من النادر أن تجد طبخة عراقية بدون استخدام (الثوم) .. المرأة العراقية ترى في (الثوم) مضادا حيوياً يشفي جميع الالتهابات في المعدة والبلاعيم واللوزتين لذلك تستخدم (الثوم) في مرقة الباميا والكباب المقلي وفي التشريب والباجة وفي صنع الجبن المنزلي أيضاً وهي تحاول أن تحمي زوجها وأولادها بواسطة (الثوم) من أمراض تصلب الشرايين والكولسترول وارتفاع ضغط الدم والسكري وحتى حمايتهم من (الاسهال)..!
منذ عام 2003 وحتى يوم تنازل دولت نوري المالكي عن عرش الحكومة العراقية كان (ثوم المحاصصة) موجودا في كل تشكيلة وزارية وفي كل بناية من بنايات الدولة وفي كل مجلس من مجالس المحافظات وقد اخبرني أحد الاصدقاء في البصرة أن بإمكان كل من فيها أن يشم رائحة (ثوم المحاصصة) حتى في تعيين (الفرّاشين) بمدارسها ..! كما أثبت الرؤساء العراقيون منذ 10 سنوات أنهم اقتدوا بأمهاتهم في استخدام (الثوم ) بكل طبخة سياسية من الطبخات الوزارية الثلاثة الماضية حيث عمّت رائحة كريهة في كل مكان من أرض العراق مما جعل لصوص (داعش) يقفزون من (مستنقع) وجودهم الضحل إلى (سطح الأحداث)..!.
ترى هل يستطيع الرئيس المكلف أن يتجاوز(هموم) تشكيل الوزارة الجديدة في زمن لا يوجد فيه (حبوب منع حمل الهموم) ..؟ هل يستخدم دولت الرئيس حيدر العبادي (ثوم المحاصصة) أم أنه يستخدم (عسل التكنوقراط) لتجميع زهور الكفاءات العراقية المدنية وتخليص بلادنا من كل الروائح الكريهة المتجمعة من (زبالة) السياسة الطائفية الماضية..؟ مما لا شك فيه أن في استخدام (الثوم) مغامرة ظهور الرائحة الطائفية الكريهة من جديد ، بينما في استخدام (العسل) حلاوة ترضى جميع الناس والأذواق..!
(قولون السياسة العراقية) لا يمكن معالجة أمراضه من دون تخليص جدران الأوعية السياسية كلها من ترسيبات المحاصصة الطائفية التي اربكت توازن كريات الدم السياسي العراقي ، البيضاء والحمراء، طيلة السنوات العشر الماضية..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· قيطان الكلام:
· إذا أستخدم حيدر العبادي المحاصصة الطائفية فأن (الثوم) لا يعالجها بل يحطم مصارينه حتماً..!