23 ديسمبر، 2024 5:07 م

جمهورية الفاسدين

جمهورية الفاسدين

يقال أن في العهد القديم كان هناك قوم يستجيب الله لهم الدعاء كلما دعوا الله ،لذلك لم يستطيع حاكم ظالم أو فاسد أن يستمر في الحكم لان القوم يدعون الله على هذا الحاكم فيهلك هذا الحاكم في لحظته ..لذلك طلب احد أفراد حاشية الملك من الملك أن يذهب إلى هذه المدينة من اجل الحكم فيها ..فضحك الملك من هذا الطلب ..فقال له آلة تعلم أن هولاء القوم لا يستمر لديهم حاكم ظالم؟
فقال بلى سيدي الملك ولكن أنا مصر على الذهاب أليهم ..بعد أذنك سيدي الملك .
فأمر الملك له بالذهاب وبحكم هذه المدينة ..فوصل هذا الرجل وهو يعلم بهولاء القوم ،وبقربهم إلى الله تعالى ،وبعد وصوله بأيام أمر بإحضار كبار القوم في هذه المدينة ،فقال لهم أن المدينة مقبلة على موسم جفاف لذلك يجب علينا ا ن نتهيأ لهذا الجفاف من خلال توفير كميات ،ولو بسيطة من الحنطة من كل بيت في هذه المدينة ،فتمت تجميع هذه الكمية ووضعها داخل مخزن كبير ،وبعد أيام عاد وستدعى كبار القوم ،وقال لهم أن الله فرج عليكم ،ولا يوجد جفاف فدعوا القوم من اجل أن تعود أليهم كميات الحنطة التي تم خزنها داخل المخزن ،ولكن ماحدث لحظة وصول الناس إلى المخزن فاق التوقعات فقد أكل القوي الضعيف وأختلط الحابل بالنابل ،وبعد أيام على هذه الحادثة بداء الحاكم بالظلم والطغيان والفساد وكل المحرمات ،فاشتكى الناس إلى الله هذا الظالم ،فسمع الحاكم بهذا الدعاء فضحك عليهم ،وقال أن الله سوف لن يستجيب لكم بعد اليوم أي دعاء ،والسبب أكلكم المال الحرام فقد قطع الله عليكم الدعاء بسبب ذلك.
هذه القصة تذكرنا بما يحدث في العراق ،عمليات الفساد ،وسرقة المال العام والخاص أصبح يشكل خطر كبير على مستقبل العراق ،فالكل يسمع ويشاهد ما يحدث كل يوم فكل يوم نسمع بقصة فساد من النوع الجديد ،ولكن هل تمت محاسبة المفسدين الكبار أو الحيتان الكبيرة إلى هذه أللحظة ؟
الجواب أن سبب انتشار الفساد وبشكل لم نشاهده سابقا هو بسبب عدم معاقبة أي مسؤول كبير أو حتى صغيروهو ما ساعد على أن يزداد عدد المفسدين .
الشعب العراقي بداء يعي حجم هذا الفساد من خلال النقص الحاد في تقديم الخدمات أو انعدامها في بعض المناطق .
ولكن هل الحكومة العراقية جادة في محاسبة المفسدين وتقديمهم إلى القضاء ؟
اليوم خرج علينا رئيس الحكومة ليقول أن المفسدين هم هيئة النزاهة !!
أذن نحن نريد معرفة المسؤول الأول عن صفقة الأسلحة الروسية سيئة الصيت بعد أن تبادل الجميع الاتهامات الموجهة أليهم .ومن هو الشخص الذي قامة بتهديد رئيس هيئة النزاهة البرلمانية ؟
هل هو رئيس الحكومة كما يقال أم شخص مقرب من رئيس الحكومة ؟
ولماذا تمت أقالت الناطق باسم الحكومة ،هل بسبب صفقة الأسلحة أم هناك أشياء آخرة ؟
جميع أبناء العراق أصبحوا لايثقون بالبرلمان أو بالحكومة أو بأي شخصية سياسية مهما كانت لان الجميع لم يبذل ولو جهد بسيط من اجل معالجة ولو جزاء بسيط من هذا السرطان الذي بداء يأكل هيكل الدولة العراقية الغير محصنة .
على البرلمان أو الحكومة أن تكون صادقة مع أبناء الشعب العراقي ،وان يتم تقديم جميع الفاسدين مهما تكن انتمائتهم الحزبية أو الطائفية ،ومها يكن منصب هذا الفاسد من برلماني أو وزير أو مدير عام أو موظف بسيط إلى المحاكم المختصة ،وليس كما حدث في المرات السابقة عندما تستر الجميع على الفاسدين من خلال السماح لهم بتقديم الاستقالة ومن ثم الهروب خارج العراق بدون أي محاسبة قانونية .
نحن نطالب ومن اليوم بالمطالبة بالأموال المسروقة من قبل بعض المفسدين الذين سمحت لهم الظروف بالسرقة والهروب إلى خارج العراق ،ومحاسبة كل من يتستر على المفسدين ،وآلة فلن يستجيب الله لنا أي دعاء بعد اليوم لأننا نتستر على أفعال المفسدين ،والسارقين ،والظالمين .