17 نوفمبر، 2024 8:33 م
Search
Close this search box.

جميع الأحزاب تصلح للديمقراطية !

جميع الأحزاب تصلح للديمقراطية !

عندما تتحقق التربية الديمقراطية الصحيحة في أي مجتمع , فأن جميع أحزابه تكون صالحة للمشاركة في الحكم , وفقا لضوابط الدستور الذي يكفل حقوق الجميع.

فالعيب ليس بالأحزاب مهما كانت توجهاتها الوطنية , لكن العيب الأكبر في قصور التربية الديمقراطية.

فالمواطن المُربّى ديمقراطيا , والواعي لمصلحة بلاده ومجتمعه لا خوف منه ومن الحزب الذي يؤسسه ويشارك به في العملية السياسية.

وعلينا أن نعترف جميعا بأننا ما ترعرعنا ديمقراطيا!

فالفرق واضح بيننا وأبناء المجتمعات التي تربت ديمقراطيا عبر الأجيال , ويظهر في كيفيات تناولنا للموضوعات والآراء بحواراتنا , التي تؤدي في معظمها للتخاصم والعداء والبغضاء.

فنحن لا نمتلك من الديمقراطية ثقافتها وروحها ونفسها وفكرها وعقلها وسلوكها وآلياتها ومعانيها وأسسها , ونجهلها بالكامل.

فالواحد منا عارف وأمير وسلطان وفيلسوف وسياسي وسيد وشيخ ورئيس وحكيم , وإياك أن تقول له لا تعرف , فكيف يكون في وعاء ديمقراطي , مَن يحسب أن لا مثيل له بين الناس , بالمعنى الاخر لذلك.

هذه حقائق طبعنا وموقفنا وإقترابنا من بعضنا البعض , وما فينا يقول بوضوح بأننا دائما وأبدا        ” نتفق على أن لا نتفق” , وهذا ما يسعد أطراف أي حوار , ويغذي ما فيهم من الحاجات والعاهات النفسية المستورثة!

والأمثلة والشواهد عديدة ومتكررة ويمكن لأي قارئ أن ينظر في نفسه ومن حوله ليأتي بالكثير منها, وأكثرها سيادة ووضوحا , ما يجري بين الذين يسمون أنفسهم بالساسة في أنظمة الحكم بأسرها , فهل وجدتم أنهم إتفقوا على شيئ , وفضلوا مصلحة الوطن والمواطنين على مصالحهم , وهل وجدتم فيهم مَن يتحلى بروح ديمقراطية حقيقية وصحيحة؟

وهل تساءلنا لماذا يمعنون بإتهام بعضهم البعض , وتدبير المكائد والويلات؟

والجواب ربما يتلخص بأنهم بلا تربية ديمقراطية , ولو كانوا حقا (متربين ديمقراطيا) , لما أصابهم ومجتمعاتهم الفساد والضعف والخسران , ولتمكنوا من الإنتقال بالواقع في بلدانهم إلى أفضل حال , لأنهم يمتلكون المال الكافي لرفاهية أبناء المجتمع , لكنهم بلا رؤية ديمقراطية , مما يجعلهم يبذرون الأموال بشراء الأسلحة التي يقتلون أبناء الشعب ويخربون البلاد , ويحسبون أنهم الأبطال الأشاوس , والعناترة الأفذاذ!

فلنعرف الديمقراطية قبل أن ندعيها ونخادع أنفسنا والآخرين وكأننا في غياهب البهتان الأليم!!

أحدث المقالات