18 ديسمبر، 2024 7:59 م

جمهورية المنطقة الخضراء‎

جمهورية المنطقة الخضراء‎

ثلاث عشرة سنة مرت على زمن الإحتلال الأمريكي للعراق وتأسيس المنطقة الخضراء التي تحصن فيها المحتل  وعملاؤه وانطلقوا منها لتفتيت العراق وتدمير شعبه ونهب ثرواته، وبعد إعلان الإنسحاب الأمريكي الزائف من العراق إستقرت زمرة الكفر والبغي والفساد فيها ممن يدعون أنهم سياسيون كالغربان وردوا حوض دجلة والفرات بعربات المحتل لاتفصلهم عن الشعب العراقي سوى أسوار وأسلاك واهنة لاوجود لقوتها إلا في عقولهم المريضة وهم يظنون إن حصونهم وأسوارهم مانعتهم من غضب الشعب وزلزلة ثورته تحت أقدام الفساد والطغيان الديني والعلماني والشيوعي الذي يتحصن خلف تلك الاسوار . لم يشهد التاريخ يوما” منذ أن تأسست الدساتير والجمهوريات والحكومات مثل حكومة المنطقة الخضراء ولم تشهد الشعوب حكاما” كهؤلاء ، لانعلم كيف يحكمون وكيف يفكرون ، إنهم شرذمة من المشردين في شوارع أوربا ومتسولي الخيانة والعمالة أمام سفارات أميركا جمعهم شيطانهم الأكبر بوش وجاء بهم ليحكموا بلد الحضارات والتاريخ والقانون وبعد أن إستمكنوا من الشعب جاء دور شيطانهم الأصغر إيران ليكمل خارطة طريق الشيطان الأكبر ويوسوس لهم كيف يديروا دفة الحكم وكيف ينتقموا من شعب العراق ويسرقوا ثرواته ليبقى طول الدهر منهكا” مدينا” يعاني الأمرين مر الديون التي تثقل كاهل العراق وأجياله ومر الإرهاب والقتل والطائفية التي زرعها المحتل وغذتها إيران بأحقادها وسمومها ، كيف لا ومن يحكم العراق الأن قد تربى في أحضانها ويدين لها بالولاء والطاعة ، حكومة لاتعلم مايدور في الشارع ولاتعرف أصول السياسة والإدارة تحصنوا خلف الأسوار وهمهم جمع الأموال وسرقة الشعب وأرضاء أحزابهم وأسيادهم في إيران غير مكترثين لشعبهم ولا الجماهير التي إنتخبتهم . لقد أسس اللصوص جمهورية لاتتجاوز مساحتها    10 كم٢ تحصنوا بأسوارها ، جمهورية  مكونة من الأهل والأقارب والأصهار فقط معتقدين أن السلطة هي جمع المال والثروة والتفاخر بكثرة المال الحرام  وحولوا العراق إلى حكم العوائل والتكتلات والتحزبات متناسين الشعب والويلات التي أصابته ، يجترون أقوالا”وعبارات كاذبة منذ ثلاث عشرة سنة ومامن فعل يفعلوه . لقد بات السياسيون العراقيون يعيشون في واد من الرفاهيةوالنعيم داخل أسوار جمهوريتهم الخضراء لايغادرونها سوى إلى المطار للإستجمام والراحة من الراحة التي يعيشيونها بينما يعيش العراقيون في واد أخر تحيطهم أسوار الجوع والفقر واليتم وانهيار الخدمات العامة وضنك العيش يحيط بهم من كل مكان. تبا” لكم من حكام كيف تديرون دولة وتسيرون مؤسساتها من خلف تلك الاسوار، وهنا نتسأل هل الخلل فيهم فقط أم يشاركهم هذا الخلل والوضع الشاذ الشعب أيضا” ؟ كيف لشعب أن يصمت على الظلم والفساد والطغيان وعن شرذمة من اللصوص والفاشلين في الحياة تقاذفتهم أمواج الخيانة والعمالة والرزيلة ووصلوا إلى شواطئ دجلة والفرات محملين بحقد السنين على شعبها ، كيف لمثل هؤلاء أن يحكموا مثل هذا الشعب الخلاق شعب الحضارات شعب الثورات والإنتفاضات . أيها الشعب العراقي كفاكم سكوتا” عن الظلم والظالمين وكفاكم تخندقا” في صفوف الطائفية والعرقية والإثنية المقيتة التي نخرت جسد العراق منذ ثلاث عشرة سنة ولم يستفد منها إلا لصوص المنطقة الخضراء ومن دار في عجلتهم من الإنتهازيين وأصحاب المصالح ولم يخسر في هذه المعادلة الظالمة إلا العراق وشعبه ، كفاكم سكوتا” وصمتا” على ظلم الظالمين ، لقد آن الآوان أن تنفض عن أكتافك غبار ثلاث عشرة سنة عجاف وأن ترفع عن كاهلك أثقالا” كبلتك بها الأحزاب الطائفية وسخرتك لخدمة مصالحها الفئوية المحضة وأنت تقف متابعا” لاحول لك ولاقوة ، آن الآوان أن تحطم أسوارا” أتعبتك وتفكك أسلاكا” أنهكتك وتعلقها برقاب الظالمين القابعين خلف تلك الأسوار والمتخندقين خلف تلك الأسلاك وتحاسبهم على ماأقترفته أيديهم وما سولت لهم أنفسهم من قتل وسفك للدماء وإنتهاك لحرمات العراق . لقد آن الآوان أن تتحطم أسوار المنطقة الخضراء وأن تتفكك أسلاكها ويسترد الشعب ماأخذ منه غدرا” وزورا” فماأستلب بالقوة لا يسترد بغير القوة. نعم آن آوان الليل أن ينجلي عن فجر  العراق وآن آوان شمس الحقيقة أن تبزغ في سماء العراق لنحاسب ثعالب الليل وذئاب الطريق الضالة التي نهشت لحم العراق في ظلمة الليل وعلى حين غفلة من الزمن والتاريخ الذي لن يرحمهم وسيلعنهم أينما جاء ذكرهم على مر العصور وإن غدا” لناظره لقريب.حفظ الله العراق وشعبه 

Ehabalizy70@gmail. Com