لا يروق لي أن أرى غير الجيش العراقي الباسل أن يقاتل داعش الإرهاب, داعش مستنقع الضفادع والخزي والعار ولكن قدر لشعبنا أن يخوض مخاض عسير استدعى تدخل المرجعيات الدينية للجم الخطر المحدق في البلاد لكي يقف سبي العباد وهتك الأعراض في ظل نظام كانت تصميماته بهذا الشكل وكان للأمريكان اليد الطولي في خلق هكذا أوضاع استثنائية وشاذة عبر هندستهم لشكل هذا النظام العراقي القائم على التوافقيات الطائفية والاثنية, ولكننا اليوم بين كماشتين خطيرتين, بين داعش الفساد والتفسخ الخلقي وبين قدراتنا للتصرف في المتاح الممكن للحفاظ على ارض الوطن من العملاء والمتواطئين لاستباحة ارض العراق !!!!.
لقد كان للجهاد الكفائي ضروراته الملحة قي ظل فساد مؤسسات الدولة العراقية واختراق الفضائيون لها في ظل حكومة عراقية سابقة فاسدة, كان قوامها نصف الجيش تقريبا غير موجود على ارض الواقع, بل كان وهميا ولا قيمة تذكر له. انه الفساد بعينه في أغلى مؤسسات الحفاظ على الوطن إلا وهو المؤسسة العسكرية التي يفترض أن تكون الجهة الوحيدة الحامية لأرض العراق وشعبه من دنس الارهابين والقتلة وسفاكي دماء الأبرياء ومنتهكي الأعراض وسابي النساء !!!.
ما ذنب ابن البصرة وبغداد والناصرية والعمارة والحلة والسماوة أن تراق دمائهم وتنصب لهم العزاء في ظل هكذا أوضاع مشينة نفتقد فيها إلى جيش وطني كان منه الأولى أن يقوم بهذه المهمة, ألا يكفي زجهم في جبهات القتال مع إيران في حرب بسوس استمرت لعشرة أعوام, فهل يوجد دم ارخص من دم آخر, فالموقف من دم البشر واحد لا يقبل التجزئة والاجتهاد !!!.
التضحيات التي يقوم بها أبناء المحافظات الجنوبية والوسطى والمتمثلة بقوى الحشد الشعبي هي تضحيات تستحق كل احترام العراقيين الذين يعرفون تماما لولاهم لوصلت داعش إلى بغداد, بغض النظر عن ادعاء بعض من أبناء تلك المناطق المحتلة من داعش أن هناك جرائم وسرقات ترتكب من قبل قوى الحشد الشعبي في محاولة لتحويلها إلى جرائم كبرى ولحرف مسار الأحداث بما يبقي داعش جاثمة لسنوات في ارض العراق, وقد أصدرت المرجعية الشيعية نداء أخلاقي لتجاوز حالات التطاول على ممتلكات الآخرين في محاولة منها لدرء خطر ممولي الدعايات الإعلامية ومهندسي الحروب الإعلامية من بقايا النظام الدكتاتوري العفن في تصور مريض لهم وخلط لأوراق الصراع الدائر في محاولة لهم لديمومة داعش !!!.
أنا لا ازكي الجيوش ولا حشود الحشد الشعبي في زمن الحروب لان ما يحصل في زمن الحروب هو استثنائي ولكن علينا أن لا نخلط الأوراق وأمامنا عدو شرس يستبيح الدماء والأعراض وهمجي بكل المقاييس, فأن التركيز على الهدف الأساسي المتمثل في القضاء على داعش يستحق تعبئة كل الجهود بغض النظر عن التفاصيل الجانبية التي تحدث في ساحات المعارك !!!.
النصر كل النصر لقواتنا العراقية الباسلة بإمكانيتها المتواضعة الآن لدحر داعش وتحرير العراق من دنس الأوغاد والقتلة المجرمين ومزيدا من التلاحم بين البيشمركة البطلة وقوات الجيش العراقي لأخذ زمام المبادرة لدحر الظلاميين الأوغاد, والى مزيدا من التوعية الفكرية والذهنية لأبطال الحشد الشعبي كي يتجنبوا إشكاليات تواجدهم في ارض يجب الحفاظ على أهلها ومالها ومقدساتها .. النصر للجيش العراقي الأغر وللبيشمركة الإبطال وأبناء الحشد الشعبي الأوفياء وأبناء محافظاتنا الغربية المناضلين, فأن داعش لا دين لها ولا أخلاق وعلينا تأكيد ذلك ببسالة شعبنا ودحرهم واختصار الزمن للنهوض بعراق آمن خالي من نفايات البعث والإرهابيين القتلة !!!.