هنيئا لكل الامهات فسيغادرهن الخوف قريبا على اولادهن وهم يخرجون للعمل او التنزه في العاصمة ..ولاداع منذ الآن للقلق من التفجيرات والاعمال الارهابية فسنكون بامان قريبا لأن تفجير الكاظمية الذي اطاح بعشرات الضحايا من الباعة والمارة وسائقي المركبات أرخ لبداية جديدة وأمل جديد وقد يكون التفجير الأخير ونسير بعده بثقة ولانخشى من رنة موبايل ورقم غريب ينقل الينا نبأ رحيل أحد احبتنا ..ومن لايصدق كلامي ( الطوباوي) فليقرأ تصريح عضو هيئة رئاسة مجلس النواب الشيخ همام حمودي الذي قال فيه :” ان تفجير الكاظمية يمثل الانفاس الأخيرة التي يلفظها ارهابيو داعش بالتزامن مع معركة تحرير الموصل وان هذا التفجير جاء في سياق الآلية الاعلامية لداعش التي اعتادت أن تغطي هزائمها في جبهات القتال بتفجيرات بين المدنيين العزل في الأسواق وان كل قطرة دم تسيل من شهدائنا وجرحانا ستزيد قواتنا الامنية وحشدنا البطل عزما وثباتا وارادة لاستئصال هذه القوى الارهابية “…الى هنا ينتهي التصريح المتفاءل جدا للنائب حمودي والذي يزرع الأمل في نفوس العراقيين بقرب انتهاء كابوس داعش فمعركة الموصل هي الاخيرة في تصفية حساباتنا معهم وقد يكون تفجير الكاظمية هو الاخير ايضا للتغطية على انتصاراتنا !
من جهتها ، أدلت النائبة المتالقة اعلاميا –في الفترة الاخيرة –عواطف النعمة بدلوها وهي تحول انظار الشارع الى وجهة اخرى فتعتبر التفجيرات التي يقوم بها داعش طائفية بحتة وتطالب بان يتم توزيعها بعدالة بين مناطق بغداد لكي لاتحمل سمة استهداف طائفة بعينها دون ان تنتبه الى انها هي التي تتحدث بلغة طائفية وتعمل على تأجيج الشارع بدلا من تهدئته بعد كل انفجار وكأنها تجهل ان داعش يوزع الموت بالتساوي بين اطياف الشعب وانه يمارس لعبة القتل حتى في دول اخرى فالارهاب لايستهدف طائفة بعينها بل يجسد ثقافة تنتهجها دول وتيارات لتدمير دول اخرى ولنشر الافكار المتطرفة واداتها المسيرة لا المخيرة هي داعش والتي ستلفظ
انفاسها بعد ان تنتهي مهمتها وليس بناءا على تصريحات حمودي المتفاءلة …
قديما قال الفيلسوف ابن رشد ان التجارة بالاديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل ، ولأن الجهل يزدهر في مجتمعاتنا –وعلى وجه الخصوص –الجهل السياسي فهناك من يتعاطى هذه التجارة غير عابيء بعواقبها التي تنعكس على الشعب قبل غيره ، ذلك ان الوطني هو من يفكر بالأجيال المقبلة أما السياسي فيفكر في الانتخابات المقبلة ولأن السياسيين في بلدنا جهلة في الغالب فهم يصرون على استخدام بضاعة الطائفية الفاسدة لتحقيق ارباح اكثر..
وسط كل هذه الفوضى ، يعيش العراقيون أيامهم المتخمة بالحر والرعب والتعب واليأس ، وقبل ان يناموا ، تمر عليهم صور احبتهم الذين فارقوهم فتصحو جروحهم ويغادرهم النوم ولايقوى تفاؤل حمودي ولاتصريحات النعمة النارية او غضب حنان الفتلاوي على حماية ماتبقى من احبتهم او ضمان مستقبل افضل لهم !