22 نوفمبر، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

جمهور داعش الاوسع

جمهور داعش الاوسع

لم تعد داعش وسلوكها العام والتمدد الذي تقوم به هنا وهناك وما يرافقه من اعلامها وصدى الاعلام الاخر حركة او حزبا او جماعة لها اهدافها وغاياتها ، انما باتت تمثل ظاهرة اخرى تتفشى في المجتمعات العربية والاسلامية ، ولست اقصد هنا خياراتها وشعاراتها العقيدية ومبادئها التي حددتها لنفسها وشرحت خطط الوصول اليها ، لا اقصد ذلك لان كل هذا الكلام العقائدي والتاريخي والخطط هي خارج الزمان والمكان وخارج المنطق البشري المعاصر ومرفوض وملفوض ومتلاشي حتما ، فالمجتمعات الان ذاهبة الى تطور عام في الحياة واسلوب العيش ومستلزمات هذه الحيلة من تقنيات واليات وبرامج نمو وتطور وخيالات اخرى ، فضلا عن الثقة التامة بعقلانية وعقل الديانات السماوية والدين الاسلامي الحنيف خصوصا ، هذه العقلانية لا تتجاوز العقل الانساني وحفظه ولا ترفض العملية الناتجة عن هذا العقل ، طالما هي ديانات سماوية تدعو وتعتقد بوحدانية الله سبحانه وتعالى وتصدق انبياءه وتقر عدله واحسانه وعلمه ، وهذه كلها دعوات الى الكمال الانساني المتجه نحو الله جل وعلا .

ولكن بالرغم من كل هذا الرفض لشكل داعش وسلوكها فانها تمتلك افرادا وجماعات خاصة بها واخرين مناصرين وهاتفين لها ، ومن المفارقات لهذه الداعش ان الكثير من محبيها ومناصريها لا يعتقدون البته بها وبمعتقداتها بل يتعارضون معها (( فكريا )) ان جاز التعبير و(( ثقافيا )) الا انهم يصفقون لها ويدعمونها بشكل او باخر وهؤلاء في تزايد ان لم تقطع الطرق الموصلة اليها وتعبد الطرق الاخرى المنقذة منها . نتلمس يوميا في وسائل الاعلام

وقنوات التواصل الاجتماعي التصفيق والتهليل بداعش والاستبشار بانها ستاخذ الثأر لهذه الجماعة وتلك المجموعة من الاخريات الظالمات ليتركز بيننا وفي البعض مفهوما اجتماعيا ان داعش بلاء من (( الاقوى )) ضد متجبر ، متكبر ، او ظالم لايمكن الانتصاف منه الا عبر هذا البلاء المدمر ومن على شاكلتهه ، ويصاحب ذلك اليأس والقنوط من قدرة المواجهة والتغيير او تحصيل الحقوق ، وبالتالي فان هؤلاء(( المحبطين )) في اوطانهم ومجتمعاتهم وفي مؤسساتهم هم خامات اولية داعشية يمكن ان يكونوا جزءا منها او مناصريها على اقل تقدير ، وهم ضحايا السنن البائسة الظالمة والقاهرة لحقوق الناس وتطلعات البشر .

ان هذا المفهوم في تصنيع داعش يرتب التزاما شرعيا واخلاقيا على كل رافض لداعش ومتصد لها في كل مكان وبأي عنوان انساني ، على هؤلاء ان يراجعوا انفسهم في حجم الظلم الذي يمارسوه ودرجة سخونته في تفقيس الدواعش ، اما المتبقي من داعش في الامن والسياسة والفكر والثقافة فان العقل الانساني بما حباه الله من قدرة فهو قادر ومتكفل بانهائه تماما .

أحدث المقالات