23 ديسمبر، 2024 3:57 م

عندما جاء المقبور صدام ببدعة جيش القدس الرامية إلى دمج سفهاء البعث بتشكيلات الجيش العراقي بكل صنوفه وتوزيع الرتب عليهم والمراسيم الجمهورية بالمجان كل حسب درجته البعثية ومن ثم تسويقهم إلى الوحدات العسكرية لكي ينصهروا في بوتقة الجيش ،وقتذاك استهجنا الفكرة ورفضناها جملة وتفصيلا باطنا وتقبلناها على مضض بالعلن خوفا من بطش الأجهزة الأمنية الصدامية لما تنطوي عليه الفكرة من مثلبة كبيرة بحق الجيش العراقي ومؤسساته العسكرية باعتبارها سابقة خطيرة لم تعهدها العسكرية العراقية مذ تأسيس الجيش العراقي إلى اليوم الأسود الذي قدحت فيه الفكرة في رأس القائد الضرورة في تسعينيات القرن الماضي ،، فاليوم وبعد ما تطهرت ذاكرتنا من تراكمات بطش البعث و وطوينا صفحة إجرام صدام و جيش القدس وام المعارك وغيرها من المصائب التي لا عد لها ولا حصر بدأنا نرى ونسمع ونلمس القول المأثور  ،، التاريخ يعيد نفسه ،، حيث ما لبث قادة الصدفة الا وراحوا يستنسخون تجربة الدكتاتور والعمد الى العمل بأخطائه التي جرت البلاد والعباد إلى الهاوية و لم تجلب إلى الشعب سوى الويل والثبور وعظائم الأمور ، فكان من جملة الإعمال الكارثية التي استنسختها الحكومة المنتخبة هي عملية الدمج القيصرية والتي لم تأت ِ أكلها بل صارت وباءا مزق أحشاء المؤسسة العسكرية ،،فقد وصفها أصحاب الشأن طامة كبرى سوف تؤدي إلى إحداث شرخ في المؤسسة العسكرية والمنظومة الأمنية الداخلية وقد فسرها آخرون على أنها خطوة استفزازية لعقيدة العسكر المهنيين الذين لم يستسيغوا الفكرة وقد وصفوها بالبدعة وكل بدعة ضلالة والضلالة التي ما بعدها ضلالة ان تناط مناصب أمنية عليا لأشخاص كانوا يمارسون إعمالا لاتمت للعسكر بصلة ،،ولكن التساؤل الذي يطرح كيف يستطيع هؤلاء الضباط الدمج إلى أن يتحولوا خلال ليلة وضحاها الى قادة أمنيين تسنم لهم زمام الأمور المقترنة بأمن المواطن من دون النظر إلى عامل الخبرة والجاهزية والكفاءة العلمية والمهنية التي تؤهلهم ليكونوا عناصر عسكرية وأمنية تستطيع صيانة امن الدولة والحفاظ على أرواح وممتلكات مواطنيها ،،برغم من أننا نعرف مسبقا ان العوامل الأنفة الذكر يفتقر لها ضباط الدمج بالإضافة إلى عدم تأقلمهم مع المهنة وعدم انسجامهم مع البيئة العسكرية بسبب الإحساس السيكولوجي(غياب وسيلة إثبات الذات) الذي ينعكس على سكناتهم وحركاتهم ، ناهيك عن حالة الحرج التي قد يتعرض لها ضباط الدمج إثناء اجتماعهم او مجالستهم اقرأنهم من الضباط الأصليين اذا صح التعبير او الذين تقلدوا الرتبة العسكرية عن طريق الأكاديميات الحربية ونيلهم شهادة البكالوريوس في العلوم الحربية إلى مرحلة النضوج العسكري ،،لنتوقف عند الأهم من كل هذه التفاصيل الصغيرة الواردة الذكر،، ان ما يلفت النظر اليوم هو تدهور الأمن في كافة المدن العراقية من دون ان يكون هناك رادع للمجاميع الإرهابية التي تتنقل وفق ما تريد وتفجر أين ما تريد وتنفذ أجندتها اين ماتريد في المقابل نجد غياب تام لدور الأجهزة الأمنية وضمور واضح للجهد الاستخبارتي اذا لم يكن منعدما تماما في كثير من الأحيان وأخرها سلسلة التفجيرات التي طالت المحافظات الآمنة وقيام المجاميع المسلحة الإرهابية باقتحام سجني ابو غريب والتاجي وهذا ما كشف ضعف ووهن الأجهزة الأمنية في إطراف العاصمة وانحسار جهدها في محيط المنطقة الخضراء وبعض المؤسسات الحكومية الأمر الذي جعل المواطن يشعر بالإحباط وفقدان الأمن وانعدام الاطمئنان في ظل مشاهد الرعب التي عادت بنا الى عام 2005/ 2006 وكان أول الغيث قتل أربعة عشر مواطن في منطقة سليمان بيك ،،بالإضافة إلى عودة مظاهر التهجير الطائفي في بعض مناطق غرب بغداد وديالى مما يتطلب إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية التي سيطر على كل مفاصلها الحيوية ضباط الدمج الذين عاثوا بها فسادا وتسلطوا على رقاب الناس وعبثوا بأمنهم ،دون ان تحرك الحكومة ساكنا فهي غافلة عن كل ما يحدث من قتل وتهجير بسبب فشل القيادات الأمنية وعناصر الدمج التي باتت تشكل ثقلا وعائقا كبيرا إمام تحقيق الآمن والأمان الذي يصبوا إليه سائر الشعب العراقي والذي رفض ظاهرة الدمج منذ البداية لان الدمج بدعة و كل بدعة ضلالة والضلالة تؤدي إلى جمهورية الدمج…. التي أصبحت كل مؤسساتها بهذا التصنيف,,الدمجي,, مع الأسف