مجاهد من مدينة الفاو اسمه عبد الله غالي المطوري , له تاريخ يختلف عن كثير من الناس , تاريخ مشرف ومواقف جهادية يعجز عنها كثير من المجاهدين ناهيك عن المتلونين , كان منذ نعومة اضافره مجاهدا عنيدا قارع نظام صدام بكل قوة , وأصبح مصدر رعب لأزلام النظام, كان ملتزما في العبادة منذ مراهقته , يتردد مع شقيقه الشهيد محمد الذي أعدمه النظام على جامع الشيخ محمد الفضلى في وقت كان التردد على المساجد والحسينيات جريمة تستوجب الإعدام .وكان يعلق المنشورات ضد حزب البعث في عام 1979 في الشوارع والساحات العامة بالفاو , وسبب حرجا للدوائر الأمنية والحزبية .
وحين قامت الحرب العراقية الإيرانية التحق إلى صفوف المعارضة العراقية ,اختار إيران لانطلاق نشاطه الجهادي , وتدرج في المناصب الجهادية فاختار الأسلوب الأخطر الذي لا يدانيه إلا أصحاب القلوب القوية المؤمنة برسالة السماء , كان اسمه عبد الله أربيعي , اعتمد عليه السيد الشهيد محمد باقر الحكيم {قدسره} في مسك شط العرب وقد زار سماحته الفاو في منطقة حوز ابن ضبط , نزل على أرصفة تصدير النفط معه عبد الله غالي والأخ المجاهد أبو أيمان كان ذلك عام 1993, بعد الانتفاضة الشعبانية , أنقذ حياة عشرات العوائل من نظام صدام , وكانت أجهزة الاستخبارات العراقية تعرفه جيدا وتحاول أن تقتله بأي وسيلة , ولكن إرادة الله أقوى وكثيرا من كان يزور الفاو وأم قصر وخور الزبير في التسعينات .. انه رجل مخلوق للجهاد والمهمات الصعبة ..
بعد السقوط عاد إلى البصرة , ولكنه لم يحظى بأي منصب , اشتغل حارسا في كراج إحدى الدوائر , بينما النائمون في إلفي أصبحوا في مناصب كبيرة , أصيب بأمراض عديدة ارتفاع ضغط الدم – جلطة وغيرها , بقي يعيش بعيدا عن السياسيين لأنه لا يتلون ولا ينافق , لم يسافر إلى تركيا وقطر والإمارات وغيرها , ولما جاءت فتوى الجهاد الكفائي من المرجعية العليا , قدم ولديه اثنان هما فقط , بعثهما للقتال في المناطق الساخنة , في وقت فيه أبناء المسئولين في أوربا والأردن وقطر واربيل …
لأنك عبد الله غالي , ذلك الإنسان المجاهد الشريف الذي عرفته سوح الوغى , ولأنك عشت فقيرا كإمامك أمير المؤمنين (ع) فانك تأسيت ببيت رسولك محمد {ص} ولان أبناءك تربوا في حضن المجاهدين , فأنهم يقفون اليوم يهاجمون داعش وأذنابهم في الانبار وسامراء والدجيل وصلاح الدين , لأنهما عاطلان عن العمل , كأبيهما يعيشان على الأعمال العضلية ” عماله” لذلك كان طعامهم الذي يأكلونه حلالا طيبا , فخلق منهما أبطالا أنجبتهم أم طيبة مباركة وأب لا يعرف غير الجهاد ونصرة المظلومين … أخي أبو محمد لو كنت من غير الفاو , ولو كنت من غير محافظة البصرة لأصبحت سفيرا أو وزيرا , أو صاحب شركات وامتيازات … ولكنها الإرادة الإلهية أن يراك الله بين الأشراف الذين لا تطأطئ هاماتهم للدولار ولا للعار , ولا يتلونون كل يوم حسب الطلب …