المعروف ان جمهور التيار الصدري اغلبه من ابناء الجنوب او المنحدر من هناك، لذا يلحظ ان قوة هذا التيار تكمن في محافظات الجنوب كالبصرة والناصرية وميسان، وينشط في بغداد في مدن الصدر والشعلة والحسينية والمعامل.
هذا الواقع يضع المتابع امام تساؤلات عديدة، ابرزها ان التيار الصدري منذ تصديه للعمل السياسي تمكن من الحصول على مواقع تنفيذية وتشريعية مهمة في الدولة ولعل ابرزها حصوله على سبع وزارات خدمية في حكومة عام 2010، لكن لحد اليوم لم تشهد مناطق الجمهور الصدري اي اعمار او تميز في خدمة، نعم هناك امتيازات حصل عليها قادة هذا التيار في هذه المناطق، مع فتات لاتباعه فيها، بالمقابل نلحظ تجاوزات بحق ابناء هذه المدن تصدر من قبل قائد التيار وقادته الاخرين، فمن عبارة (جهلة، جهلة، جهلة زين) وغيرها التي اطلق السيد مقتدى الصدر شخصيا الى (خلف الله على المعدان فوزونا بالانتخابات) و( بغداد ما بيها زلم جايبيلها معيدي من الشحيمية) التي اطلقهما السيد بهاء الاعرجي، واليوم تعيد الكره السيدة هدى الامين، عندما تصف ابناء الجنوب بالتخلف على منصة دولة اخرى وامام مواطنيها.
هذا الحال قوبل بهتافات اتباع التيار الصدري في هذه المدن بالولاء للدرجة الى المطالبة بمضاعفة الاهانات والشتم، ولعل اهزوجة (رزلنا عباله انعوفه!)، هذا الامر يحتاج الى وقفه طويلة من قبل ابناء هذه المدن بصورة عامة اولا ومن الواعين من ابناء هذا التيار على قلتهم، فالتاريخ الحديث يحدثنا عن ماقام به البعث الصدامي من ظلم وشتم علني، والكل يتذكر ما كتب في جريدة الثورة من مقالات، جردت ابناء هذه المحافظات حتى من انتمائهم العربي، ورغم ذلك كان البعثيون فيها يدافعون عن النظام ويحاسبون من ينتقده، وهذا يشبه ذلك بكل التفاصيل.
ان الاسلوب العدائي والعدواني الذي ينتج ولاء سابقة في تاريخ السلوك الاجتماعي والانساني تحتاج الى دراسات كثيرة وكبيرة لتفهم البشرية هذا النوع الغريب من السلوك الذي يبدو ان حزب البعث والتيار الصدري تمكنا من فك رموزه والوصول الى حقيقته، لهذا تعاملوا مع اتباعهم وفقه!
ان ابناء الجنوب ممن عرفوا تاريخهم وفهموا منزلتهم في تاريخ البشرية ملزمين اليوم في الوقوف بوجه من يريد ان يواصل طريق البعث ومن سبقه في زرع الدونية في الشخصية الجنوبية، والقيام بحملة واسعة لغرض انقاذ من هانت عليه نفسه جهلا، ليبحث عن من يهينه ليواليه، وان لا تمر هذه الاهانات المتكررة مرور الكرام لتصبح نسيا منسيا، فأبن الجنوب متخلف في صدقه وفي مرؤته وكرمه، متخلف في حفظه لشرفه وناموسه، متخلف في ابداعه وتميزه، متخلف في تاريخه الانساني حيث انبثقت اول حضارة في التاريخ الانساني على ارضه (مملكة ميشان)، ابن الجنوب يعاني من عقدة الوفاء والولاء الذي تشذ احيانا ليوالي من يحتقره من حيث لا يعلم!
دعوة لابناء الجنوب لاقامة تجمعات ومعارض ونشريات تخلد امجاد ابناء هذه المحافظات ليعرف العالم الذي يحاول بعض المتنطعين تسويقهم اليهم على انه متخلف ويعيش خارج الزمن، ابراز عبدالجبار عبدالله، فريد لفتة، ابرزو صمود ابناء الجنوب بوجه البعث الظالم وقبله الاحتلالات المتكررة للبلد وبعده مواجهة داعش الظلامي، ابراز جهاد ال جويبر وشهداء الانتفاضة وشهداء مواجهة داعش.
سيحاولون التبرير طبعا بل قد يتجاوزون المنطق ويقولون ان ابناء الجنوب عشائر تتقاتل فيما بينها، ويذهبوا للبحث عن ممارسات فردية في محاولة لجعلها حقائق وثوابت في حياة ابن الجنوب، كل ما يقال هو غيض من فيض ما يحصل في مناطق اخرى ن العراق والعالم وهي اعمال مدعومة ومدروسة بعضها للاسف من المتجاوزين انفسهم، حينما سلطوا بالامس الاراذل بقوة الدولة ليتشيخوا ويتحكموا بمصير الناس واليوم اعيد نفس هؤلاء او اسلافهم ليتسلطوا بقوة السلاح والاستغفال بعناوين مقدسة في النفوس لا تعادل (عانة) في الواقع..