دولار في الشهر!..
أي دخل الفرد الموظف عندنا سعر نعجة!يا رسول الله .. أفترضى لنا هذه المهانة أم تراك تقول في سرّك انّنا نحن كنّا السبب اتّبعنا كلّ من هبّ ودبّ؟ ولعلمك سيّدي الرسول أصبحت خزينة الدولة بعد التحرير كلّها للشعب بعد أن كانت عشرة بالمائة لهم زمن الطاغوت زمن النعجة عشر دولارات!
ثمّ واصل يسأل الرسول:..نلتمس يا رسولنا الكريم مسعاك عند خالقك سبحانه يسمح لك أن تأتي كبيرهم في منامه تأمره إصدار فتوى بجواز إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل الاحتلال في البيع وفي الشراء.. تركنا أحلامنا بما وعدونا قبل زوال الشيطان بجواز سفر رنّان, تؤدّى له التحيّة أينما حللت ,وبلا فيزة .. الآن نقول لك يا رسول الله لا نريد شوارع ذهب كما وعدونا محبّي آل البيت ,ولا حيطان فضّة ولا رواتب لكلّ موظّف خمسة آلاف دولار, مع ضمان صحّي واجتماعي مثل بلدان الكفّار الّتي آوتهم تنكّروا لها والتفتوا إلى الدولة الجار.. وعدونا نعيش بلا حروب ولا انتقام ولا ضياع الثروة على التصنيع ولا ولا ..
نطلب منكم سيّدي رسول الله شيئًا آخرً ..تأمروا هذا “الكبير” صاحب فتاوى السلام والمحبّة والتفاهم “ياخذون عِنَبهم ويعيدوا لنا سلّتنا!” ولا نريد شيء.. نحن تبنا إلى الله على يديك ولن نفعلها ثانيةً.. صلّى الله عليك..