ليس هناك في العالم کله نظام معادي لإنتفاضات وثورات الشعوب والمطالبة بحقوقها کما هو الحال مع النظام الايراني الذي صار في العالم معروفا بذلك خصوصا وإن المعروف والشائع عنه بأنه أسوأ نظام إستبدادي في العصر الحديث وکذلك بأنه يسعى دائما للتغريد خارج السرب ويخالف العالم کله بأساليبه وطرقه في التعامل مع الشعب الايراني، وهو وبعد أن قام بإستخدام أکثر الاساليب والطرق القمعية ضد إنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، فإنه يريد من خلال طرق واساليب مشبوهة السيطرة على إنتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني وتطويعهما بما يضمن بقاء وإستمرار نفوذه في هذين البلدين، وإن ماقد قام به الرئيس اللبناني، “ميشال عون”، بتكليف الدكتور “حسان دياب”، مهمة تشكيل الحكومة الجديدة. والذي تشير المعلومات إنه يحظى بتأييد كل من تنظيم “حزب الله” و”حركة أمل” الشيعية، وکذلك إصدار قانون الانتخابات العراقية الجديد الى جانب المحاولات الجارية لتکليف بعض الوجوه السياسية العراقية لتشکيل الحکومة العراقية، تسير کلها بإتجاه مساعي واضحة المعالم من جانب النظام الايراني لتطويق الانتفاضتين والاجهاز عليهما.
إنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، التي کما يبدو يتباهى النظام الايراني من إنه قد أخمدها، لکن وبحسب التصريحات الصادرة من جانب القادة والمسٶولين في النظام الايراني والتي توحي وتعبر کلها عن حالة من الخوف والترقب من إندلاع الانتفاضة مجددا يدل على هشاشة الاوضاع في إيران بعد هذه الانتفاضة وعدم تمکن النظام من حسمها بالصورة التي يدعيها في وسائل إعلامه وتصريحات ومواقف قادته ومسٶوليه، ويبدو واضحا بأن الطرق السياسية التي يتبعها عن طريق أتباعه في العراق ولبنان هي أيضا طرق هشة ولايمکن أن تتوفق في نهاية المطاف خصوصا وإن الشعبين العراقي واللبناني قد ضاقا ذرعا بتدخلات هذا النظام في بلديهما وکيف إنهما لم يجلبا إلا الخراب والوبال عليهما، والاهم من ذلك فإن تجربة النظام في إيران نفسها والتي عمرها أکثر من 40 عاما، هي تجربة فاشلة عانى منها الشعب الايراني الامرين ولاسيما وإن المصائب والويلات والمآسي الناجمة عن تلك التجربة صارت أمرا واقعا في إيران، ومن دون شك فإن الشعبان العراقي واللبناني لايريدا أبدا لنظام يعيش شعبه تجربته الفاشلة بأن يصبح وصيا عليهما ونفس الامر بالنسبة لأذرعه في البلدين.
إيران تعيش مرحلة بالغة الحساسية والخطورة، مرحلة يبدو فيها واضحا بأن الشعب الايراني لم يعد يطيق ويتحمل هذا النظام ويريد تغييره وإن تزايد دور وتأثير مجاهدي خلق، الخصم اللدود للنظام في سائر أرجاء إيران، وکونها قد کانت صاحبة دور رئيسي في إنتفاضتين متتاليتين، يدل على إن النظام يعيش حالة حرجة جدا لايمکنه أن يصمد طويلا منن جرائها، ولذلك فإنه من الصعب جدا على هذا النظام من السيطرة على إنتفاضتي العراق ولبنان وتطويعهما ولن تفلح محاولاته المشبوهة هذه أبدا.