حول المقارْ ,
كم تجمّعتْ ..
بمثل حجيجها البشر , سُحبا
بكت بها عيونُ الجياع
وأمتلأ الأفق ,
بالأمطار.
ولا أحد , بكى
على لوعة الجفون
وهي تستعر بالنار
لا من المحدّقين ,
تحت أعلام القلاع
المثبتّة بالمسامير
والأصفاد ,
ولا من الواقفين
تحت شرفات الحصونْ .
فغدت جفونها , سودا
في محاجرها ..
وأبيضت في رماد .
كبائع تونسي , كذّب التقشف
ودعوات ملاحقة اللصوص
وشحّة الشيكات
في رحال الحاكمين .
فأغلقت السلطات , الرصيف
بالأسمنت المسلح ..
بأنياب الفقر , الفارعات
وباليأس أبواب التعيين.
كذلك تُصنع ممالك الظلام , يا إخوةً
في كل برلمان , والخبز
بمختلف الوعود
ويدعى اليه الجياع
ليأكلون.
أين تعثرت قلوبكم ؟
مطوية بكتب الأفاعي ..
والشياطين ..
أفي الغرب ؟
فأصبحتم حشرات ,
قافزين ,
أم في الشرق ؟
فكنتم ضواري
على مدى الدهر ,
جائعين .
تناصرون على الأعمى
عواء الذئاب ,
وعلى الفقير , نواهق الفلاة
ولا يجمعكم صريخ , على عدل
أويستوي شملكم على حياد .
دأبكم تتشبثون ..
بالأنتخابات , مبررة الوجود
تحكمكم المنفعة
ويتجلى الأمتداد
بالجنادب والقرود .
وتعيدون القهقرى , بأفتتان
منذ فجر الحضارات ,
وعلى زجاج التأريخ ..
دأبتم ساقطين .