من البديهيات أن الفوضى وعدم الاستقرار والأمن لا يخدم الشيعي والسني والعربي والكردي والتركماني فضلا عن بقية الأقليات والطوائف في العراق ، وطالما حذر القادة في العراق من الإرهاب الذي لا دين ولا مذهب له ، ومنذ التغيير النيساني يؤكد السياسيون في العراق ان ما يتعرض له هذا البلد من تفجير وتفخيخ وعمليات ارهابية مسلحة من جماعات مدعومة من قطر والسعودية وتركيا لابد ان يعود الى هذه الدول ناهيك عن دول اخرى كانت راضية عن مايحدث في العراق لاسباب قد تكون أيدلوجية طائفية كما هو الحال في مصر ام اسباب التخوف من المشروع الامريكي في المنطقة الداعي الى نشر الديمقراطية كما تدعي والنتيجة نشرت الفتن والحروب الطائفية بين شعوب المنطقة ، وبالتالي كانت رؤية القيادة السياسية في العراق سليمة من هذا الارهاب المدعوم من الاخوان سواء من دول الخليج او الاردن او سوريا او مصر وتونس والمغرب وليبيا سيعود عليها لانه اصلاً مدعوم من المخطط الصهيوني الامريكي في ظل نظرية الفوضى الخلاقة الرامية الى خلط الاوراق ورسم المنطقة في اطار جديد يحمل في طياته تقسيم المنطقة من خلال سايكس بيكو جديدة نقسم الدول الكبيرة الى دويلات صغيرة خاضعة للهيمنة الأمريكية سياسياً واقتصادياً ناهيك عن اهتمامها بهمومها ومشاكلها الاجتماعية بعد خلق المشاكل الداخلية بين القوميات والأديان والاثنيات والنتيجة بقاء هذه الدول غارقة في مشاكلها الداخلية في الوقت تعيش اسرائيل بهدوء وسلام ونهوض اقتصادي وعمراني واجتماعي على حساب هموم ومشاكل الدول العربية الإقليمية والمجاورة .
من هنا نرى ان البعض من قادة العملية السياسية في العراق بالرغم من اختلاط أصوات الانفجارات في كل مكان وحالات القتل الجماعي للعراقيين سنة وشيعة يطالبون بالكف عن اعتقال الإرهابيين في بعض محافظات العراق لاسيما في اطراف بغداد حيث حواضن هؤلاء وكأنهم ينحازون للقتلة والارهاب على حساب الضحايا بل هم يتهمون ائتلاف دولة القانون بانه يحاول صرف الناس عن هذه الجرائم باعتقال الأبرياء وهذا منطق يخالف الحقيقة فمن يقوم بالاعمال الاجرامية لابد من معاقبته وبقوة وحسب قول الله تعالى ( ولكم في القصاص حياة ياولو الالباب ) ، وعليه نطالب دولة رئيس الوزراء الضرب بحديد على حواضن الارهاب وعدم الوقوف الى الاصوات الداعمة للارهاب في هذه المناطق فهي اصوات لاتريد الخير لهذا البلد ولك اسوة في الفريق السيسي الذي طالب بالدعم الشعبي لضرب الارهاب في مصر . اذا طالب بتفويض الشعب المصري على ضرب جماعة الاخوان المسلمين في الوقت ان هذه الجماعة منتخبة وحصلت على الاغلبية في الانتخابات ولم تمهلوهم اشهر حتى تم فض اعتصامهم بالقوة ناهيك ان الاخوان المسلمين لم يمارسوا ما مارسه التكفيريين والبعثيين في العراق فبعد عشر سنوات من التغيير الديمقراطي يقوم هؤلاء بالقتل اليومي بالسنة والشيعة وحواضنهم السياسية والاجتماعية ولجانهم في حقوق الانسان تطالب بالكف على اعتقالهم فضلا عن الدفاع عنهم وكأنهم ملائكة الرحمة والشعب هو المجرم .
يكفي مداهنة ومراعات لمشاعر التكفيريين والبعثيين ، دولة الرئيس انتم مطالبون اليوم بحماية المجتمع العراقي من الحواضن السياسية والاجتماعية للارهاب الاعمى ولا سماع للاصوات النشاز التي تطالب بوقف الاعتقالات فلو ان هذه التفجيرات في السعودية او مصر او اسرائيل لجاءت امريكا بنفسها لحماية هذه الدول ، اليوم عليك مسؤولية تاريخية وقانونية واخلاقية بحماية العراق ، حماية المشروع التغييري الاصلاحي ، حماية الاغلبية السكانية من عمليات الموت الجماعي على يد التكفيريين ، احمي العراق ، والعراق معك وسينصرك الله لأنك على الحق .