18 ديسمبر، 2024 5:52 م

جنود الحضيرة 130 ملم..

جنود الحضيرة 130 ملم..

ستالين غراد

بدأت المدفعية الالمانية تهيء لتقدم سريتي مدرعات بانزر المجنزرة صوب الدفاعات الثانية لمدينة ستالين غراد المحاصرة,

خلف اخر اسوار المدينة كان العريف القوقازي المدفعي حمزتوف  شاهي رحمانوف يحث الجنود على عدم التوقف في ردع مدفعية الالمان وارغام مدافعها على السكوت حتى يكون بمقدور سرية الصد من احراق مقدمة رتل البانزر.

ماذا كان دور حمزتوف في هذه المهمة .أنه يغني فقط.

2

جبل لاله حمران

جبل لايبعد كثيرا عن حافة حوض بنجوين سوى بخمسة عشر ميل . البطرية الثالثة لكتبية المدفعية المتوسطة نشرت مدفعاً جوالاً من مدافعها للمشاغلة . الغريب أن اعداد المدفع 6 جنود جميعهم من اهل مدينة الثورة الواقعة في اطراف بغداد .

ما يجمعهم ليس المدفع ال130 ملم الذين يشكلون حضيرته بل يجمعهم التالي:

جندي أول حسن ماخوذ عفتان 1966 سكنة قطاع 6.صوته عذب بغرابة ولكنه لايجيد غناء سوى ( حسين سعيدة. )

العريف فرحان بجاي موهدر 1957 قطاع 44 .حنجرته بها بحة غريبة ولكنه لايقلد سوى صوت ( سلمان المنكوب.)

الجندي نايف دشر عبد 1965 قطاع 52 .يغني بعذوبة ولكنه معجب فقط بأداء صوت (عبادي العماري.)

رأس العرفاء علي داخل دخيل 1955 قطاع 55 .يجيد تلقيد (عبد الزهرة مناتي ) بشكل جميل.

نائب العريف حنون مراود فحل 1958 قطاع 9 .مولع بتقليد صوت (جواد وادي .)

نائب ضابط بسيم مراد خلف  1948.قطاع 55 .يجيد تماما تقليد (نسيم عودة .)

معهم مخابر من اهل الزبير هو نائب عريف جواد كاظم حمد 1964.

جواد باع جهاز الراديو الذي معه .وبرر ذلك انه لايحب أن يسمع من الاذاعة سوى اغاني الريح ومادام هؤلاء المطربين متوفرين من الصباح الى الليل وبالتناوب فلماذا يخسر على الراديو بطاريات فقرر بيعه.

في هجوم بنجوين في تشرين الثاني 1983 .التف الفوج الجبلي الخامس للحرس الثوري الأيراني حول جبل تاريار .وتم أسر 3 جنود من حضيرة المدفع الجوال  130والمخابر كان ولم يزل مفقوداً.

الباقون اتخذوا أغرب قرار يتخذه جندي في الحرب . انهم هربوا سوية من الجيش واتفقوا ان يكونوا خرسانا كل حياتهم  حزنا على رفاقهم الذين وقعوا في الاسر .وتخلصا من ملاحقة الانضباط…

ظلوا هكذا حتى نهاية الحرب وبعدها …

بعد 2003 .عاد اصدقائهم من الاسر …لحظة العناق في لقائهم مع رفاقهم القدامي في حضيرة المدفع 130 ملم ، أراد كل واحد منهم ان يعبر عن مشاعره بأغنية .تفاجئوا جميعهم أن حناجرهم قد اختفت….!