إنها (هند بنت عتبة) ، زوج (إبي سفيان) ، أم (معاوية) ، جدة (يزيد بن معاوية) ، المرأة (الأموية) التي مزقت بطن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، سيد الشهداء (حمزة بن عبد المطلب) عليه رحمة الله ورضوانه ـ لتخرج (كبده) وتلوكه بأسنانها ، في مشهد (مقزز) ومؤسس لبدايات (داعشية – أموية) تتخذ من (أكل لحوم البشر) وسيلة للانتقام وكبح جماح الفضيلة ، ضمن الأطر (السلوكية) لبيت من بيوت (الدعارة) العربية – الأموية ، التي حاربت الإسلام والرسول الأعظم وأهل بيته (عليهم أفضل الصلوات والتسليم) في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) وبعد استشهاده ، وحتى يومنا هذا .
(هند بنت عتبة) الأموية ، (الزانية) ، المشهورة الزنا ، كما ذكر (المؤرخون) ، وأثبت (المحققون) ، هذه المرأة وقفت يوم (أحد) لتستعرض نفسها ، وتقدم (استها) هدية لمن يتخلى عن (محمد) صلى الله عليه وآله ، وتجعل من جسدها (غنيمة) سهلة لمن يعتزل القتال ، غنيمة (لا يوجف عليها بخيل ولا ركاب) ، في جيش (عربي – أموي) آثر أن يجعل من الحرب على (محمد) صلى الله عليه وآله ، احتفالاً لقتل الفضيلة والتوحيد والخلاص من ربقة العبودية .
الجيش العربي الأموي جاء ، وبمعيته (دنان الخمر) ، والراقصات ، والغانيات ، ليمنح المجاهدين (استراحة مقاتل) في خيام الخسة والرذيلة ، وإشباع (شبق) الهمج الرعاع من (الأعراب) الذين كانت آلهتهم ومعابدهم لا تتعدى منهم (البطن ، وما تحت البطن) ، ولتشبع عيون (المجاهدين) بأرداف وصدور (الغانيات) العربيات من ذوات (الرايات الحمر) التي كان يتاجر بها (الجاهليون) ، ويعتبرون ما يأتيهم من (عائدات الزنا والسفاح) تجارة يقيمون بها أودهم ، ويكبرون بها ثرواتهم ، وينمون بها (سيادتهم) ، ويعتبرون ما تنتجه (فروج الزانيات) مدخولاً طبيعياً لا يستفز كرامتهم ، ولا يثير رجولتهم ، ولا يخدش كبريائهم .
وعلى مقربة من هؤلاء الهمج العلوج الرعاع ، يقف البيت (الهاشمي) الذي أنتج (محمداً وآل محمد) عليهم أفضل الصلاة والسلام ، يقف هذا البيت على طرف النقيض من هذه الممارسات (المقززة) ، ويتخذ جانب (المعارضة) من هذه المفردات التي أدت إلى انهيار المنظومة القيمية ، في مجتمع (ساقط منحرف عفن آسن آجن) تملؤه الفاحشة والزنا ووأد البنات والربا وعبادة الأوثان والمتاجرة بالفروج ، بيت من (الأحناف) الذين لم ينحرفوا عن خط (إبراهيم) عليه السلام ، في موضع (الشرف والكرامة) على الأقل .
هند بنت عتبة ، أم معاوبة (خال المؤمنين) بزعمهم ، وزوج أبي سفيان (جد المؤمنين) بزعمهم ، وجدة يزيد بن معاوية (ابن خال المؤمنين) بزعمهم ، هذه (المومس) المشهورة الزنا ، وقفت (قبل وفي ) يوم (أحد) ، لتؤلب الناس عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولكي تثبط الناس عن نصرته ، مستغلة بذلك (هوس العرب بالخمر والنساء) ، مستعرضة بذلك (إمكانية) أن تمنحهم (جسداً غزيراً) و (عطراً مثيراً) و (فراشاً وثيراً) بأسلوب واضح وفاضح من أساليب أية (قوّادة) من قوادات هذا الزمن .
وقفت ، متمثلة بأبيات شعر لشاعرة جاهلية ، هي أم مالك (كرمة بن ضلع) ، تقول فيها :-
نحن بناتِ طارق … نمشي على النمارق … مشي القطيّ البارق … المسك في المفارق … والدر في المخانق … إن تقبلوا (نعانق) … أو تدبروا (نفارق) … فراق غير وامق .
هذا الاستعراض المكتنز بــ (الإيحاءات الجنسية) ، هو دعوة لا تحتاج لمفرط وعي لكي يفهم منها (المتلقي) بأنه استعراض وعرض لأجساد من مواصفاتها أنها معفرة المفارق بالمسك المثير للشهوة ، و المكللة بالدر الذي يزين (الأعناق والصدور) ليزيد في الرغبة الجنسية ، مع إشارة إلى (وثرة ودفء ونعومة) الفراش الذي يعزز من رغبة الشبق لدى (الأعرابي) وغير الأعرابي ، مع تلميحات (قوّادة) تجيد إثارة العابرين ، في ومضة (إن تقبلوا نعانق) نعانق ، نعانق ، نعانق … هذه الكلمة التي تدب وتسري كسريان الخمر في أعصاب الرجال .
(هند بنت عتبة) .. تقف ، وتدعو جيش رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى ترك القتال ، والتوجه إلى (الغرف الحمراء) ، للتمتع بالنساء المكتنزات بالمسك والدر على نمارق الفاحشة ، مستعرضة (نفسها) للقيام بهذه المهمة ، ومبدية إستعدادها لأن تكون (ضجيعة) من يتخلى عن القتال ، كل هذا ، وزوجها أبو سفيان بن حرب (سيد مكة والعرب) موجود في نفس الزمان والمكان ، وابنها (خال المؤمنين) معاوية موجود أيضاً ، يسمع ويرى (التدر) الذي نشرته أمه على مرآى ومسمع من ضربان العرب ، ولم تهتز لإبي سفيان ولا لمعاوية شعرة في جسد الكرامة ، ولم تطرف لهما عين في وجه الرجولة ، ربما لأن (بني أمية) قد اعتادوا أن يسيروا على نهج (الغاية تبرر الوسيلة) ولو على حساب الشرف ، أو أنهم (اعتادوا) على المتاجرة بــ (فروج) نسائهم من أجل (المناصب والمكاسب) …
[email protected]